تتميَّز أرواد بموقع فريد بين شواطئ القطر العربي السوري، لأنها الجزيرةالوحيدة الآهلة بالسكان، وأكبر الكتل الصخرية أمام الساحل (جزر الحبيس- المشار أبوعلي- المخروط- النمل)، تقعُ على خط طول (35 شرق غرينتش، وخط عرض 34 شمال خطالاستواء، تمتدّ بطول 740 م، وتبلغ مساحتها نحو 20 هكتاراً، بينما المساحة المأهولة 13.5 هكتار).
اسمها القديم أرادوس، (رفاد- أرفاد)، أو أرواد، ويعني بالفينيقيةالملجأ أو الملاذ.
أبعادها 740 × 400 م. تبعد عن طرطوس 3 كم باتجاه جنوب غرب،سكنها الكنعانيون أواخر الألف الثالث قبل الميلاد، ضمّها الملك سرجون الأكادي إلىمملكته عام 2350 ق.م، وقعت تحت نفوذ الفراعنة والحثيين وشعوب البحر الذين خرّبوها،كما خضعت لحكم ملوك آشور والكلدان والفرس والإسكندر المقدوني، الذي لم يستطعالاحتفاظ بها. وفي عام 64 ق.م تبعت للحكم الروماني، حيث فقدت أهميتها. وبعد انقسامالإمبراطورية، لحقت ببيزنطة، حتى استعادها العرب في عهد معاوية بن أبي سفيان عام 649 م على يد القائد جناده بن أبي أمية، ثم احتلَّها الصليبيون وبقيت بأيديهم إلىأن حرّرها السلطان قلاوون عام 1302 م. وفي عام 1516 م، خضعت أرواد للحكم العثماني،واتُّخذت مقرّاً لأحد قادتهم العسكريين حتى الحرب العالمية الأولى، حيث أصبحتمركزاً للجيش الفرنسي ومعتقلاً للأحرار. ولقد استطاع الأرواديون أن يكوّنوا مملكةواسعة تمتدّ حتى نهر العاصي شرقاً، والبحر المتوسط غرباً، وإلى الشمال اللبنانيجنوباً، وخليج إسكندرون شمالاً. وقد بلغ هذا التوسع ذروته في القرن الثامن قبلالميلاد. وممن دخل تحت سيطرتها صهيون (قلعة صلاح الدين حالياً) ومريامين، وشيزر،وربما مملكة بيت أغوشي في حماة (تل رفعت حالياً)، ومملكة سيميرا (تل كزل)، وعمريت (ماراتوس)، وأونيدرا (تل الغمقة)، وكارنة (القرنين الواقعة شمالي طرطوس)، وبالانيا (بانياس)، وكابالا (جبلة)، وتبّة الحمام، وتل الحصين، وتل سوكاس. أضف إلى أنَّ مايعرف بحصن سليمان كان محراب أرواد المقدّس، وأهم مراكزها الأثرية التي تعود إلىالفترة الفينيقية.
القلعة المركزيةالمباني التي تعود إلى الفترة العربية هي القلعة المركزية- يعتقد أنها أقيمت مكان حصن مراقبة أقدم منها. البناء الخارجي مع أبراجها الأربعةعربي يعود إلى فترة الحروب الصليبية، أما أقسامها الداخلية فإنها من العهدالعثماني، أقيمت مكان المنشآت العربية، والقلعة الساحلية (معروفة بالبرج الأيوبي) تقع في الجهة الشرقية من الجزيرة، وتشرف على المرفأ.. بالإضافة إلى النسيج العمانيالعربي، والمكون من الأزقة والبيوت العربية والجوامع والحمام العثماني. قلعةأرواد.. يرجعُ تاريخها إلى القرن الثالث عشر- الرابع عشر قبل الميلاد، ويعتقدبأنها أقيمت مكان حصن مراقبة أقدم منها يعود إلى عصر ما قبل التاريخ. البناءالخارجي مع أبراجها الأربعة عربي يعود إلى فترة الحروب الصليبية، أما أقسامهاالداخلية فإنها من العهد العثماني، أقيمت مكان المنشآت العربية. استخدمت في العهدالتركي كثكنة للجنود الأتراك، وفي العهد الفرنسي جُعلت سجناً للمناضلين ضدَّالاستعمار.
تقع القلعة وسطَ جزيرة أرواد، في أعلى مكان منها، يُدخل إليها بواسطةدرج يؤدي إلى الباب الرئيسي الذي يفضي إلى بهو داخلي مسقوف يحوي على بابين؛ جانبييؤدي عبر درج إلى السطح، وباب آخر مواجه للمدخل الرئيسي يؤدي إلى الفسحة الرئيسيةالمكشوفة للقلعة، والتي يحيط بها ثماني عشرة قاعة ذات سقوف معقودة مبنية بالحجرالرملي وقائمة على السور الخارجي للقلعة، المزود بثلاثة أبراج دائرية، كما يحويالجزء الأعلى من السور على مسننات من الحجر، في وسطها مرامي سهام، كما تحوي فيجزئها الشمالي الشرقي جامعاً يعود إلى المرحلة العثمانية.
مبنية بالحجر الرمليالمنحوت يدوياً، بعض جدرانها مكسي بالطينة التقليدية، وبعضها الآخر مكحل بالكحلةالغائرة، وهي من القلاع التي سجّلت أثرياً بالقرار 8/آ تاريخ 14/1/1958م.
البرج الأيوبي..بناه العربويعود إلى القرن الثالث عشر– الرابع عشر قبل الميلاد، يقع في الجهة الشرقية منجزيرة أرواد، سجل أثرياً بالقرار 8/آ تاريخ 14/1/1958م.
يقعُ البرج الأيوبي فيالجهة الشرقية لجزيرة أرواد، وهو يشرف مباشرة على مرفأ أرواد.
يتمّ الدخول إليهمن الباب الرئيسي في الواجهة الجنوبية، يعلوه الشعار اللوسياني، يفضي إلى بهومسقوفٍ بشكل عقدي، يحوي على بابين؛ جانبي يؤدي إلى غرفة جانبية، والآخر مواجهمباشرة للباب الرئيسي المؤدي إلى الفسحة المكشوفة، والتي يحيط بها أربع عشرة قاعة،إضافة إلى قاعة المدخل المسقوفة بشكل أقبية أو عقود متقاطعة، ومبنية بالحجر الرملي،إلا أنَّ إحدى القاعات لايمكن الدخول إليها، لأنها ألحقت بالجامع المجاور للبرج.
الطابق الثاني مربّعُ الشكل، مزود في زاويته الشمالية الشرقية والجنوبيةالغربية ببرجين دائريين، يتمّ الوصول إليه بدرج حجري ضيق من بهو الدخول، مؤلف منخمس قاعات.
السور القديم.. تظهرفيه آثار فترات زمنية مختلفة، بدءاً من العهد الفينيقي، سجّل أثرياً بالقرار 8/آتاريخ 14/1/1958م.
يبلغ طوله بوضعه الراهن 1534 متراً، وقد كان مبنياً بالحجارةالضخمة المنحوتة بحجم متوسط 4 ×2 ×2 م، والتي لاشكَّ في أنها اقتطعت من الجزيرةذاتها بطريقة التفريغ، بين أساس السور الحالي والبحر وصخرة البنات وأماكن أخرىمختلفة. يرتفع القسم الغربي منه بمقدار أربعة مداميك، ويتدرّج في الانخفاض حتى يصلإلى مدماكين في الجزء الشرقي.
والملاحظ أنَّ السور قد انهار، وما بقي منه سالماً (البرج الأحمر) و(برج المحارة)، وهما دلالة على عظمة هذا السور، الذي كان للعواصفتأثيراتها الكبيرة عليه، مما أدّى إلى سقوط حجارته في البحر (القسم الشمالي منه)،وفي الداخل (القسم الجنوبي والغربي منه).
قامت مدينة أرواد السوريةالقديمة الحديثة على جزيرة تحمل الاسم نفسه، وتتمتع بتاريخ عريق. وتقع الجزيرة أمامالسواحل الشرقية للبحر الأبيض المتوسط، قبالة البر السوري وعلى بعد 4150 متراً جنوبغرب مدينة طرطوس، وعلى بعد 2450 متر عن خط الساحل السوري.
وتتكون الجزيرة منتوضعات طينية حديثة تعود للحقب الجيولوجي الرابع تغطي صخوراً رملية تعرف بحجر "الرملة"، وترسم هذه الصخور عند التقائها بالبحر شرفات وجروفاً ساحلية ويمتد لسانانصغيران على طرفي الجزيرة. وتحيط بالجزيرة مجموعة صغيرة من الجزر يسمين "بناتأرواد".
أما سكان الجزيرة فهم من حفدة الفينيقيين الذين اعتنقوا الإسلام، ويعتقدأنهم في الأصل من مدينة صيدا.
لقد تعرضت أرواد للغزو عدة مرات خلال تاريخهاالطويل، ومع ذلك حافظ السكان على أصالتهم عشرات القرون. ولأبناء أرواد شهرة واسعةفي العمل البحري وهم مفضلون لمهارتهم وصبرهم. وقد مرت الجزيرة بحالات مختلفة فيتاريخها الطويل منذ القرن الخامس عشر قبل الميلاد حتى اليوم، وأجلي سكانها عنهاقرابة عام خلال الحرب العالمية الأولى وقصفها الألمان عام 1917، لتحولها إلى قاعدةفرنسية منذ أيلول 1915.
أما تسمية أرواد فنجد أنها باليونانية (أرادوس Arados) وبالفينيقية آراد وتعني الملجأ. وهناك عدة أماكن تحمل نفس التسمية أمام الساحلالفلسطيني وفي الخليج العربي وبالقرب من جزيرة كريت، إلا أن كل الدلائل تشير إلى أنمؤسسي هذه الأماكن كانوا من الفينيقيين وبالتالي تعزز معنى الاسم وهو "ملجأالهاربين".
وقد كانت الجزيرة مسكونة منذ زمن بعيد، لكن استمرار السكن على هذهالمساحة الضيقة لم يسمح بالعثور على دلائل هذا الماضي البعيد لأن أرضها صخرية ومندون طبقات، كما أن أبنيتها مكتظة تعيق أية عملية تنقيب، وقد وجدت شواهد علىالاستيطان الإنساني على اليابسة تعود إلى العصر الحجري الحديث (النيوليتيك) والمتوسط (الميزوليتيك).
لقد كانت أرواد مدينة مزدهرة منذ الألف الثاني قبلالميلاد، ثم وقعت تحت نفوذ صور، إلا أنها استقلت عنها وأخذت تنمو وتزدهر وتمتدلتؤسس مستعمرات وتنشئ مدناً على الشاطئ لضرورات اقتصادية ودينية ودفاعية وسميت هذهالمستعمرات أيضاً بنات أرواد. وقد توغل الأرواديون في الداخل فأقاموا معابداًوقلاعاً كهيكل (بيتوخيخي)، و(سيجون)، وأسهموا في تأسيس مدينة طروادة. وأشهر بناتطروادة انترادوس (وهي طرطوس الحالية) وعمريت. وقد ورد ذكر أرواد في رسائل تلالعمارنة وفي حوليات ملوك آشور والنقوش الفينيقية.
احتل سرجون الأول مؤسسالدولة الأكادية أرواد (خلال النصف الثاني من الألف الثالث قبل الميلاد). ثم اشتركتالجزيرة مع الحثيين في حربهم ضد المصريين في معركة قادش (القرن الثالث عشر قبلالميلاد). وعندما أغارت شعوب البحر على أوغاريت، كانت أرواد أوفر حظاً، إذ نجت منالغزو، وأصبحت من أبرز المدن على الساحل. إلا أنها خضعت للملك الآشوري تغلات بلاصرالأول ثم آشور ناصربال. غير أن الأرواديين استردوا معنوياتهم واتحدوا مع ملوك سوريةالآراميين عام 854 ق.م ليحاربوا جيش شلمانصر الثالث الذي تمكن فيما بعد من فرضالغرامات على أرواد. وفي عام 727 ق.م استعان شلمانصر الخامس بأسطول أرواد. وفي عام 650 ق.م أعلن ملك أرواد الخضوع لآشور بانيبال ملك آشور. وفي عام 604 دخلت في نفوذنبوخذ نصّر الكلداني.
وفي عام 539 ق.م أصبحت أرواد جزءاً من الإمبراطوريةالأخمينية الفارسية وغدت الولاية الخامسة، وسمح لها بممارسة الحكم الذاتي ودفعتبأسطولها إلى جانب الفرس في حربهم ضد الأثينيين في معركة سلاميس عام 480 ق.م. وعندغزو الاسكندر المقدوني البلاد عام 333 ق.م. قدمت أرواد الخضوع له لكنه لم يغزُالجزيرة بل أعطاها استقلالاً ذاتياً، وأخذت أرواد تسك النقود باسم الاسكندر.
كان لأرواد شأن مهم في النزاع بين البطالمة والسلوقيين لهذا منحها أنطيوخوسالثاني استقلالها ليضمن مساعدة بحريتها وتمتعت وقتها بامتيازات المدينة الحرة. واعتبر العام 259 ق.م نقطة بدء التأريخ لديها. وتدخل الأرواديون في نزاع السلوقيينبين بعضهم حيث وقفوا إلى جانب سلوقس الثاني، واضطر أنطيوخيوس الرابع إلى إخضاعهمبعد مقاومة، ثم تحالف معهم. وأعاد أنطيوخيوس السابع إلى أرواد حريتها ليكسبمساعدتها، وبصورة عامة كان لأرواد نفوذ عظيم على طول سواحل سورية.
وفي عام 64ق.م احتل الرومان بقيادة القائد الروماني بومبيوس سورية، إلا أن أرواد حافظت علىاستقلالها النسبي، وأيدت القائد الروماني بومبيوس عند خلافه مع قيصر، واستخفتبعملاء أنطونيوس ورفضت دفع الجزية إلا أن المجاعة التي نتجت عن الحصار دفعتها إلىالاستسلام. واحتفظت أرواد في تلك الآونة بمؤسساتها الهيلنستية وكانت الوحيدة التيحافظت على حريتها. إلا أنها أخذت تخبو وتضعف، وبدأ نجم المدينة المقابلة انترادوس (طرطوس) بالتألق ليأخذ مكانها. ومن الجدير بالذكر أن القديس بولس وصل أرواد وهو فيطريقه إلى روما وأعجب بتماثيلها وبشر سكانها بالدين المسيحي.
لم تدخل أروادالفتح العربي مع سورية بل بقيت قاعدة بحرية بيزنطية إلى أنقرر معاوية بن أبي سفيانفتحها وتم له ذلك عام 45 هـ/ 676م. ولكن الجزيرة أعيد استخدامها كقاعدة بحريةلأساطيل الدول الإيطالية في حقبة الغزو الفرنجي واستقر فيها فرسان الهيكل فزادوا منتحصينها، وأصبحت الجزيرة المركز الرئيسي ليعقوب الطرطوسي للإغارة على الساحل بينوقت وآخر إلى أن حررها قائد الأسطول سيف الدين كهرداش الرزاق المنصوري في أيامالملك الناصر محمد بن قلاوون عام 702 هـ/ 1302م ودمرت أسوارها في الصراع.
بعدذلك تناوب على أرواد المماليك ثم أهملت. وأتى العثمانيون وحسنوا في قلعتها زمنالسلطان سليمان القانوني، وشيد فيها حصنان صغيران، وتم نقل إليها السكان من قلعتيالمرقب وصلاح الدين وخصصت لهم رواتب وحصلت بينهم مناوشات وبين قراصنة البحر وأسروابعضاً منهم.
وفي الحرب العالمية الأولى نزلت فيها البحرية الفرنسية وأخضعتهالفرنسا عام 1915م حيث أصبحت تمهر فيها المعاملات بخاتم حكومة أرواد، قبل أن يتمضمها إلى سورية بعد معاهدة سايكس-بيكو، وقد جعلت فرنسا قلعتها معتقلاً للأحراروالرجالات الوطنيين إبان فترة الاحتلال الفرنسي الذي انتهى عام 1946.
لقد كشفتالتنقيبات في الجزيرة آثاراً معمارية ومادية وكتابات منقوشة بلغ عددها 22 نصاً حتىعام 1983. وأول من استطلع هذه الآثار أرنست رينان في أثناء رحلته إلى سورية (1860). وقد ساعدته بحارة كوبير وقدم له المقدم كيهنوك جميع المصادر بحوزته، وقدم شخص يدعىعبد الباقي ما لديه من حجارة مستطيلة مستخرجة من أساسات البيوت، واقتصرت دراسته علىجدران السور والمنازل ومفارق الطرق، والمخطوطات، والأدوات الجنائزية، وقواعدالتماثيل، والتأثيرات المصرية الظاهرة على القطع التي تم جمعها، وبعض الألواحالخشبية التي تظهر امتزاج العناصر المصرية والآشورية والفارسية وانطباعها بالحساليوناني، حيث تدل على أن الفن الإغريقي تطور في أرواد تطوراً يفوق أي مكان آخر علىالساحل السوري. وقامت الباحثة أونور فروست بأعمال دراسة أثرية تحت الماء نشرتنتائجها في بحث عن صخور أرواد البحرية ومراسيها القديمة الأثرية.
وقامالآثاريون السوريون باستطلاعات مهمة في أرواد وتم استخراج قطعة حجرية عليها كتابةيونانية من العصر الروماني مؤلفة من أحد عشر سطراً نقلت إلى الفرنسية ثم ترجمت إلىالعربية، كما تم كشف حجر أسود بازلتي (1983) بجانبه حجر رخامي نقش عليه خمسة سطوريونانية ويعود إلى أيام الإمبراطور تيبريوس.
الجزء التاليملطوشأما أرواد اليوم فتتألق في البحر بجمالها الطبيعي وبساطتها الآسرة،فهي كتلة من البيوت والحصون المتراصة على بعضها وأسوار تغسل الأمواج حجارتها الضخمةوتزين حوض مرفئها الأشرعة والزوارق ذات الألوان الزاهية والمقاهي الشعبية الصغيرةالمطلة على البحر وعلى طرطوس، وتشتهر أرواد ببرجها الأيوبي وبقلعتها القديمة التيأصبحت متحفاً لآثار الجزيرة وللتقاليد البحرية .
يمكن الوصول اليها من طرطوستجد مرفأ صغير وبه الكثير من المراكب تطلع المركب مجانا وعند الرجوع تدفع مبلغ 25ليرة سورية للفرد الواحد
اسمها القديم أرادوس، (رفاد- أرفاد)، أو أرواد، ويعني بالفينيقيةالملجأ أو الملاذ.
أبعادها 740 × 400 م. تبعد عن طرطوس 3 كم باتجاه جنوب غرب،سكنها الكنعانيون أواخر الألف الثالث قبل الميلاد، ضمّها الملك سرجون الأكادي إلىمملكته عام 2350 ق.م، وقعت تحت نفوذ الفراعنة والحثيين وشعوب البحر الذين خرّبوها،كما خضعت لحكم ملوك آشور والكلدان والفرس والإسكندر المقدوني، الذي لم يستطعالاحتفاظ بها. وفي عام 64 ق.م تبعت للحكم الروماني، حيث فقدت أهميتها. وبعد انقسامالإمبراطورية، لحقت ببيزنطة، حتى استعادها العرب في عهد معاوية بن أبي سفيان عام 649 م على يد القائد جناده بن أبي أمية، ثم احتلَّها الصليبيون وبقيت بأيديهم إلىأن حرّرها السلطان قلاوون عام 1302 م. وفي عام 1516 م، خضعت أرواد للحكم العثماني،واتُّخذت مقرّاً لأحد قادتهم العسكريين حتى الحرب العالمية الأولى، حيث أصبحتمركزاً للجيش الفرنسي ومعتقلاً للأحرار. ولقد استطاع الأرواديون أن يكوّنوا مملكةواسعة تمتدّ حتى نهر العاصي شرقاً، والبحر المتوسط غرباً، وإلى الشمال اللبنانيجنوباً، وخليج إسكندرون شمالاً. وقد بلغ هذا التوسع ذروته في القرن الثامن قبلالميلاد. وممن دخل تحت سيطرتها صهيون (قلعة صلاح الدين حالياً) ومريامين، وشيزر،وربما مملكة بيت أغوشي في حماة (تل رفعت حالياً)، ومملكة سيميرا (تل كزل)، وعمريت (ماراتوس)، وأونيدرا (تل الغمقة)، وكارنة (القرنين الواقعة شمالي طرطوس)، وبالانيا (بانياس)، وكابالا (جبلة)، وتبّة الحمام، وتل الحصين، وتل سوكاس. أضف إلى أنَّ مايعرف بحصن سليمان كان محراب أرواد المقدّس، وأهم مراكزها الأثرية التي تعود إلىالفترة الفينيقية.
القلعة المركزيةالمباني التي تعود إلى الفترة العربية هي القلعة المركزية- يعتقد أنها أقيمت مكان حصن مراقبة أقدم منها. البناء الخارجي مع أبراجها الأربعةعربي يعود إلى فترة الحروب الصليبية، أما أقسامها الداخلية فإنها من العهدالعثماني، أقيمت مكان المنشآت العربية، والقلعة الساحلية (معروفة بالبرج الأيوبي) تقع في الجهة الشرقية من الجزيرة، وتشرف على المرفأ.. بالإضافة إلى النسيج العمانيالعربي، والمكون من الأزقة والبيوت العربية والجوامع والحمام العثماني. قلعةأرواد.. يرجعُ تاريخها إلى القرن الثالث عشر- الرابع عشر قبل الميلاد، ويعتقدبأنها أقيمت مكان حصن مراقبة أقدم منها يعود إلى عصر ما قبل التاريخ. البناءالخارجي مع أبراجها الأربعة عربي يعود إلى فترة الحروب الصليبية، أما أقسامهاالداخلية فإنها من العهد العثماني، أقيمت مكان المنشآت العربية. استخدمت في العهدالتركي كثكنة للجنود الأتراك، وفي العهد الفرنسي جُعلت سجناً للمناضلين ضدَّالاستعمار.
تقع القلعة وسطَ جزيرة أرواد، في أعلى مكان منها، يُدخل إليها بواسطةدرج يؤدي إلى الباب الرئيسي الذي يفضي إلى بهو داخلي مسقوف يحوي على بابين؛ جانبييؤدي عبر درج إلى السطح، وباب آخر مواجه للمدخل الرئيسي يؤدي إلى الفسحة الرئيسيةالمكشوفة للقلعة، والتي يحيط بها ثماني عشرة قاعة ذات سقوف معقودة مبنية بالحجرالرملي وقائمة على السور الخارجي للقلعة، المزود بثلاثة أبراج دائرية، كما يحويالجزء الأعلى من السور على مسننات من الحجر، في وسطها مرامي سهام، كما تحوي فيجزئها الشمالي الشرقي جامعاً يعود إلى المرحلة العثمانية.
مبنية بالحجر الرمليالمنحوت يدوياً، بعض جدرانها مكسي بالطينة التقليدية، وبعضها الآخر مكحل بالكحلةالغائرة، وهي من القلاع التي سجّلت أثرياً بالقرار 8/آ تاريخ 14/1/1958م.
البرج الأيوبي..بناه العربويعود إلى القرن الثالث عشر– الرابع عشر قبل الميلاد، يقع في الجهة الشرقية منجزيرة أرواد، سجل أثرياً بالقرار 8/آ تاريخ 14/1/1958م.
يقعُ البرج الأيوبي فيالجهة الشرقية لجزيرة أرواد، وهو يشرف مباشرة على مرفأ أرواد.
يتمّ الدخول إليهمن الباب الرئيسي في الواجهة الجنوبية، يعلوه الشعار اللوسياني، يفضي إلى بهومسقوفٍ بشكل عقدي، يحوي على بابين؛ جانبي يؤدي إلى غرفة جانبية، والآخر مواجهمباشرة للباب الرئيسي المؤدي إلى الفسحة المكشوفة، والتي يحيط بها أربع عشرة قاعة،إضافة إلى قاعة المدخل المسقوفة بشكل أقبية أو عقود متقاطعة، ومبنية بالحجر الرملي،إلا أنَّ إحدى القاعات لايمكن الدخول إليها، لأنها ألحقت بالجامع المجاور للبرج.
الطابق الثاني مربّعُ الشكل، مزود في زاويته الشمالية الشرقية والجنوبيةالغربية ببرجين دائريين، يتمّ الوصول إليه بدرج حجري ضيق من بهو الدخول، مؤلف منخمس قاعات.
السور القديم.. تظهرفيه آثار فترات زمنية مختلفة، بدءاً من العهد الفينيقي، سجّل أثرياً بالقرار 8/آتاريخ 14/1/1958م.
يبلغ طوله بوضعه الراهن 1534 متراً، وقد كان مبنياً بالحجارةالضخمة المنحوتة بحجم متوسط 4 ×2 ×2 م، والتي لاشكَّ في أنها اقتطعت من الجزيرةذاتها بطريقة التفريغ، بين أساس السور الحالي والبحر وصخرة البنات وأماكن أخرىمختلفة. يرتفع القسم الغربي منه بمقدار أربعة مداميك، ويتدرّج في الانخفاض حتى يصلإلى مدماكين في الجزء الشرقي.
والملاحظ أنَّ السور قد انهار، وما بقي منه سالماً (البرج الأحمر) و(برج المحارة)، وهما دلالة على عظمة هذا السور، الذي كان للعواصفتأثيراتها الكبيرة عليه، مما أدّى إلى سقوط حجارته في البحر (القسم الشمالي منه)،وفي الداخل (القسم الجنوبي والغربي منه).
قامت مدينة أرواد السوريةالقديمة الحديثة على جزيرة تحمل الاسم نفسه، وتتمتع بتاريخ عريق. وتقع الجزيرة أمامالسواحل الشرقية للبحر الأبيض المتوسط، قبالة البر السوري وعلى بعد 4150 متراً جنوبغرب مدينة طرطوس، وعلى بعد 2450 متر عن خط الساحل السوري.
وتتكون الجزيرة منتوضعات طينية حديثة تعود للحقب الجيولوجي الرابع تغطي صخوراً رملية تعرف بحجر "الرملة"، وترسم هذه الصخور عند التقائها بالبحر شرفات وجروفاً ساحلية ويمتد لسانانصغيران على طرفي الجزيرة. وتحيط بالجزيرة مجموعة صغيرة من الجزر يسمين "بناتأرواد".
أما سكان الجزيرة فهم من حفدة الفينيقيين الذين اعتنقوا الإسلام، ويعتقدأنهم في الأصل من مدينة صيدا.
لقد تعرضت أرواد للغزو عدة مرات خلال تاريخهاالطويل، ومع ذلك حافظ السكان على أصالتهم عشرات القرون. ولأبناء أرواد شهرة واسعةفي العمل البحري وهم مفضلون لمهارتهم وصبرهم. وقد مرت الجزيرة بحالات مختلفة فيتاريخها الطويل منذ القرن الخامس عشر قبل الميلاد حتى اليوم، وأجلي سكانها عنهاقرابة عام خلال الحرب العالمية الأولى وقصفها الألمان عام 1917، لتحولها إلى قاعدةفرنسية منذ أيلول 1915.
أما تسمية أرواد فنجد أنها باليونانية (أرادوس Arados) وبالفينيقية آراد وتعني الملجأ. وهناك عدة أماكن تحمل نفس التسمية أمام الساحلالفلسطيني وفي الخليج العربي وبالقرب من جزيرة كريت، إلا أن كل الدلائل تشير إلى أنمؤسسي هذه الأماكن كانوا من الفينيقيين وبالتالي تعزز معنى الاسم وهو "ملجأالهاربين".
وقد كانت الجزيرة مسكونة منذ زمن بعيد، لكن استمرار السكن على هذهالمساحة الضيقة لم يسمح بالعثور على دلائل هذا الماضي البعيد لأن أرضها صخرية ومندون طبقات، كما أن أبنيتها مكتظة تعيق أية عملية تنقيب، وقد وجدت شواهد علىالاستيطان الإنساني على اليابسة تعود إلى العصر الحجري الحديث (النيوليتيك) والمتوسط (الميزوليتيك).
لقد كانت أرواد مدينة مزدهرة منذ الألف الثاني قبلالميلاد، ثم وقعت تحت نفوذ صور، إلا أنها استقلت عنها وأخذت تنمو وتزدهر وتمتدلتؤسس مستعمرات وتنشئ مدناً على الشاطئ لضرورات اقتصادية ودينية ودفاعية وسميت هذهالمستعمرات أيضاً بنات أرواد. وقد توغل الأرواديون في الداخل فأقاموا معابداًوقلاعاً كهيكل (بيتوخيخي)، و(سيجون)، وأسهموا في تأسيس مدينة طروادة. وأشهر بناتطروادة انترادوس (وهي طرطوس الحالية) وعمريت. وقد ورد ذكر أرواد في رسائل تلالعمارنة وفي حوليات ملوك آشور والنقوش الفينيقية.
احتل سرجون الأول مؤسسالدولة الأكادية أرواد (خلال النصف الثاني من الألف الثالث قبل الميلاد). ثم اشتركتالجزيرة مع الحثيين في حربهم ضد المصريين في معركة قادش (القرن الثالث عشر قبلالميلاد). وعندما أغارت شعوب البحر على أوغاريت، كانت أرواد أوفر حظاً، إذ نجت منالغزو، وأصبحت من أبرز المدن على الساحل. إلا أنها خضعت للملك الآشوري تغلات بلاصرالأول ثم آشور ناصربال. غير أن الأرواديين استردوا معنوياتهم واتحدوا مع ملوك سوريةالآراميين عام 854 ق.م ليحاربوا جيش شلمانصر الثالث الذي تمكن فيما بعد من فرضالغرامات على أرواد. وفي عام 727 ق.م استعان شلمانصر الخامس بأسطول أرواد. وفي عام 650 ق.م أعلن ملك أرواد الخضوع لآشور بانيبال ملك آشور. وفي عام 604 دخلت في نفوذنبوخذ نصّر الكلداني.
وفي عام 539 ق.م أصبحت أرواد جزءاً من الإمبراطوريةالأخمينية الفارسية وغدت الولاية الخامسة، وسمح لها بممارسة الحكم الذاتي ودفعتبأسطولها إلى جانب الفرس في حربهم ضد الأثينيين في معركة سلاميس عام 480 ق.م. وعندغزو الاسكندر المقدوني البلاد عام 333 ق.م. قدمت أرواد الخضوع له لكنه لم يغزُالجزيرة بل أعطاها استقلالاً ذاتياً، وأخذت أرواد تسك النقود باسم الاسكندر.
كان لأرواد شأن مهم في النزاع بين البطالمة والسلوقيين لهذا منحها أنطيوخوسالثاني استقلالها ليضمن مساعدة بحريتها وتمتعت وقتها بامتيازات المدينة الحرة. واعتبر العام 259 ق.م نقطة بدء التأريخ لديها. وتدخل الأرواديون في نزاع السلوقيينبين بعضهم حيث وقفوا إلى جانب سلوقس الثاني، واضطر أنطيوخيوس الرابع إلى إخضاعهمبعد مقاومة، ثم تحالف معهم. وأعاد أنطيوخيوس السابع إلى أرواد حريتها ليكسبمساعدتها، وبصورة عامة كان لأرواد نفوذ عظيم على طول سواحل سورية.
وفي عام 64ق.م احتل الرومان بقيادة القائد الروماني بومبيوس سورية، إلا أن أرواد حافظت علىاستقلالها النسبي، وأيدت القائد الروماني بومبيوس عند خلافه مع قيصر، واستخفتبعملاء أنطونيوس ورفضت دفع الجزية إلا أن المجاعة التي نتجت عن الحصار دفعتها إلىالاستسلام. واحتفظت أرواد في تلك الآونة بمؤسساتها الهيلنستية وكانت الوحيدة التيحافظت على حريتها. إلا أنها أخذت تخبو وتضعف، وبدأ نجم المدينة المقابلة انترادوس (طرطوس) بالتألق ليأخذ مكانها. ومن الجدير بالذكر أن القديس بولس وصل أرواد وهو فيطريقه إلى روما وأعجب بتماثيلها وبشر سكانها بالدين المسيحي.
لم تدخل أروادالفتح العربي مع سورية بل بقيت قاعدة بحرية بيزنطية إلى أنقرر معاوية بن أبي سفيانفتحها وتم له ذلك عام 45 هـ/ 676م. ولكن الجزيرة أعيد استخدامها كقاعدة بحريةلأساطيل الدول الإيطالية في حقبة الغزو الفرنجي واستقر فيها فرسان الهيكل فزادوا منتحصينها، وأصبحت الجزيرة المركز الرئيسي ليعقوب الطرطوسي للإغارة على الساحل بينوقت وآخر إلى أن حررها قائد الأسطول سيف الدين كهرداش الرزاق المنصوري في أيامالملك الناصر محمد بن قلاوون عام 702 هـ/ 1302م ودمرت أسوارها في الصراع.
بعدذلك تناوب على أرواد المماليك ثم أهملت. وأتى العثمانيون وحسنوا في قلعتها زمنالسلطان سليمان القانوني، وشيد فيها حصنان صغيران، وتم نقل إليها السكان من قلعتيالمرقب وصلاح الدين وخصصت لهم رواتب وحصلت بينهم مناوشات وبين قراصنة البحر وأسروابعضاً منهم.
وفي الحرب العالمية الأولى نزلت فيها البحرية الفرنسية وأخضعتهالفرنسا عام 1915م حيث أصبحت تمهر فيها المعاملات بخاتم حكومة أرواد، قبل أن يتمضمها إلى سورية بعد معاهدة سايكس-بيكو، وقد جعلت فرنسا قلعتها معتقلاً للأحراروالرجالات الوطنيين إبان فترة الاحتلال الفرنسي الذي انتهى عام 1946.
لقد كشفتالتنقيبات في الجزيرة آثاراً معمارية ومادية وكتابات منقوشة بلغ عددها 22 نصاً حتىعام 1983. وأول من استطلع هذه الآثار أرنست رينان في أثناء رحلته إلى سورية (1860). وقد ساعدته بحارة كوبير وقدم له المقدم كيهنوك جميع المصادر بحوزته، وقدم شخص يدعىعبد الباقي ما لديه من حجارة مستطيلة مستخرجة من أساسات البيوت، واقتصرت دراسته علىجدران السور والمنازل ومفارق الطرق، والمخطوطات، والأدوات الجنائزية، وقواعدالتماثيل، والتأثيرات المصرية الظاهرة على القطع التي تم جمعها، وبعض الألواحالخشبية التي تظهر امتزاج العناصر المصرية والآشورية والفارسية وانطباعها بالحساليوناني، حيث تدل على أن الفن الإغريقي تطور في أرواد تطوراً يفوق أي مكان آخر علىالساحل السوري. وقامت الباحثة أونور فروست بأعمال دراسة أثرية تحت الماء نشرتنتائجها في بحث عن صخور أرواد البحرية ومراسيها القديمة الأثرية.
وقامالآثاريون السوريون باستطلاعات مهمة في أرواد وتم استخراج قطعة حجرية عليها كتابةيونانية من العصر الروماني مؤلفة من أحد عشر سطراً نقلت إلى الفرنسية ثم ترجمت إلىالعربية، كما تم كشف حجر أسود بازلتي (1983) بجانبه حجر رخامي نقش عليه خمسة سطوريونانية ويعود إلى أيام الإمبراطور تيبريوس.
الجزء التاليملطوشأما أرواد اليوم فتتألق في البحر بجمالها الطبيعي وبساطتها الآسرة،فهي كتلة من البيوت والحصون المتراصة على بعضها وأسوار تغسل الأمواج حجارتها الضخمةوتزين حوض مرفئها الأشرعة والزوارق ذات الألوان الزاهية والمقاهي الشعبية الصغيرةالمطلة على البحر وعلى طرطوس، وتشتهر أرواد ببرجها الأيوبي وبقلعتها القديمة التيأصبحت متحفاً لآثار الجزيرة وللتقاليد البحرية .
يمكن الوصول اليها من طرطوستجد مرفأ صغير وبه الكثير من المراكب تطلع المركب مجانا وعند الرجوع تدفع مبلغ 25ليرة سورية للفرد الواحد
عدل سابقا من قبل waell في السبت 16 يناير 2010 - 5:12 عدل 1 مرات