ورد الشام

ورد الشام
عزيزي الزائر
هنالك فرق في التصفح كـ زائر والتصفح كــ صديق مسجل مع أننا أتحنا كل أقسام ورد الشام لكي يستفاد بها الجميع الزائرين
كثيرة المنتديات التي يسجل بها البعض ولكن قد يهمل دخولهم وتسجيلهم
هنا في ورد الشام
جرب أن تهتم وسوف نهتم


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ورد الشام

ورد الشام
عزيزي الزائر
هنالك فرق في التصفح كـ زائر والتصفح كــ صديق مسجل مع أننا أتحنا كل أقسام ورد الشام لكي يستفاد بها الجميع الزائرين
كثيرة المنتديات التي يسجل بها البعض ولكن قد يهمل دخولهم وتسجيلهم
هنا في ورد الشام
جرب أن تهتم وسوف نهتم

ورد الشام

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أجتماعي ثقافي أدبي ترفيهي


2 مشترك

    غسان شربل/ متجدد


    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    عدد الرسائل : 29434
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007

    غسان شربل/ متجدد - صفحة 2 Empty الذي جاء متأخراً

    مُساهمة من طرف waell الخميس 7 مارس 2013 - 8:48

    الذي جاء متأخراً


    غسان شربل


    الخميس ٧ مارس ٢٠١٣


    حين دخل قصر الرئاسة
    منتخباً قبل أربعة عشر عاماً كان العالم قد تغير. نظر إلى الخريطة فلم يعثر على
    الاتحاد السوفياتي. نظر إلى الصين فرأى ورثة «الربان العظيم» يغطون وجهه
    بالدولارات. لم يكن أمام المظلي الوافد من أحلام سيمون بوليفار غير أن يلقي بنفسه
    في حضن «أبيه». فتح فيديل كاسترو صدره لـ «الرفيق». كانت عروق الجزيرة تنشف بفعل
    انقطاع المساعدات السوفياتية حين وصل هوغو تشافيز حاملاً نار الثورة وعائدات النفط
    الفنزويلي.



    قبل أن يتعلم رقصة
    الديموقراطية جرب الشاب الصاخب أساليب أخرى. قاد الكولونيل اليساري في 1992 محاولة
    انقلاب أدخلته السجن لا القصر. سنتان وراء القضبان أكسبتاه تعاطفاً شعبياً في بلد
    يعج بالفقراء ويتلوى على حكايات الفساد فيما تنام أرضه على ثروة هائلة من الذهب
    الأسود.



    لم يستسلم تشافيز للمشهد
    الدولي الذي كان يقول إن العالم دخل العصر الأميركي وإن أميركا تربعت على عرش
    القوة العظمى الوحيدة. كان الإرث الثوري لأميركا اللاتينية يغلي في دمه. وكأنه كان
    يحلم أن ينوب عن كاسترو الذي فعل به العمر ما لم تنجح أميركا في فعله.



    هكذا انتمى «الكومندانتي»
    إلى نادي الممانعين الحالمين بإضرام النار في الرداء الأميركي. لكنه لم يذهب إلى
    الحد الذي بلغه كاسترو في عقود ماضية، ذلك أن غياب المظلة السوفياتية جعل التحرش
    العسكري بالأميركيين باهظاً وربما انتحارياً.



    كان تحدي السطوة
    الأميركية جزءاً رئيسياً من سياساته. لهذا استعذب زيارة بغداد لتحدي الحصار الذي
    كان مضروباً على العراق. وابتهج صدام حسين بضيفه وقاد بنفسه سيارة أقلت الزائر في
    شوارع بغداد. لكن الرئيس الفنزويلي لم يقم بغزو دولة مجاورة ولم يوفر لأميركا
    أعذار الانقضاض عليه.



    ابتهج تشافيز أيضاً بتحدي
    الحظر المفروض على ليبيا معمر القذافي. وكان بينه وبين العقيد أكثر من عناق. وحين
    فر القذافي أمام الثوار قال تشافيز: «أدعو الله أن ينقذ حياة أخينا القذافي. إنهم
    يطاردونه ولا أحد يعرف مكان وجوده. أعتقد أنه ذهب إلى الصحراء». لم تصل تمنيات
    تشافيز إلى حيث اشتهى ولاقى الممانع الليبي نهايته المعروفة. طبعاً مع الإشارة إلى
    أن تشافيز لم يرتكب أيضاً ما ارتكبه العقيد في لوكربي أو غيرها.



    تأييد تشافيز القاطع
    للفلسطينيين أكسبه رصيداً في الشارع العربي. استقبلته دمشق بحفاوة أكثر من مرة.
    ولم يبخل هو بالحرارة والحفاوة حين زاره الرئيس بشار الأسد. طبعاً مع الإشارة إلى
    أن تشافيز الذي كان يصف أحياناً خصومه في الداخل بـ «الخونة» لكنه لم يستخدم ضدهم
    ترسانة جيشه.



    رأى تشافيز في العلاقة مع
    إيران فرصة لإغاظة أميركا وتأكيد عدائه لها. أقام معها علاقات دافئة. زار طهران
    مراراً وكان بينه وبين محمود أحمدي نجاد أكثر من عناق. الأول اعتبر أميركا
    «شيطاناً» والثاني لا يكل من وصفها بـ «الشيطان الأكبر».



    في الداخل مكنت عائدات
    النفط تشافيز من تقليص معدل الفقر وتقديم مساعدات فعلية في ميداني الصحة والتعليم.
    لهذا فاز دائماً في الانتخابات والأمر نفسه في الاستفتاءات باستثناء مرة يتيمة.
    وحين أبعده إنقلابيون عن القصر نحو يومين أعاده الجيش وأنصاره إلى مكتبه. خطب تمتد
    ساعات يوشحها بالنكات ولا تغيب عنها أحياناً الشتائم.



    كانت لديه قدرة غير عادية
    على مخاطبة فقراء بلاده واجتذابهم. مبادر واستفزازي وصاحب قرار. انقسمت البلاد
    بحدة حول شخصه ونهجه.



    أحب الفقراء وأحب
    المشاكسة وأحب السلطة وأحب النساء. لكنه القدر. الإمبريالية يمكن مواجهتها. يمكن
    التحايل عليها. لكن السرطان شيء آخر. إنه عدو يأتي من الداخل. قاوم على مدى عامين
    ثم انحنى. غادر في الثامنة والخمسين على وقع أوجاعه لا على وقع المليونيات و
    «الشعب يريد إسقاط النظام». أغلب الظن أنه تأخر في المجيء وكان يصلح أكثر لزمان
    سابق.

    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    عدد الرسائل : 29434
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007

    غسان شربل/ متجدد - صفحة 2 Empty مصر وساعة المراجعة

    مُساهمة من طرف waell الثلاثاء 12 مارس 2013 - 7:05




























    مصر وساعة المراجعة


    غسان شربل


    الإثنين ١١ مارس ٢٠١٣


    لا يحتاج الرئيس محمد
    مرسي إلى قراءة التقارير كي يدرك حجم الانزلاق الحاصل في مصر. يكفي أن يفتح نافذة
    القصر ليشاهد ما يقلق ويسمع ما يقلق. يستطيع الرئيس أيضاً أن يطلب من فريقه تزويده
    بضعة أرقام. كم هو عدد القنابل المسيلة للدموع التي ألقيت منذ توليه الرئاسة في
    حزيران (يونيو) الماضي؟ كم هو عدد القتلى الذين سقطوا في الاحتجاجات والمواجهات؟
    كم عدد الإضرابات التي شلت قطاعات كثيرة؟ كم عدد الاعتصامات التي نظمت
    والاستثمارات التي ضاعت؟.



    يستطيع الرئيس أن يطلب
    أيضاً لائحة بالهتافات التي تدوي في المدن المصرية والشعارات التي يرفعها
    المتظاهرون وكم تختلف عن تلك التي كانت تردد وترفع أيام الثورة؟. لا بد أن تستوقفه
    هتافات من قماشة «يسقط يسقط حكم المرشد» و «لا لأخونة الدولة» ومقالات تتحدث عن
    «الفرعون الجديد» و «الانتقال من ديكتاتورية عسكرية إلى ديكتاتورية إسلامية». لا
    بد أن يلتفت أيضاً إلى أن بعض الاتهامات يأتي من قوى إسلامية كان يفترض أن تقف إلى
    جانبه.



    ثمة ما هو أخطر من ذلك.
    تراجع ثقة المواطن العادي بالدولة المصرية التي يفترض أنها تتكئ على مؤسسات عريقة.
    لا يحتاج الرئيس إلى من يشرح له الأحوال داخل الشرطة وعلاقتها بالناس. ولا إلى من
    يذكره باهتزاز صورة القضاء ولا بالخوف من إمساك «الإخوان» بمفاصل الجيش.



    لا يحتاج مرسي إلى من
    يشرح له أن المصري العادي خائف. خائف على خبزه. وخائف على أمنه. وعلى حريته. وعلى
    مبدأ تداول السلطة. وعلى حقوق المرأة. وعلى حقوق «الآخر». وعلى مناهج التعليم.
    وخائف على غده لاعتقاده أن البوصلة ضائعة وأن الوضع مفتوح على أشكال من الانهيار
    الاقتصادي والسياسي والأمني.



    أخطر ما تعيشه مصر حالياً
    هو انقطاع خيط الاتصال بين الرئيس والمصري العادي الذي لا ينتمي إلى تيار
    «الإخوان». لم يستطع الرئيس إطلاق حالة من الأمل. لم يستطع إقناع المصري العادي أن
    المعارك التي خاضها مع القضاء والمؤسسة العسكرية والمعارضة تصب في خدمة بناء
    الدولة المدنية ومؤسساتها وتعد بالاستقرار والازدهار. صحيح أن الرئيس لم يتخذ
    مواقف مغامرة في موضوع العلاقة مع إسرائيل ونجح في الحفاظ على الرغبة الأميركية في
    نجاحه لكن الصحيح أيضاً أن المسألة أبعد من ذلك وأكثر تعقيداً وأن الامتحان الكبير
    يدور في الداخل.



    لم يحسن الرئيس تقديم
    نفسه وشرح برنامجه. الممارسات تركت انطباعاً أن القرار انتقل إلى يد فريق لا يملك
    برنامجاً للحكم ولا تصوراً لمواجهة أعباء مرحلة انتقالية يضاعف التعاطي المرتبك مع
    استحقاقاتها أثقال الملفات الموروثة. لو استطاع الرئيس تقديم تصور واقعي ومقنع
    وجاذب في ما يتعلق بالدستور والملفات السياسية والاقتصادية والأمنية لما تجرأت
    المعارضة على الاحتكام إلى الشارع واتخاذ قرارات المقاطعة والتصعيد.



    ليس بسيطاً أبداً أن يبقى
    الشارع المصري ملتهباً. وأن ترتفع أصوات محذرة من الإفلاس. وأخرى من «الصوملة».
    وثالثة من تجربة جزائرية دامية إذا بلغ التدهور حد اضطرار الجيش إلى العودة إلى
    الوصاية على القرار.



    حين دخل مرسي قصر الرئاسة
    كان هناك من اعتقد، في مصر والمنطقة وفي الغرب أيضاً، أننا أمام تجربة ستفوق في
    أهميتها وانعكاساتها ما بات يعرف بالنموذج التركي. وأن إدارة بلد بتركيبة مصر
    وحجمها ستدفع «الإخوان» إلى التكيف مع مستلزمات الدولة الحديثة ومنطقها ومؤسساتها
    فضلاً عن الحقائق الدولية. اليوم تتراجع آمال هؤلاء. مصر ليست تركيا ولكل تجربة
    سياقها المختلف. الحزب الذي ورثه أردوغان أنضجته تجارب طويلة ومريرة من العيش في
    ظل دستور علماني وتحت رقابة جيش أتاتورك. ثم إن تجربة حزب أردوغان في الحكم ترافقت
    مع نمو اقتصادي متواصل واحترام صارم لإرادة الناخبين. في المقابل ها هو مرسي يتولى
    الرئاسة في بلد مهدد بتدهور اقتصادي مريع وتأزم سياسي غير مسبوق ما يفتح أبواب
    العنف والفوضى وما هو أدهى. الأكيد أن مصر ليست تركيا ومرسي ليس أردوغان والدليل
    أن «الإخوان» استقبلوا الزائر التركي بتصفيق شديد لكنهم لم يخفوا امتعاضهم حين
    تحدث عن الدولة المدنية والعمل في ظل دستور علماني. مصر في خضم تجربة شديدة
    الاختلاف ومفتوحة على كل الأخطار. ولهذه القناعة أثمانها في الداخل وكذلك في
    الاستثمارات والمساعدات الخارجية.



    يحتاج الرئيس مرسي الى
    مراجعة عاجلة لإنقاذ عهده وتجربة «الإخوان» والأهم لإنقاذ مصر من تركة الماضي
    وارتباك الحاضر.

    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    عدد الرسائل : 29434
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007

    غسان شربل/ متجدد - صفحة 2 Empty إيران بين زلزالين

    مُساهمة من طرف waell الإثنين 18 مارس 2013 - 2:31

    إيران بين زلزالين


    غسان شربل


    الإثنين ١٨ مارس ٢٠١٣


    تحمل المنطقة اليوم آثار
    زلزالين عنيفين أطاحا أنظمة وموازين قوى وساهما في إطلاق رياح الحرية والتغيير
    والتفتت وحروب المكونات. انطلق الأول حين أطبقت الآلة العسكرية الأميركية قبل عشرة
    أعوام على نظام صدام حسين. وانطلق الثاني حين هبت رياح «الربيع العربي» على عدد من
    دول المنطقة. أطاح الزلزالان مرتكزات الأمن والاستقرار السابقة. أدخلا المنطقة في
    مرحلة انتقالية تختلط فيها الأحلام بالأوهام وتشهد سباقاً محموماً بين الحالمين
    بالدولة المدنية والمطالبين بالدولة الدينية.



    في مثل هذا الشهر قبل عقد
    ارتكبت إدارة جورج بوش مجازفة غزو العراق ما أدى إلى تغييرات في المنطقة. لم تستطع
    واشنطن إدارة التغيير في مسرح عملياتها ولا ما ترتب على نزع الحجر العراقي من جدار
    نظام الأمن العربي. يستطيع المراقب ملاحظة جملة من التغييرات:



    - أدى قيام الاحتلال بشطب
    مؤسسات الدولة العراقية خصوصاً العسكرية والأمنية إلى تصاعد المقاومة وسط رغبات
    إقليمية بإفشال الغزو خوفاً من قيام عراق ديموقراطي موال للغرب يمكن أن يطلق
    إشعاعاته على الدول المجاورة.



    أدت العملية السياسية
    التي أعقبت الغزو إلى قيام عراق فيديرالي، وهكذا ارتسم الأساس الدستوري والقانوني
    لإقليم كردستان العراقي. ولهذه الولادة آثار تتخطى ما شعرت به الأقليات الكردية
    الموزعة في المنطقة لتصل إلى الأقليات الموزعة فيها. كما أدت العملية السياسية إلى
    محاصصة طائفية ساهم اضطرابها في تعزيز التنازع السني - الشيعي وتسهيل عودة
    «القاعدة» إلى مناطق أخرجت منها.



    - حقق الغزو لإيران حلماً
    كان تعذر عليها تحقيقه إبان حربها الطويلة مع العراق وهو إسقاط صدام حسين والتسلل
    إلى موقع القرار في بغداد. تعاملت إيران بدهاء مفرط مع الغزو قبل وقوعه واتخذت
    سراً قرار إفشاله. دعمها الميليشيات التي تقاوم الأميركيين لم يمنع رئيسها محمود
    احمدي نجاد من زيارة «المنطقة الخضراء» التي كانت رمزاً للاحتلال الأميركي. إسقاط
    نظام صدام حسين أخل بميزان القوى لصالح إيران ومنحها ما يمكن تسميته السنوات
    الذهبية التي شهدت أيضاً حرب تموز في لبنان وحرب غزة.



    يمكن القول إن هذه
    السنوات الذهبية أصيبت بانتكاسة هائلة مع اتضاح النكهة الإخوانية لـ «الربيع
    العربي» وتصاعد النزاع السني - الشيعي خصوصاً بعد اندلاع الثورة السورية واتخاذ
    إيران موقفاً ألهب المشاعر السنية ضدها، وحوّلها جداراً يعترض برنامجها في
    الإقليم.



    - أصيبت سورية بالذعر
    لرؤية الجيش الأميركي يرابط عند حدودها بعدما اقتلع البعث المنافس وتماثيل رئيسه.
    اتخذت سورية بالاتفاق مع إيران قراراً بإفشال الغزو الأميركي وسهلت مرور الجهاديين
    وعناصر «القاعدة» إلى العراق. هذا التحالف الميداني بين دمشق وطهران ازداد عمقاً
    ووثوقاً بعدما اضطرت سورية إلى سحب قواتها من لبنان اثر اغتيال الرئيس رفيق
    الحريري وبات النفوذ السوري في هذا البلد يمر عبر «حزب الله «. وجاءت حرب تموز في
    2006 لتخلط الأوراق ولتعطي إيران أرجحية حاسمة داخل تحالفها مع سورية وهو التحالف
    الذي منع استقرار أي حكومة غير موالية له في لبنان. الحرب نفسها التي أدخلت
    الصواريخ الإيرانية في معادلة الأمن الإسرائيلي ذكّرت دول أميركا والغرب بأن إيران
    باتت قادرة على التأثير في الملفين الأكبر في المنطقة، وهما أمن النفط وأمن
    إسرائيل.



    تحولت المواجهة الضارية
    المفتوحة في سورية إلى ما يشبه الزلزال الذي يهدد النظام السوري وكذلك المكاسب
    التي حققتها إيران بفعل الزلزال الأول لجهة ضمان حضورها على المتوسط فضلاً عن
    الارتدادات المحتملة على الوضع في العراق نفسه. يهدّد الزلزال الثاني مكاسب
    السنوات الذهبية لإيران التي لا تستطيع خسارة الدور في وقت يذكّرها العالم أن
    القنبلة محظورة. تعيش إيران بين آثار زلزالين. يمكن القول إن المنطقة تعيش في
    الوضع نفسه تقريباً.

    مآآآري
    المشرفة العامة
    المشرفة العامة


    عدد الرسائل : 8386
    تاريخ التسجيل : 22/11/2012

    غسان شربل/ متجدد - صفحة 2 Empty رد: غسان شربل/ متجدد

    مُساهمة من طرف مآآآري الإثنين 18 مارس 2013 - 22:03

    غسان شربل/ متجدد - صفحة 2 13256128161

    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    عدد الرسائل : 29434
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007

    غسان شربل/ متجدد - صفحة 2 Empty السائح والفاجر والخراب

    مُساهمة من طرف waell الجمعة 22 مارس 2013 - 17:42

    السائح والفاجر والخراب


    غسان شربل


    الجمعة ٢٢ مارس ٢٠١٣


    هل تستطيع عزيزي القارئ
    ان تتكهن بما يمكن ان يكون عليه الوضع في مصر بعد خمس سنوات؟ وهل تستطيع ان تتصور
    ما يمكن ان يكون عليه الوضع في لبنان؟ هل تقدر ان تتنبأ بما يمكن ان تكون عليه
    سورية؟ هل تستطيع الجزم بأن الاردن سيكون مستقراً؟ هل تستطيع الاجابة عما سيكون
    عليه العراق؟ وهل صحيح ان الإعصار تخطى مرحلة إطاحة الحكومات ليصل الى التهديد
    بتمزيق بعض الخرائط على وقع حروب الكراهية بين المكونات؟



    اعرف عزيزي القارئ انك لا
    تستطيع تقديم جواب اكيد ومقنع ومتفائل. وأعرف انك تميل الى اعتبار المستقبل القريب
    قاتماً كي لا نقول كارثياً. ولأن الأمر كذلك، يصعب عليك ان تطالب سيد البيت الابيض
    بأن ينوب عن حكومتك في المطالبة باستعادة الحقوق الفلسطينية والعربية. الحقيقة
    انني احتراماً لمشاعرك، لم افتتح الاسئلة بالسؤال الجوهري وهو: هل تعتقد ان النزاع
    الفلسطيني - الإسرائيلي لا يزال يحتل الصدارة في اجندات هذه الدول التي تتلوى على
    ألحان الحروب الاهلية او تستعد لها؟



    كانت صورة باراك اوباما
    وبنيامين نتانياهو قاسية. وصادمة. ومستفزة. ليس لأنها الزيارة الاولى لإسرائيل
    يقوم بها اوباما رئيساً. وليس لأن اوباما يفتتح بها ولايته الثانية. وليس لأن
    العالم يعرف ان الود مفقود اصلاً بين الرجلين. وأن نتانياهو خاض بوقاحة وعلى مدى
    سنوات حرباً على الارض الاميركية لتأديب الرجل الجالس في المكتب البيضاوي وتطويعه.
    ليس فقط بسبب كل ذلك، بل قبله بسبب المشهد العربي المريع.



    شعرت أمام الصورة
    بالإحباط. بالقهر. بالذل. وبالعار ايضاً. مذ كنت صغيراً وأنا اقرأ عن «العدو
    الغاشم». وها هو رئيس حكومة العدو الغاشم يستدعي رئيس الولايات المتحدة في لحظة
    فارقة من تاريخ المنطقة. استدعاه ليبلغه أمام الشاشات أن اسرائيل «لا يمكن ان
    تتخلى عن حق الدفاع عن نفسها حتى لأقرب حلفائها». جاء ذلك بعد وقت قصير من افتتاح
    اوباما رحلته «الاستكشافية» بالتشديد على صلابة العلاقات «الابدية» بين الدولتين.
    وبوقاحة استثنائية، تحدث نتانياهو عن ايمان حكومته بـ «حل دولتين لشعبين»،
    متناسياً ان مستوطناته تلتهم يومياً ما تبقى من اراضي الفلسطينيين وحقوقهم.



    خذ منظاراً عزيزي القارئ
    وحدّق في المنطقة. ذهب الكيان المصطنع الى انتخابات. عكست نتائجها انقساماته وتشظي
    مجتمعه. المخاض الطويل انتهى بتشكيل حكومة تطمئن المستوطنين وتضاعف شهياتهم
    المفتوحة. هذا صحيح. لكن الاسرائيلي يستطيع الادعاء ان لديه حكومة تستطيع الاجتماع
    واتخاذ القرار والدفاع عن مصالح الدولة.



    هل تستطيع عزيزي القارئ
    ان تخبرني عن انجازات حكومة هشام قنديل. عن انجازاتها في الامن والاستقرار
    والازدهار وفي طمأنة المواطنين الى خبزهم وكرامتهم وحقوقهم، هذا من دون ان ننسى
    طمأنة المستثمرين والمقرضين والسياح. أعرف الجواب وأنت تعرفه.



    هل تستطيع عزيزي القارئ ان
    تطلعني على انجازات السلطة السورية. لا شك في انها منتجة. كانت سورية تنتج مئة جثة
    في اليوم. في الاسابيع الماضية ازدهرت هذه الصناعة. صار المعدل اليومي اعلى وأدى
    «الازدهار» الى تحويل الحدائق العامة الى مقابر عامة. يمكن تسجيل التقدم نفسه في
    انتاج الأرامل والأيتام. الازدهار متواصل وبدل العيش في ظل حكومة واحدة ستعيش
    سورية، على الاقل لفترة، في ظل حكومتين، وستكون الحروب طويلة ومريرة مع النظام
    اولاً ثم مع من هبّوا لـ «نصرة» الشعب السوري.



    أعفيك عزيزي القارئ من
    قراءة الوضع العراقي. فحكومة نوري المالكي تغرّد في وادٍ، فيما تغرد المكونات
    الاخرى في اودية اخرى. العملية السياسية تلفظ أنفاسها. تحرر العراق من الاحتلال
    وتفرّغ لإنجاز التفكك بين المكونات.



    الحكومة اللبنانية صندوق
    عجائب وويلات. الاقتصاد مريع. الأمن مريع. العلاقات المذهبية مريعة. إطلالات
    السياسيين مريعة. البلد الذي أعلن قبل سبع سنوات انتصاره على العدو الغاشم، يستعد
    الآن للجلوس تحت الركام. مؤسساته مخلّعة. حكومته تشبه أرخبيلاً من الجزر غير
    المتحدة. لكل حفنة وزراء استراتيجية ومرجعية. كل وزير يغرّد على ليلاه. أُصيبت
    البلاد بتخمة في الأقوياء وتعاني نقصاً رهيباً في الحكماء.



    لن أتطرق الى الوضع
    الفلسطيني. بلغ التدهور حداً جعلنا نحتفل بصورة تضم محمود عباس وخالد مشعل
    ونعتبرها إنجازاً تاريخياً.



    عزيزي القارئ، إذا كان
    الخراب العربي بهذا الحجم ومرشحاً للتصاعد والانتشار، فلماذا يمارس اوباما ضغوطاً
    على نتانياهو ولماذا يمتنع عن الإدلاء بتصريحات مريعة؟ غداً يغادر السائح عائداً
    الى بلاده ويبقى الفاجر مقيماً مع ترسانته وجرّافاته ويتسلى العربي بإحصاء عدد
    اللاجئين والحروب الاهلية وقوافل الأيتام وطاولات الحوار الوطني من بيروت الى
    صنعاء.

    مآآآري
    المشرفة العامة
    المشرفة العامة


    عدد الرسائل : 8386
    تاريخ التسجيل : 22/11/2012

    غسان شربل/ متجدد - صفحة 2 Empty رد: غسان شربل/ متجدد

    مُساهمة من طرف مآآآري السبت 23 مارس 2013 - 1:34

    ويتسلى العربي بإحصاء عدد
    اللاجئين والحروب الاهلية وقوافل الأيتام وطاولات الحوار الوطني من بيروت الى
    صنعاء.


    غسان شربل/ متجدد - صفحة 2 13256128161

    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    عدد الرسائل : 29434
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007

    غسان شربل/ متجدد - صفحة 2 Empty ما بعد ميقاتي

    مُساهمة من طرف waell الثلاثاء 26 مارس 2013 - 14:20

    ما بعد ميقاتي


    غسان شربل


    الإثنين ٢٥ مارس ٢٠١٣


    في الأسبوع الأخير من
    تموز (يوليو) الماضي ذهبت لزيارة الرئيس نجيب ميقاتي في منزله في لندن. استوقفني
    قوله «إن الوضع في لبنان يستلزم حكومة استثنائية ولن أكون عائقاً أمام قيامها».
    تسببت العبارة في تحويل زيارة المجاملة الى حوار نشرته «الحياة».



    ليس بسيطاً أن يقول رئيس
    الحكومة إن البلاد تحتاج الى حكومة أخرى. كانت الرسالة واضحة، ومفادها بأن الحكومة
    التي يرأس لم تعد قادرة على مواجهة التحديات المتعاظمة، سواء ما يتعلق منها
    بالحريق في سورية أو بالانقسام اللبناني حول هذا الحريق وتزايد انخراط اللبنانيين
    فيه. حين يقول رئيس للحكومة عبارة من هذا النوع، من حق القارئ ان يستنتج أنه يعرض
    تقديم استقالته أو أنه دخل مرحلة البحث عن الظرف الملائم لتقديمها.



    لن تتأخر حكومة ميقاتي في
    تلقي هديتين قاتلتين. بعد أقل من أسبوعين كان عليها ان تتجرع كأس توقيف الوزير
    السابق ميشال سماحة بعدما ضبط بالصوت والصورة ينقل متفجرات لاستخدامها في شمال
    لبنان، وتحديداً في الجزء السني منه. انشغل لبنان يومها بما عرف بـ «قضية سماحة –
    مملوك». ولأن ميقاتي مسافر قديم على طريق بيروت - دمشق، كان يعرف جيداً من هو
    ميشال سماحة ومن هو علي مملوك. وأخطر ما في الملف أن الرجل الذي اصطاد سماحة كان
    اسمه العميد وسام الحسن.



    في تشرين الأول (أكتوبر)
    ستتلقى الحكومة هدية قاتلة أخرى تفوق قدرة رئيسها على الاحتمال، وتمثلت باغتيال
    وسام الحسن. كان ميقاتي يعرف تماماً الدور الذي لعبه الحسن في البحث عن الخيوط
    الشائكة في اغتيال الرئيس رفيق الحريري وأن المحكمة الدولية ما كانت لتعثر على شيء
    لولا اصرار الحسن وصبره وبراعة الجهاز الذي يرأس.



    باغتيال الحسن خسر ميقاتي
    الورقة التي كان يشهرها في وجه الأكثرية الغاضبة في طائفته، وهي ورقة الحفاظ على
    اللواء أشرف ريفي والعميد وسام الحسن في موقعيهما. فضّل ميقاتي عدم الاستقالة على
    دوي عملية الاغتيال ربما لخطورة الإقدام على هذه الخطوة في ظرف من هذا النوع. لكن
    الجريمة عمّقت شعوره بضرورة الاستقالة وبدأ البحث عن التوقيت المناسب لتقديمها.
    كان ميقاتي منذ ذلك التاريخ حائراً بين مجازفة البقاء ومجازفة الاستقالة مع تفضيل
    الثانية على الأولى. أطاح اغتيال الحسن المكسب الذي كان ميقاتي حققه عبر النجاح في
    تمرير تمويل المحكمة الدولية بـ «أسلوب ميقاتي».



    ثمة ما هو أخطر. حين كلف
    ميقاتي تشكيل الحكومة لم يكن الربيع العربي ضرب سورية بعد. ولعله اعتقد، كما اعتقد
    كثيرون، ان القلعة السورية بنظامها الصارم والمحكم، محصّنة ضد هذا النوع من
    الرياح. لكن، حين شكل ميقاتي حكومته كانت سورية بدأت رحلة الغرق في يوميات القتل
    والجنازات والعزلة العربية والدولية. وفي الشهور الماضية تزايدت قناعة ميقاتي بأن
    الأحداث في سورية دخلت مرحلة اللاعودة.



    في منزله البيروتي قبالة
    البحر كان ميقاتي يراقب الأحداث كمن يلعب بالقنابل. شبان من منطقته في شمال لبنان
    يعبرون الحدود للقتال الى جانب الثوار السوريين. شبان من «حزب الله»، صاحب الكلمة
    الأولى في الحكومة، يشيَّعون بعد سقوطهم في القتال الى جانب النظام في سورية. صارت
    قيادة حكومة الجزر المتنافرة منهكة وتأكل يومياً من رصيد رئيسها.



    كان وضع ميقاتي بالغ
    الصعوبة. لم يرحمه خصومه ولم يرحمه حلفاؤه. لم يكن أمامه غير الاستقالة لينأى
    بنفسه عن حكومة ارتكب قدراً من المجازفة بقبوله تشكيلها على رغم معرفته بالظروف
    غير الطبيعية لولادتها.



    لا مبالغة في القول إن
    لبنان يعيش أسوأ أيامه وأخطرها. التدهور في العلاقات الشيعية - السنية مريع وغير
    مسبوق. ما تعيشه طرابلس هو حرب أهلية سنية - علوية. الدولة تتآكل بسرعة مذهلة
    والفراغ يكتسح مؤسساتها. لم تعد العرقنة خطراً يقرع الباب. صارت حاضرة في الشوارع والنفوس
    معاً. إن السؤال ليس عن مستقبل ميقاتي بل عن مستقبل لبنان. لا يمكن منع الانهيار
    الكامل إلاّ بوقف المجازفات العابرة للحدود. لا يمكن إنقاذ البلد بعقلية المقامرين
    المتهورين. الوقت ضيّق وعلى المجازفين التبصر بخطورة رهاناتهم. من مصلحة الشيعة
    والسنّة والمسيحيين الجلوس سريعاً تحت شعار «لبنان أولاً» كي لا يضطروا لاحقاً الى
    تشييع قتيل اسمه لبنان. من مصلحتهم العودة الى الدولة. أنقذ ميقاتي نفسه من
    حكومته. على اللبناني الآن أن ينقذ نفسه من المجازفات القاتلة.

    مآآآري
    المشرفة العامة
    المشرفة العامة


    عدد الرسائل : 8386
    تاريخ التسجيل : 22/11/2012

    غسان شربل/ متجدد - صفحة 2 Empty رد: غسان شربل/ متجدد

    مُساهمة من طرف مآآآري الثلاثاء 26 مارس 2013 - 23:29

    أنقذ ميقاتي نفسه من حكومته.
    على اللبناني الآن أن ينقذ نفسه من المجازفات القاتلة.

    نتمنى هذا للبنان لانه لمصلحة الجميع

    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    عدد الرسائل : 29434
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007

    غسان شربل/ متجدد - صفحة 2 Empty أهوال ما بعد الصورة

    مُساهمة من طرف waell الأربعاء 27 مارس 2013 - 12:03

    أهوال ما بعد الصورة


    غسان شربل


    الأربعاء ٢٧ مارس ٢٠١٣


    كانت الصورة هي الحدث في
    القمة العربية في الدوحة أمس. صورة غير مسبوقة. قاطعة. وقاسية. ليس بسيطاً أن
    يتقدم وفد المعارضة السورية، وعلى دوي التصفيق، ليشغل مقعد بلاده في القمة. وليس
    بسيطاً أن يجلس معاذ الخطيب وراء علم الثورة لا علم الجمهورية السورية التي نعرف
    منذ عقود. وليس بسيطاً أن أياً من قادة الوفود لم يغادر القاعة. لم يكن من عادة
    القمم العربية أن توجه هذا النوع من الرسائل إلى النظام الحاكم في دولة عضو. لم
    تكتف بتكريس المقعد الشاغر. ذهبت أبعد ومنحته لوفد يمثل الثورة السورية.



    لا بد من الالتفات إلى أن
    الصورة تتعلق بما يجري في دولة عربية أساسية. كانت سورية شديدة الحضور في القمم
    العربية بعدما ساهمت في تأسيس الجامعة. وكان من الصعب على المشاركين تجاهل موقفها
    حتى في المواضيع التي لا تمسها كدولة. كان لها حق النظر، وربما حق النقض، في كل ما
    يتعلق بلبنان وفلسطين وملفات أخرى.



    كانت الصورة كثيرة
    الدلالات. إنها رد عربي صارم على عودة الأخضر الإبراهيمي صفر اليدين من زيارته
    الأخيرة إلى دمشق. وعلى الخسائر البشرية والمادية المذهلة التي تلحقها آلة النظام
    العسكرية بالمدن والقرى وسكانها. وعلى استمرار الدعم الروسي والإيراني للنظام ما
    ينذر بتحويل المواجهة الدائرة على أرض سورية إلى مبارزة داخلية وإقليمية ودولية
    تهدد ما تبقى من سورية وتهدد وحدتها أيضاً.



    جاءت الصورة في سياق
    قناعة متزايدة لدى أطراف عربية وغربية أن النظام السوري ليس في وارد قبول تسوية
    سياسية إلا إذا أرغم عليها. هكذا اتخذ قرار السعي إلى تعديل ميزان القوى لمصلحة
    الثورة. وترجم القرار بالعودة إلى التمويل والتسليح من جهة وباستكمال نزع الشرعية
    عن النظام من جهة أخرى وهو ما بدأته صورة البارحة.



    جاءت الصورة أيضاً في وقت
    تحدث فيه «الجيش الحر» عن نجاحات يحققها في جنوب البلاد أي في الخاصرة الأخطر على
    عاصمة النظام. كما جاءت في وقت صار تساقط القذائف في قلب دمشق نفسها حدثاً شبه
    يومي.



    الصورة حدث فارق يعني كل
    أطراف المواجهة في سورية. لا بد من الانتظار لمعرفة كيف ستقرأ دمشق الرسائل
    المتضمنة في ترؤس الخطيب وفد سورية إلى القمة. ماذا ستستنتج دمشق وهل لديها خيار
    آخر غير ما تفعله حالياً وهو خيار ينذر بأثمان باهظة للمتمسكين به؟ كيف ستقرأ
    طهران الصورة التي ترافقت أيضاً مع اتهام أجهزة استخباراتها بإدارة شبكة تجسس على
    الأرض السعودية؟ هل ترى في الصورة إصراراً على اقتلاع موقعها في سورية وسد طريقها
    إلى لبنان؟ وهل تستنتج أن وقت التراجع أو التعديل قد تأخر؟ وماذا سيقرأ «حزب الله»
    في الصورة وهل يستطيع لبنان احتمال مزيد من الانخراط في النزاع السوري من «حزب
    الله» وآخرين؟ وماذا يقرأ نوري المالكي في الصورة بعدما فضل أن يشاهدها من بغداد؟ وماذا
    ستقرأ موسكو في الصورة خصوصاً أن الخطيب تحدث عن تطلع المعارضة إلى شغل المقعد
    السوري في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية؟.



    لا بد أيضاً من السؤال
    عما ستفعله المعارضة السورية بالنجاح الذي حققته أمس. هل تقع في إغراء الرهان على
    الضربة القاضية أم تسعى إلى تعديل ميزان القوى لفرض تسوية تحفظ ما تبقى من الدولة
    السورية ومن فرص التعايش بين المكونات؟ هل توظف الثورة هذا النجاح لبلورة توافق
    واسع يطمئن القلقين في الداخل والخارج من تنامي الانقسامات وتضارب التصورات وتزايد
    نفوذ المقاتلين الجوالين؟.



    المتابع لمجريات الأحداث
    السورية ينتابه قلق جدي من أن يكون ما بعد الصورة أشد قسوة وهولاً مما شهدناه قبل
    التقاطها. ثمة من يتحدث عن معركة رهيبة ومدمرة في دمشق تضخ أمواجاً جديدة من
    اللاجئين ونهراً من الجنازات والمجازر. ثمة من يعتقد أن ما رأيناه، وهو فظيع، ليس
    سوى عينة مصغرة مما يمكن أن نراه.



    أغلب الظن أن ما بعد
    الصورة سيكون أفظع مما قبلها. دخلت الثورة السورية الفصل الأصعب والأخطر. واضح أن
    الدول المجاورة تسعى إلى ربط الأحزمة. قد تكون الصورة نذيراً باقتراب موعد
    الزلزال. ولا شيء يمنع تطاير الحمم السورية إلى ما وراء الحدود الدولية. وبانتظار
    الأهوال التي تلوح في الأفق يجدر بأفرقاء المواجهة الاحتفاظ برقم هاتف رجل اسمه
    الأخضر الإبراهيمي فقد يحتاجون إليه لإقرار التغيير وضبط الخسائر والمجازر.
    مآآآري
    مآآآري
    المشرفة العامة
    المشرفة العامة


    البلد : سوريا
    انثى
    العمر : 41
    عدد الرسائل : 8386
    العمل/الهواية : مهندسه زراعيه
    تاريخ التسجيل : 22/11/2012
    مستوى النشاط : 23832
    تم شكره : 33
    الاسد

    غسان شربل/ متجدد - صفحة 2 Empty رد: غسان شربل/ متجدد

    مُساهمة من طرف مآآآري الخميس 28 مارس 2013 - 1:59


    غسان شربل/ متجدد - صفحة 2 13253387571
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65484
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    غسان شربل/ متجدد - صفحة 2 Empty أقوياء ضعفاء

    مُساهمة من طرف waell الإثنين 1 أبريل 2013 - 6:49

    أقوياء ضعفاء


    غسان شربل


    الإثنين ١ أبريل ٢٠١٣


    تدفع سورية ثمناً باهظاً
    لاشتباك الأقوياء - الضعفاء المنخرِطين في النزاع الدائر فيها. اشتباك أنجب على
    مدى عامين نهراً من القتلى والجرحى وبحراً من اللاجئين وأعاد البلاد عقوداً الى
    الوراء. تدفع ثمن توازن يهدد استمراره باقتلاع سورية نفسها وتفكيكها. إنه التوازن
    الممتد من مجلس الأمن الى أطراف دمشق بين محورَيْن يضم كل منهما عدداً من الأقوياء
    - الضعفاء.



    يستطيع النظام السوري
    الادّعاء أنه قوي، وأن الريح لم تجرفه سريعاً على غرار ما فعلت بالأنظمة التي كانت
    قائمة في تونس وليبيا ومصر واليمن. يستطيع الزعم انه اعترض رياح «الربيع العربي»
    وعرقلها وأدماها وغيَّر في صورتها وأثار مخاوف الكثيرين منها. يستطيع المباهاة
    بأنه قادر على إلحاق دمار هائل بأي مدينة أو قرية تخرج عن سيطرته، وأنه استطاع
    إقناع قاعدته العميقة بأنه يخوض عنها وبها حرباً مقدّسة تستحق هذا النزيف الراعب
    القاتل. وأنه حافظ على العمود الفقري لآلته العسكرية والأمنية، وعلى خطوط إمداده
    التي تحمي شرايينه من الجفاف، وأنه يمتلك حليفاً دولياً سخيّاً اسمه روسيا،
    وحليفاً إقليمياً سخيّاً اسمه إيران.



    يستطيع النظام ادعاء أنه
    قوي ويحتفظ بقدرة نارية وتدميرية عالية، لكنه ضعيف في الوقت ذاته. تقلّصت المناطق
    الخاضعة لسيطرته، وقذائف الثوار تتساقط في قلب دمشق مستهدفةً رموز سطوته. إنه قادر
    على المقاومة وتأخير سقوطه أو التسبب في معركة مديدة مدمّرة، لكنه لم يعد قادراً
    على استعادة ما خسره. الأهم أنه لم يعد قادراً على إطلاق عملية للخروج من المأزق
    الرهيب من دون دفع الثمن الذي تردد في دفعه للأخضر الإبراهيمي. القول ان النظام
    قادر على الإقامة سنوات على جزء من سورية متحصّناً بآلته العسكرية وولاء مُكوِّنٍ
    شعبي له، يشكّل مجازفة بالغة الخطورة على هذا المكوِّن وعلى سورية ومحيطها. لا يزال
    النظام قادراً على إحباط حل، لكنه عاجز عن إطلاق حل أو المشاركة في حل من دون
    تنازلات جوهرية يعتبرها، حتى الآن، مرادفة للهزيمة الساحقة.



    تستطيع المعارضة السورية
    القول إنها قوية. تسيطر على أجزاء واسعة من البلاد وتقرع أبواب دمشق. العنف الرهيب
    الذي انصبّ على مؤيديها ومعاقلها ضاعف الغضب على النظام. تستطيع الحديث عن تأييد
    واسع لها في صفوف المكوِّن الذي يشكّل أكثرية السكان. تستطيع الحديث عن تأييد عربي
    وإسلامي وغربي واسع لها. عن نجاحها في إسقاط الشرعية العربية للنظام.



    تستطيع المعارضة القول
    انها قوية وأن دم الشهداء يحصّنها ضد ما يستهدفها. لكن المعارضة لا تستطيع ايضاً
    إنكار نقاط ضعفها. لم تستطع بلورة تصوّر موحّد ولا هيئة موحّدة. لم تستطع ضبط
    التجاذبات والتصدّعات والشكوك المتبادلة. لم تستطع تقديم صورة موثوقة ومطمئنة لأهل
    الداخل ولأهل الخارج. ولم تتمكن من اختراق المكوِّن الذي يحمي النظام، أو إقناع
    فئات واسعة منه وتبديد مخاوفها من التغيير. وبمقدار ما أفادت المعارضة من المساهمة
    القتالية الميدانية لـ «المقاتلين الجوالين» الذين تسللوا الى الأرض السورية،
    فإنها تدفع في الوقت ذاته ثمن المخاوف التي يثيرها تحصّن «جبهة النصرة» في أنحاء
    من سورية.



    يمكن القول إن روسيا
    قوية. شلّت مجلس الأمن وحرمت الدول الغربية من غطاء الشرعية الدولية في الأزمة
    السورية. حوَّلت بيان جنيف إلى ورقة قابلة لتفسيرات متناقضة. زوّدت الجيش السوري
    بما يحتاجه. لكن روسيا ضعيفة ايضاً. قادرة على منع حل على حساب حليفها لكنها لم
    تظهر قدرة على إطلاق حل يُخرِج سورية من المأساة التي تتخبط فيها. روسيا لاعب قوي
    - ضعيف.



    لا شك في أن إيران هي
    اللاعب الأول في ديمومة النظام السوري ميدانياً. لم تبخل عليه بشيء. أظهَرَتْ قدرة
    على اعتراض العاصفة. لكنها ضعيفة أيضاً. انخراطها العميق في المواجهة، حرمها من أي
    قدرة على المساهمة في بلورة حل للخروج منها. إنها تسبح ضد مشاعر الأكثرية في سورية
    والمنطقة، ويساهم موقفها هذا في تأجيج النزاع السنّي - الشيعي. يمكن قول الشيء
    ذاته تقريباً عن «حزب الله» الذي يسبح في المياه ذاتها.



    يمكن إطلاق صفة القوي -
    الضعيف على لاعبين آخرين بينهم تركيا ودول أخرى تُقدّم المال والسلاح أو الدعم
    الديبلوماسي. أهم ما تشهده الأزمة السورية الآن هو محاولة تعديل ميزان القوى،
    للخروج من توازن الأقوياء - الضعفاء من أجل فرض حقائق جديدة على الأرض، تُرغم
    النظام على السير في حل سياسي. والأكيد أن هذا الفصل سيكون شديد القسوة والخطورة.
    مآآآري
    مآآآري
    المشرفة العامة
    المشرفة العامة


    البلد : سوريا
    انثى
    العمر : 41
    عدد الرسائل : 8386
    العمل/الهواية : مهندسه زراعيه
    تاريخ التسجيل : 22/11/2012
    مستوى النشاط : 23832
    تم شكره : 33
    الاسد

    غسان شربل/ متجدد - صفحة 2 Empty رد: غسان شربل/ متجدد

    مُساهمة من طرف مآآآري الإثنين 1 أبريل 2013 - 16:18

    غسان شربل/ متجدد - صفحة 2 13266123041
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65484
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    غسان شربل/ متجدد - صفحة 2 Empty الذي تعرفه مات

    مُساهمة من طرف waell السبت 6 أبريل 2013 - 12:27

    الذي تعرفه مات


    غسان شربل


    الجمعة ٥ أبريل ٢٠١٣


    فرحتُ بالعودة إلى أربيل.
    لي فيها أصدقاء لم تغيِّر المواقع والأدوار من انشغالهم بحمل هموم الناس وأسئلة
    المستقبل. أفرحني أن أرى في هذا الجزء المنكوب من الشرق الأوسط مدينة تتسابق
    عماراتها نحو الفضاء، وشرطياً ينظّم السير، ومحكمة تفصل في النزاعات، وحكومة تجتمع
    وتقرر، وبرلماناً يحاسبها.



    ابتهجتُ أنا الصحافي
    العربي بمدينة لا تخلّ فيها الكهرباء بواجبها ليلاً ونهاراً. هذا غير متاح في
    بيروت. هذا غير متيسّر في القاهرة. غير وارد في صنعاء. ودعك عزيزي القارئ من دمشق
    التي تتقلّب على جمر الظلم وجمر الظلام.



    ابتهجتُ. لكنني صحافي
    عاثر الحظ. بهجتي عابرة وخيبتي مقيمة. أُسافر بحثاً عن الأخبار فتستقبلني الروايات
    الحزينة والاستنتاجات المؤلمة.



    عدتُ إلى أربيل، لمناسبة
    مرور عشر سنوات على الغزو الأميركي، لأسأل عن مستقبل العراق وليس عن مستقبل إقليم
    كردستان، مع إدراكي صعوبة الفصل بين المسارين. وحين تسأل في أربيل، عليك أن تتذكر
    دائماً أن الإقليم مطوّق بأثقال التاريخ والجغرافيا معاً، فحدوده تتاخم إيران
    المتوترة وتركيا المتربّصة وسورية المريضة.



    سألتُ رجلاً يعرف القصة
    وخَبِرَ منعطفاتها. أجاب: «لن أكذب عليك. لا أعرف بالضبط كيف ستستقر الأمور في النهاية.
    الأكيد أن العراق الذي كنتَ تعرفه قبل الغزو مات. هذه حقيقة يُدركها نوري المالكي
    وأسامة النجيفي ومسعود بارزاني. لنتكلم بصدق. الشيعة يُبحرون في اتجاه. السنّة
    يُبحرون في اتجاه آخر. الأكراد يُبحرون في اتجاه ثالث».



    صمتَ قليلاً وأضافَ
    مبتسماً: «يكاد وضع العراق يشبه رجلاً ثرياً عائماً على النفط مات فجأة بفعل
    اهتزازات الداخل والخارج. لهذا الثري ثلاثة أبناء: شيعي وسنّي وكردي وها هم
    يتقاتلون أو يتشاحنون على الحصص من الأرض والثروة والسلطة. من اقتتال الورثة
    سيولدُ عراق آخر لكنه لن يكون بالتأكيد العراق السابق».



    وقال: «يخيَّل إليّ ان
    الدولة الوطنية التي ولدت في عشرينات القرن الماضي والتي فشلت في إرساء مفهوم
    المواطنة والتعددية والاعتراف المتبادل انتهت. قد لا تتمزق الخرائط لكنها ستعيش في
    ظل ترتيبات جديدة. أعتقد ايضاً أن سورية التي تعرفها وأعرفها ماتت هي الأخرى. العلويون
    يُبحرون في اتجاه والسنّة يُبحرون في اتجاه آخر».



    وأضاف: «كنا نذهب الى
    بيروت ونقول علينا ان نتعلم من اللبنانيين فن التعايش في ظل التنوع. ألا يستوقفك
    أن المشروع الأرثوذكسي للانتخابات (الذي يجيز لكل طائفة أن تختار وحدها ممثليها)
    ظهر على نار التفكُّك السوري؟ وهل كان «حزب الله» يؤيد دعوة العماد ميشال عون الى
    هذا المشروع لولا انسجامه مع توجهات إيران الجديدة في الإقليم والتي تقوم على
    إنقاذ الجزء إذا تعذّر الحصول على الكل؟».



    أَتعَبتْني الاستنتاجات
    المؤلمة. قلتُ أنساها. كان الليل ساحراً في أربيل والعشاء ممتعاً. كان بين
    الحاضرين رجل أعمال سوري هادئ ومتحفّظ. سألتُه عن بلاده فشكا من المتطرفين في
    معسكري النزاع. حدّثني عن حلب والنكبة التي حلّت بمصانعها دماراً ونهباً. وعن رماد
    أسواقها ورماد التاريخ فيها. استرسل الرجل الهادئ وخانه التحفّظ. قال لي بصوت
    خافت: «ان سورية التي نعرفها ماتت». تذكّرتُ أنني سمعتُ العبارة نفسها قبل ساعات
    من السياسي العراقي.



    طال العشاء وطالت
    الروايات الحزينة. عدتُ الى منزل صديقي قلِقاً. ساورني شعور بأن العبارة نفسها
    ستستقبلني إن زرتُ صنعاء. ومن يدري فقد تَكْمنُ لي ايضاً في القاهرة. ضرب الزلزال
    المنطقة وها نحن نشهد ولادة الشرق الأوسط الرهيب. نعزي أنفسنا بالقول إنها مرحلة
    انتقالية من الدم والوحل ولا بد منها. أخشى أن أزور بيروت قريباً فيستقبلني سياسي
    عاقل بالقول: «إن لبنان الذي تعرفه مات».
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65484
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    غسان شربل/ متجدد - صفحة 2 Empty بارزاني واللاعب الكردي

    مُساهمة من طرف waell الثلاثاء 9 أبريل 2013 - 12:15

    بارزاني واللاعب الكردي


    غسان شربل


    الإثنين ٨ أبريل ٢٠١٣


    في هذا الشرق الأوسط
    الرهيب الذي تتداعى أنظمته أو حكوماته وترتعد خرائطه وأقلياته. ها نحن نشهد ولادة
    لاعب جديد. إنه اللاعب الكردي.



    في القرن الماضي قست لعبة
    الأمم على الأكراد. وزّعتهم على الخرائط أقليات في تركيا والعراق وإيران وسورية.
    وزّعتهم من دون سؤالهم. أصدرت الجغرافيا حكماً مبرماً على هذا الشعب وذيّل التاريخ
    الحكم بتوقيعه. إننا نتحدث اليوم عن ما يقارب 35 مليون كردي.



    وقبل عقد واحد، كان هناك
    من يعتقد أن قَدَر الأكراد أن يتوارثوا حكايات آلامهم في الجبال ومشاهد حلبجة
    وحملة الأنفال وأن يبتلعوا مرغَمين ظلم حملات التتريك والتعريب. كان إنكار حق
    الأكراد بنداً ثابتاً في برامج حكومات الدول الأربع على رغم تجنّب المجاهرة به
    وادعاء العكس. فجأة كَسَرَت المغامرة الأميركية المجنونة بغزو العراق هذه اللعبة
    الراسخة. ما كان للغزو أن يحصل لو لم يجاهر التحالف الكردي - الشيعي برغبته في
    إطاحة نظام صدام حسين بأي وسيلة وأي طريقة. وهكذا تقاضى الشيعة بغداد وتقاضى
    الأكراد إقليم كردستان بموجب دستور جمهورية العراق الفيديرالية.



    للمرة الأولى في تاريخهم
    المغموس بالدم، يمضي الأكراد عقداً كاملاً من الاستقرار. يعيشون تحت عَلَمِهم وإن
    احتفظوا بالعَلَم العراقي. يدرّسون أولادهم بلغتهم ويرددون مواويلهم في الساحات.
    يشقّون الطرق ويبنون الجامعات. ويجتذبون المستثمرين والسياح. وكان العقد حافلاً
    بالمشاهد. مسعود مصطفى بارزاني يقود الإقليم منتخباً بكفاءة رجل الدولة بعدما قاد
    البيشمركة بكفاءة الفدائي والسياسي. وجلال طالباني يجلس في مكتب صدام حسين رئيساً
    للعراق. وهوشيار زيباري يقود الديبلوماسية العراقية باحثاً عن مصلحة العراق بين
    الظل الأميركي والنفوذ الإيراني. ثمة مشهد آخر لا يقل أهمية. هبطت في مطار أربيل
    طائرة رجل اسمه رجب طيب أردوغان. وفي رسالة تاريخية قال الزائر ان اليوم الذي كانت
    تُنكر فيه حقوق الأكراد ولّى إلى غير رجعة. جاهد بارزاني لإخفاء غبطته وقرر البناء
    على هذه العبارة.



    سألتُ مسعود بارزاني عن
    بدايات الصفحة الجديدة بين تركيا أردوغان وأكراد أوجلان، فردّ معترفاً بدوره في
    تشجيع الفريقين على اختصار الآلام وسلوك طريق الحل السياسي. وقال ان نجاح العملية
    سيكون «حدثاً تاريخياً وتحولاً كبيراً على مستوى المنطقة». ورأى أن انطلاق العملية
    مؤشر على تنامي الواقعية لدى الجانبين، فهذا النزاع استنزف الأكراد والأتراك معاً.



    سألتُ بارزاني ايضاً إن
    كان ما يعيشه إقليم كردستان العراق من استقرار وازدهار يحرّض أكراد الدول المجاورة
    على الاقتداء بالتجربة، فأجاب: «ليس المطلوب أبداً استنساخ تجربة إقليم كردستان.
    هناك الظروف والخصوصيات والتوازنات والمعادلات. الظلم المزمن يجب ألاّ يدفع إلى
    التهور. نحن لا نطالب بتمزيق الخرائط وتغيير الحدود. لا نريد الاشتباك. نريد العيش
    بسلام مع الأتراك والعرب والفرس. نريد أن نكون عامل استقرار وازدهار. لكن الأكيد
    أن زمن اغتصاب الحقوق والإقصاء والتهميش قد ولّى. إن ثقافة عدم الاعتراف بالآخر هي
    ثقافة مدمّرة».



    أعرب بارزاني عن ألمه لما
    تشهده سورية «الموجودة على حدودنا» من أعمال قتل واسعة وتدمير رهيب. تخوَّف من
    انقسام مديد فيها يوفّر بيئة لسيطرة المتطرفين. نفى ضلوع الإقليم في أي تسليح
    لأكراد سورية وتمنّى أن يرى هذا البلد المجاور يعيش في ظل الديموقراطية واحترام
    حقوق جميع مكوناته.



    رفض مسعود «شخصنة» الخلاف
    الحالي مع نوري المالكي معترفاً في الوقت نفسه بأن العلاقة مع النهج المسيطر
    حالياً في بغداد «تقترب من عتبة اللاعودة». وشدد على أن الأكراد لا يطالبون بأكثر
    من احترام الدستور والاتفاقات، لافتاً إلى أن النهج الحالي أنجب أزمة عميقة مع
    المكوّن العربي السنّي.



    اختارت تركيا نهجاً آخر
    في التعامل مع أكرادها. وحين تصمت المدافع في سورية، سيكون المكوّن الكردي حاضراً
    حول طاولة المصالحة. أكراد إيران سيراقبون في انتظار موعدهم. ساهم نجاح إقليم
    كردستان في تغيير المصائر.



    سألتُ بارزاني عما يريده
    أبناء مقاتلي البيشمركة، فأجاب مبتسماً: «يريدون الكومبيوتر والتكنولوجيا
    والجامعات وفرص العمل والمستشفيات. لكن في هذا الشرق الأوسط المعقّد عليك أن تكون
    حذراً. عليك أن تستعد أيضاً للحرب كي لا تقع».



    استفسرتُ منه عن حساسية
    الإقامة بين محمود أحمدي نجاد ونوري المالكي وبشار الأسد ورجب طيب أردوغان، فضحك
    واكتفى بالقول: «نريد تحويل الحدود إلى فرص تعاون لا فرص اشتباك. علينا التفكير
    بكرامة الإنسان والاقتصاد والتعليم. لا عودة الى الوراء».
    مآآآري
    مآآآري
    المشرفة العامة
    المشرفة العامة


    البلد : سوريا
    انثى
    العمر : 41
    عدد الرسائل : 8386
    العمل/الهواية : مهندسه زراعيه
    تاريخ التسجيل : 22/11/2012
    مستوى النشاط : 23832
    تم شكره : 33
    الاسد

    غسان شربل/ متجدد - صفحة 2 Empty رد: غسان شربل/ متجدد

    مُساهمة من طرف مآآآري الثلاثاء 9 أبريل 2013 - 17:52

    غسان شربل/ متجدد - صفحة 2 13253390346
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65484
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    غسان شربل/ متجدد - صفحة 2 Empty المرأة والكيس

    مُساهمة من طرف waell الإثنين 15 أبريل 2013 - 13:41

    المرأة والكيس


    غسان شربل


    الإثنين ١٥ أبريل ٢٠١٣


    لستُ سائحاً نمسوياً
    ليستفزّني احتقار قانون السير. أو مشهد شرطي يسحب متظاهراً من شعره. أو رؤية رجال
    الأمن ينهالون بالهراوات على جسد صبيّة صدّقت أكاذيب الربيع. أو مشهد شبان يحطمون
    الواجهات الزجاجية. أو انقطاع التيار الكهربائي في العواصم. أو سرقة المتاحف
    والآثار. أو ارتفاع نسبة المخدرات في العشوائيات. وارتفاع نسبة الأمّية في الأرياف
    وعلى الشاشات.



    لستُ سائحاً نمسوياً
    وافداً من بلاد السيمفونيات والنوافير والحمام. أنا ابن شرعي لهذا الشرق الأوسط
    الرهيب. ذهبتُ إلى مدارسه وتعلمتُ في كتبه الملتبسة. تعلمتُ تمزّقاته وكراهياته.
    رأيتُ الخناجر مُخبّأة في كتاب التاريخ، وعاينتُ ظلم الحاكم وفساد معارضيه.



    وشاءت المهنة أن أرى
    مدافع عمياء تنهال على البيوت. وطائرات تسكب الموت على المتجمّعين تحت السطوح.
    وقنّاصة يطاردون المذعورين الهاربين. ورأيتُ جثثاً تسبح في دمها. ورأيتُ قادة
    يتسلقون الجثث ليُبرموا سلام اقتسام ما تبقّى من الوطن.



    وشاءت المهنة ايضاً أن
    أحفر في ذاكرة قساة. وأن أسمع تعابير لا ترحم. «قرَّروا إعدامه فوقّعت». و «نعم
    أنا أرسلتُ الرجل وانفجَر بهم». و «لن أخفي عليك أنني أعددتُ العبوّة التي
    قَتَلَت...». والقتيل صاحب القرار وحامل الأختام. وأدى اغتياله إلى تغيير مجرى
    الرياح. و «أرسلوا سيارات ملغومة فرددتُّ لهم التحية بمثلها». و «ليس سراً أنه
    حاول اغتيالي وحاولتُ اغتياله». تخيّلتُ أن ما شاهدتُ وسمعت يحصّنني في مواجهة
    الروايات المؤلمة لكنني كنتُ واهماً. كان مسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان
    يحدّثني عن الحاضر والمستقبل حين نكأتُ ذاكرته. سألتُه عن اللحظة الأقسى في حياته
    الحافلة، فأجاب: «هناك مشهد لا أنساه. قمع صدام حسين انتفاضة الأكراد في 1991
    وطاردت الطائرات جموع النازحين. ذهبتُ لتفقُّد أحد المواقع وسط الغارات. كان
    المشهد مريعاً. لاحظتُ امرأةً تحمل كيساً من النايلون، وتبكي وتلطم بحرقة غير
    عادية. سألتُ ماذا تحمل، فقالوا ما تبقى من الأشلاء الطازجة لأربعة من أبنائها،
    قُتلوا بقذيفة طائرة. اقتربتُ لأواسيها فخانني تماسكي وأطلَّ الدّمع من عيني.
    انتهرتني قائلة: أنت مسعود بارزاني وتبكي. لا أقبلُها منك. لا يزال لديّ ولدان
    أقدّمهما لك لتتابع طريقك وننال حقوقنا».



    بعد ما يزيد على عقدين
    جاهد بارزاني لاعتقال دموعه. قال: «لا يعرف الحرب إلاّ من جرّبها. لهذا أحاول
    تجنيب الجيل الجديد من الأكراد تجارب الجيل السابق. لهذا ندعو الى الاعتراف بالآخر
    وحقوقه لنتعايش ونتعاون وندفن الماضي إلى غير رجعة». استوْلت صورة المرأة والكيس
    على مشاعري. أهوال بعض الصُّوَر تفوق أهوال حروب كبرى. حرَفْتُ الحديث في اتجاه
    آخر ثم غادرتُ مقر رئاسة إقليم كردستان.



    لا بد قبل النوم من
    استطلاع أحوال المنطقة. كانت شاشة «العربية» ترشح دماً. انتحاري اقتحم تجمّعاً
    عراقياً وكانت الحصيلة خمسة وعشرين قتيلاً وعشرات الجرحى. ثم بثّت شريطاً عن
    اليوميات السورية. جثث متجاورة ومتفاوتة الأحجام. جثث مرتّبة تذكّر بصفوف أطفال
    المدارس. خشيتُ أن يذهب صحافي ذات يوم ويسمع رواية تشبه رواية المرأة والكيس
    حدثَتْ في حمص أو حلب أو الصنمين.



    سامح الله مسعود بارزاني،
    فقد أفسد جولتي. مررتُ في بيروت في 13 نيسان (ابريل). وجدتُ صُحُفَها تكتب عن
    الرصاصة الأولى في مثل هذا اليوم من عام 1975. ثمة امرأة لبنانية «ضاع» ابنها في
    الحرب. تريد جثته لتواريها بالدموع والمناديل. عاودتني صورة المرأة والكيس. لم
    يتعلّم اللبنانيون من حروبهم، ولم يتعلّم الآخرون. كان قرار اغتيال لبنان رهيباً.
    قتل مختبر التعايش في المنطقة، قتل معهد التدريبات. تلك الرصاصات التي انطلقت في
    بيروت افتتحت دورة الانهيارات المفتوحة.
    مآآآري
    مآآآري
    المشرفة العامة
    المشرفة العامة


    البلد : سوريا
    انثى
    العمر : 41
    عدد الرسائل : 8386
    العمل/الهواية : مهندسه زراعيه
    تاريخ التسجيل : 22/11/2012
    مستوى النشاط : 23832
    تم شكره : 33
    الاسد

    غسان شربل/ متجدد - صفحة 2 Empty رد: غسان شربل/ متجدد

    مُساهمة من طرف مآآآري الإثنين 15 أبريل 2013 - 23:39

    غسان شربل/ متجدد - صفحة 2 13253387571
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65484
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    غسان شربل/ متجدد - صفحة 2 Empty سقوط الحدود

    مُساهمة من طرف waell الثلاثاء 30 أبريل 2013 - 11:12

    سقوط الحدود


    غسان شربل


    الإثنين ٢٩ أبريل ٢٠١٣


    سألت رجلاً منخرطاً في
    عالم القرارات والمعلومات كيف يرى المشهد في المنطقة في نهاية العقد الحالي. ابتسم
    واشترط عدم ذكر اسمه. لم يكن أمامي غير أن أوافق، اذ ليس من الحصافة أن يحرق سياسي
    فرصه من أجل لقاء صحافي.



    قال انه يرى دولاً متصدعة
    وخرائط نازفة وحدوداً منتهكة. طلبت منه أن يشرح أكثر. أعرب عن اعتقاده ان الدول
    التي ولدت غداة الحرب العالمية الأولى تبدو وكأنها هرمت ما أفسح المجال للورثة
    للاقتتال على التركة. ربما لأن الحدود رسمت على عجل ولم تأخذ في الاعتبار تطلعات كل
    من حشروا في هذه الخريطة او تلك. وربما ايضاً لأن هذه الدول لم تستطع بلورة ولاء
    وطني جامع تتطابق مساحته مع مساحة الخريطة نفسها ولم تتمكن من لجم الطموحات
    العابرة للخرائط.



    توقع أن تسيطر الحكومات
    على العواصم لكن عليها في الوقت نفسه ان تتشارك او تتقاتل خارجها مع قوى مذهبية او
    عرقية او عشائرية تفضل ان تكون في الموقع الأول على بعض الوطن بدل قبول صفة مواطن
    من الدرجة الثانية لأبنائها في اندماج شكلي على كامل الخريطة. هذا يعني تعايش جيش
    رسمي مع «جيش حر» او ميليشيات تدعي حماية المكونات التي تنتمي اليها.



    رأى ان الدولة يمكن ان
    تحافظ على علم موحد وجواز سفر موحد لكنها ستعيش في ما يشبه الحرب الأهلية الدائمة
    مع المجموعات التي تحولت عملياً الى أقاليم لا يبقيها ضمن الخريطة إلا العجز عن
    استكمال إجراءات الطلاق. وهذا يعني التوتر والعنف والفساد وتراجع الخدمات وتزايد
    الهجرة والتدخلات الخارجية.



    لاحظ المتحدث ان الغزو
    الاميركي للعراق سمح لبرنامجين بالتوغل في دول الاقليم الذي لا طاقة له على
    احتمالهما وهما البرنامج الايراني وبرنامج «القاعدة». قال ان ايران وعبر ولاية
    الفقيه نجحت في اخراج المجموعات الشيعية العربية من النسيج الاجتماعي لدولها وربطت
    قرارها ومصيرها بالبرنامج الايراني العابر للحدود. في المقابل اغتنمت «القاعدة» أي
    فرصة متاحة للتسلل والتمركز وساهمت بطروحاتها وممارساتها في تمزيق النسيج
    الاجتماعي للدول التي تسللت اليها. وجاءت موجة «الأخونة» العابرة للحدود والتي
    وفرها «الربيع العربي» لترفد اندفاع المنطقة نحو ازمات هوية حادة وقلق غير مسبوق
    للاقليات على وقع تصاعد النزاع السني - الشيعي.



    قال: «خذ العراق على سبيل
    المثال. اقليم كردستان يرسخ جذوره مع بقاء حلم الانفصال حياً. الأحداث الأخيرة في
    الأنبار رسمت عملياً ملامح إقليم سني. يتعاطى أهل الأقليم مع الجيش العراقي بوصفه
    أداة لـ «حكومة شيعية». الخريطة العراقية تمزقت. اننا نرجع الى التاريخ وتصارع
    الكتل الكبيرة في المنطقة. النفوذ الايراني في بعض العراق لا يحتاج الى دليل.
    المنافس الفعلي هو تركيا».



    وأضاف: «الخريطة السورية
    تمزقت هي الاخرى. شعار الجمعة الاخيرة كان «جمعة حماية الاكثرية». في بدايات
    الثورة كان الشعار السائد «واحد واحد واحد الشعب السوري واحد». لن يرضى السنّة
    بالعودة الى الوضع الذي كان قائماً قبل اندلاع الثورة. لن يقبل العلويون نظاماً
    بديلاً يعيدهم الى الوضع الذي كانوا عليه قبل عقود. استمرار الحرب يرسم خطوط
    التماس ويرسخها. وعلى أرض سورية كل البرامج حاضرة: البرنامج الايراني وبرنامج
    «القاعدة» والبرنامج «الإخواني» من دون ان نحجب وجود قوى تريد سورية ديموقراطية
    تتسع لكل مكوناتها. سورية التي ساهمت سابقاً في انتهاك حدود جاريها العراقي
    واللبناني سقطت حدودها هذه المرة ونقل المقاتلون الجوالون برنامجهم الى أرضها».



    وقال: «الخريطة اللبنانية
    ازدادت تمزقاً. الأزمة السورية عمقت التباعد بين المكونين الشيعي والسني. تحالف
    المكونات المتشابهة بمعزل عن خط الحدود الدولية من لبنان الى سورية الى العراق
    ينذر بحروب طويلة وخرائط ممزقة ودول متصدعة واقاليم وميليشيات وجيوش رسمية واخرى
    غير رسمية. لقد انفجرت المنطقة من داخلها تحت وطأة الظلم والتهميش والتخلف وبغض
    النظر عما تريده اميركا وتخطط له اسرائيل. سقطت حدود الدول ودخلنا مرحلة حدود
    المكونات وخطوط التماس القديمة والجديدة».



    شعرت بالخوف من انزلاق
    المنطقة الى مستقبل صومالي. تمنيت ان يكون المتحدث مخطئاً لكن حجم المجازفات
    الدامية التي ترتكب في العراق وسورية ولبنان شجعني على وضع تصوره القاتم في عهدة
    القراء.
    مآآآري
    مآآآري
    المشرفة العامة
    المشرفة العامة


    البلد : سوريا
    انثى
    العمر : 41
    عدد الرسائل : 8386
    العمل/الهواية : مهندسه زراعيه
    تاريخ التسجيل : 22/11/2012
    مستوى النشاط : 23832
    تم شكره : 33
    الاسد

    غسان شربل/ متجدد - صفحة 2 Empty رد: غسان شربل/ متجدد

    مُساهمة من طرف مآآآري الثلاثاء 30 أبريل 2013 - 23:11

    غسان شربل/ متجدد - صفحة 2 13256128161
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65484
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    غسان شربل/ متجدد - صفحة 2 Empty حارس «الخط الأحمر»

    مُساهمة من طرف waell الثلاثاء 7 مايو 2013 - 14:45

    حارس «الخط الأحمر»


    غسان شربل


    الإثنين ٦ مايو ٢٠١٣


    تتصرف روسيا كمن لا
    يستطيع أن يخسر في سورية. قبل عام عاد فلاديمير بوتين إلى الكرملين حاملاً مشروع
    حركة تصحيحية. يريد ترميم موقع بلاده داخل إطار العلاقات الأميركية - الروسية.
    يريد الخروج من علاقة تحمل آثار تلك الحقبة التي تميزت بسقوط جدار برلين وانتحار
    الاتحاد السوفياتي. وبين مستشاريه من يعتقد أن التوقيت ملائم لتقليم أظافر القوة
    العظمى الوحيدة. وأن أميركا تخرج مثخنة من حربين باهظتين في العراق وأفغانستان ومن
    أزمة مالية حادة.



    كانت رسائل بوتين واضحة.
    يطالب باحترام روسيا ومصالحها وصورتها وسلاحها. لا يريد أن يرى ليبيا أخرى على أرض
    سورية. لا يقبل أن تتقدم أميركا لتحقيق انتصارات لابسة عباءة الأمم المتحدة. لا
    يريد أن يرى الشرق الأوسط إسلامياً. لديه من المتاعب ما يكفي مع إسلاميي الاتحاد
    الروسي وجواره. لا يريد تكرار مشاهد «الربيع العربي». يسقط ديكتاتور فتفتح صناديق
    الاقتراع ليخرج منها الإسلاميون بشرعية تساعدهم على تناسي تعهداتهم ووعودهم. لا
    يريد أن تودع موسكو حليفاً آخر. لا يريد أن يرى السلاح الروسي يتعرض لمهانة جديدة.



    لهذا سارعت موسكو إلى رسم
    أول خط أحمر على الملعب السوري. التدخل العسكري الأجنبي خط أحمر. التذرع بأسلحة الدمار
    الشامل أو التدخل الإنساني ممنوع. هكذا رفعت موسكو سيف الفيتو وكررت استخدام هذا
    السلاح. موقفها شجع بكين على إشهار السيف نفسه. أقصى ما قبلت روسيا بتقديمه كان
    بيان جنيف. حاول الأخضر الإبراهيمي السباحة استناداً إليه لكن الالتباسات سرعان ما
    أغرقت مهمته. سيرغي لافروف حارس أمين للخط الأحمر الذي رسمه رئيسه.



    موقف إيران لم يكن
    غامضاً. تعاملت مع الثورة السورية بوصفها مؤامرة وعلى الأقل انقلاباً على محور
    الممانعة. تصرفت وكأن الدفاع عن دمشق لا ينفصل عن الدفاع عن طهران. نزع الحلقة
    السورية من محور الممانعة يعني دفع إيران إلى العراق وتحجيم دور «حزب الله»
    وتطويقه. إيران بكرت هي الأخرى في رسم الخط الأحمر. نقل عن مرشدها أن سورية تكون
    ما كانت عليه أو لا تكون لأحد. في هذا السياق يمكن فهم الإطلالة الأخيرة للسيد حسن
    نصرالله والتي كرست الانتقال من التعاطف والمشاركة الخجولة إلى الانخراط العلني.
    رسم نصرالله دوراً واضحاً لـ «الأصدقاء الحقيقيين» لسورية وهو منع سقوطها في يد
    أميركا أو إسرائيل أو المجموعات التكفيرية.



    راقبت إسرائيل ما يجري
    قرب حدودها. انقسم المحللون والمراقبون. ثمة من قال إن شيطاناً تعرفه خير من شيطان
    تتعرف عليه. وقال آخرون إن سقوط نظام الأسد سيعتبر خسارة استراتيجية لطهران وإن
    «الجهاديين» سيكونون على المدى البعيد خياراً أقل خطورة. انطلقت إسرائيل مما تسميه
    حسابات الأمن القومي. الأسلحة الكيماوية وانتقال أسلحة نوعية إلى أسلحة «حزب
    الله». بغاراتها أكدت أنها لا تحتاج إلى استئذان أحد حين يتعلق الأمر بأمنها
    القومي. رسمت إسرائيل بدورها خطها الأحمر على الملعب السوري.



    ثلاثة تطورات سبقت رحلة
    جون كيري اليوم إلى موسكو. حديث أوباما عن استخدام الأسلحة الكيماوية على الأرض
    السورية وموقف السيد حسن نصرالله والغارات الإسرائيلية على أهداف في دمشق.
    والتطورات الثلاثة حافلة بالرسائل والتهديدات.



    أغلب الظن أن كيري سيحاول
    الإفادة من ملف السلاح الكيماوي لمطالبة روسيا بالسير في عملية لانتقال السلطة في
    سورية. إذا امتنعت موسكو عن التجاوب لن يكون أمام أوباما غير تسليح المعارضة
    السورية المعتدلة. وهذا يعني ترشيح الأزمة السورية لجولة أشد من الاشتعال.



    واضح أننا نتجه إلى أزمة
    إقليمية - دولية كبرى على الملعب السوري المفتوح. ولدى المراقب من الأسئلة أكثر
    بكثير مما لديه من الإجابات. هل تستطيع سورية الرد على الغارات الإسرائيلية وأين
    وبواسطة من؟ هل تذهب إيران أبعد في الانخراط العلني في النزاع فتتحول سورية ساحة
    لحروب كثيرة من أجل ملفات كثيرة؟ هل يجازف «حزب الله» بخوض مواجهة على جبهات
    متعددة؟ وماذا تفعل روسيا إذا بدا الشرق الأوسط متجهاً إلى حريق كبير؟ واضح أن
    أوباما يتعرض لضغوط كبيرة للقيام بتحرك جدي. وواضح أيضاً أن بوتين لا يستطيع أن
    يخسر. إنه مأزق كل الأطراف على الملعب الساخن. ولكل خط أحمر حارس أمين.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65484
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    غسان شربل/ متجدد - صفحة 2 Empty مرارات ما بعد العسل

    مُساهمة من طرف waell الثلاثاء 21 مايو 2013 - 2:41



    مرارات ما بعد العسل

    غسان شربل

    الإثنين ١٣ مايو ٢٠١٣


    ليس بسيطاً أن يعلن مسؤولون في أنقرة أن منفذي التفجيرات في بلدة الريحانية أتراك تربطهم علاقات بأجهزة الاستخبارات السورية. وليست بسيطة أيضاً الإشارة إلى أن لبعض المنفذين علاقة بالمجازر الأخيرة في بانياس. صحيح أن التدهور بين البلدين ليس جديداً لكن الصحيح أيضاً هو أنه يتخذ حالياً أبعاداً أشد خطورة.

    وحين تتهم حكومة بلد ما دولة مجاورة بالوقوف وراء تفجيرات على أراضيه فإنها تلزم نفسها بالرد. يمكن في العادة اللجوء إلى مجلس الأمن لكن أنقرة تدرك أن هذا الباب مغلق بحراسة روسية صارمة. لذا يتوقع أن تبحث أنقرة عن أشكال أخرى للرد تتخطى هذه المرة إطلاق حفنة قذائف عبر الحدود أو التذكير بالعباءة الأطلسية.

    كانت الشهور الماضية حافلة بمؤشرات التدهور بين أنقرة ودمشق. لم يتعب رجب طيب أردوغان من تكرار مطالبته الرئيس بشار الأسد بالتنحي. استخدم نعوتاً قاسية في وصف صديقه السابق. لم تكتف أنقرة باستضافة مئات آلاف اللاجئين السوريين. كرست دورها كملاذ ومعقل لأعداء الأسد بمن فيهم «الجيش الحر». في المقابل لم يتساهل الأسد مع صديقه السابق. استقبل قادة المعارضة التركية وحمل أردوغان المسؤولية الكاملة عن التدهور. خاطب الرأي العام التركي أكثر من مرة عبر وسائل الإعلام التركية لمضاعفة الضغط على أردوغان الذي لا يستطيع القيام بعمل مشابه. الإعلام الرسمي السوري نبش قواميس قديمة وراح يحذر من عودة العثمانيين على أحصنة «الإخوان» تمهيداً لإحياء الخلافة. أيقظ الإعلام أيضاً ملف لواء اسكندرون بعدما كان نأى بنفسه عنه على مدار عقود.

    الالتفات إلى توقيت تفجيري الريحانية أطلق العنان للتحليلات والسيناريوات. جاءت بعد أيام من الاتفاق الأميركي - الروسي على عقد مؤتمر دولي للحل في سورية استناداً إلى بيان جنيف الشهير. جاءت أيضاً بعد بدء مقاتلي حزب العمال الكردستاني الانسحاب من تركيا بموجب ما يمكن تسميته اتفاق أردوغان - أوجلان. وهو بالمناسبة اتفاق انعكس سريعاً على موقف أكراد سورية وأوحى بإمكان سحب الورقة الكردية من يد دمشق لتتحول ورقة ضغط بيد أنقرة. كما جاءت التفجيرات قبل أيام من لقاء أوباما وأردوغان بعد لقاءات عقدها الرئيس الأميركي مع عدد من القادة العرب المعنيين بالأزمة السورية.

    يعتقد المتابعون للموقف التركي أن التفجيرات الأخيرة ستدفع أردوغان إلى الذهاب أبعد في مطالبة أوباما بالخروج من دائرة التردد والانتظار في الملف السوري. يعتقدون أيضاً أن أردوغان «سيعتبر بقاء الأسد ولو على جزء من أرض سورية خطراً جدياً على استقرار تركيا ووحدتها وعلى المنطقة وأن أنقرة مستعدة لدفع ثمن إنقاذ استقرارها والانخراط أكثر في معركة دفع الأسد إلى التنحي».

    كان شهر العسل التركي - السوري طويلاً ومديداً. اعتبرت تركيا خلاله «العلاقة النموذجية» مع سورية معبراً إلى بعض العالم العربي ومفتاحاً يمكن استخدامه لبناء علاقات والقيام بوساطات. بدورها كانت سورية مبتهجة بالعلاقة مع هذه الدولة السنية الأطلسية. رأت في العلاقة معها بديلاً لغياب العلاقات مع السعودية ومصر. اعتبرتها ممراً ومفتاحاً.

    بعد العسل جاءت المرارات. تتهم سورية تركيا بتسريب السلاح والمسلحين. تتهم أنقرة دمشق بمحاولة زعزعة استقرارها وتهديد وحدة نسيجها. تحلم أنقرة بسورية بلا الأسد. تحلم دمشق بتركيا بلا أردوغان. وزير الإعلام السوري لم ينس مطالبة أردوغان بالتنحي. لكن اللعبة أكثر تعقيداً. روسيا تحاول التأكيد أنها المعبر إلى الحل وأنها تملك مفتاحه. إيران لا تعوزها شهية هذا الدور على رغم انخراطها العميق. ما أصعب حل الأزمة السورية. المعبر مقفل والمفتاح ضائع. والأكيد أن أردوغان سيطالب أوباما بفتح المعبر والعثور على المفتاح وعلى قاعدة أن آخر الدواء الكي.

    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65484
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    غسان شربل/ متجدد - صفحة 2 Empty سقوط التعايش

    مُساهمة من طرف waell الثلاثاء 21 مايو 2013 - 2:42


    سقوط التعايش

    غسان شربل

    الإثنين ٢٠ مايو ٢٠١٣


    ما أصعب الشرق الأوسط. عليه أن يعثر على صيغة للتعايش بين المسلمين واليهود والمسيحيين وهذا ليس بسيطاً. وعليه أن يعثر على صيغة للتعايش بين الأتراك والفرس والأكراد والعرب وغيرهم. صيغة للتعايش بين الأعراق والقوميات والأديان والمذاهب وهذا ليس سهلاً. وعليه أن يعثر على صيغة للتعايش بين السنة والشيعة وهذا ليس يسيراً. الهدنات الطويلة خداعة توحي بانكفاء النزاعات القديمة إلى التاريخ وكتبه. هذا ليس صحيحاً. أمام أي منعطف مفاجئ تستيقظ الثارات القديمة وتتدفق أنهار الدم. الدول التي ولدت في أعقاب الحرب العالمية الأولى كبحت هذه النزاعات أو أعطتها أسماء أخرى. فور تصدع آلة القمع في هذه الدول تعاود الشياطين القديمة نشاطها.

    واضح أننا في الطريق إلى الشرق الأوسط الرهيب لا الجديد. شرق أوسط سقطت فيه تجربة التعايش بين المكونات المختلفة وهو ما ينذر بتمزق الدول والخرائط. إننا نواجه بالتأكيد ما هو أخطر من سقوط جدار برلين. وما هو أخطر من انفجار يوغوسلافيا. إننا نواجه نكبة لا مبالغة في القول إنها قد تكون أخطر وبكثير من نكبة فلسطين على رغم أهوال النكبة الأولى. إنها نكبة سقوط التعايش. برامج عنيفة عابرة للحدود وتطلعات تتعامل مع الخرائط كما يتعامل السجين مع جدران سجنه.

    لا تسارع عزيزي القارئ إلى اتهامي بالتشاؤم. إن الأحداث التي انطلق منها موجودة في الصحف ومعلقة على الشاشات مرفقة بنهر من الجثث وتصريحات تعد بحروب لا تنتهي.

    هاجم انتحاري حسينية في كركوك فجاء الرد هجوماً مدوياً على مساجد سنية في بغداد أو قربها. اتهم رئيس الوزراء نوري المالكي فلول «البعث» و «الحقد الطائفي» ورد خصومه باتهامه بـ «الحقد الطائفي». يتعامل متظاهرو الأنبار مع الجيش العراقي بوصفه «ميليشيا شيعية» أو غطاء لها. يقول السني العراقي إنه لن يقبل أن يكون مواطناً من الدرجة الثانية وهو ما كان يقوله الشيعي في العقود السابقة. لقد انتقلنا من مشكلة عرب وأكراد إلى مشكلة شيعة وسنة وعرب وأكراد وكأن الشرق الأوسط برمته بات يشبه مدينة كركوك المتنازع عليها من داخلها والخارج.

    يحرص طرفا النزاع في سورية على إبعاد صفة الحرب المذهبية عنه. طرف يعتبره حرباً على الإرهابيين الوافدين والطرف الآخر يعتبره ثورة على النظام الديكتاتوري. لكن كيف نفسر وجود مجاهد شيشاني في إدلب وقدوم ليبي لنصرة أهل السنة وتشييع شاب في البصرة سقط دفاعاً عن مقام السيدة زينب. كيف نفسر أيضاً تشييع شاب سني في طرابلس في شمال لبنان قتل خلال محاولته التسلل إلى سورية. وتشييع شاب من «حزب الله» سقط خلال تأدية «واجبه الجهادي» في سورية. ولماذا يقف السني اللبناني مع الثورة في سورية ويقف الشيعي اللبناني ضدها. ولماذا يفر أهل قرى علوية قبل أن يصل الثوار إليها ويفر أهل قرى سنية قبل وصول القوات الحكومية وحلفائها. وهل تكفي شعارات «الممانعة» و «المقاومة» لتفسير انخراط إيران وحلفائها في النزاع السوري؟ يمكن أيضاً طرح سؤال مشابه عن الانخراط المضاد.

    في لبنان الذي كان يعتبر نموذجاً للتعايش ومختبراً له يسمع المرء ما يقلق ويخيف. سمعت البارحة قيادياً في «التيار الوطني الحر» الذي يتزعمه العماد ميشال عون يتهم مسيحيين آخرين بالخيانة. التهمة صريحة: لقد وافقوا على قانون للانتخاب يسمح للمسلمين بأن تكون لهم كلمة مرجحة في وصول عشرة نواب مسيحيين من أصل 64 نائباً للمسيحيين في مجلس النواب. إن الانكفاء إلى الجزر لن يحل لا مشكلة لبنان ولا مشكلة الأقليات فيه. أخطر ما في لبنان حالياً هو ارتفاع نسبة المجازفين فوق مسرح بالغ الهشاشة.

    واضح أننا نعيش سقوط تجربة التعايش. دولنا تتفكك. ومجتمعاتنا. وجيوشنا. سقطت حصانة الحدود الدولية وها نحن في خضم حرب أهلية إقليمية بفعل تدفق المشاريع العابرة للحدود. أخشى أن نكون في طريقنا إلى زمن مليء بالدويلات والميليشيات والمقابر والأقاليم «النقية».
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65484
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    غسان شربل/ متجدد - صفحة 2 Empty إنسَ سورية

    مُساهمة من طرف waell الأربعاء 29 مايو 2013 - 6:00


    إنسَ سورية

    غسان شربل

    الإثنين ٢٧ مايو ٢٠١٣


    كيف تنظر إلى الوضع في مدينة القصير؟

    - الموضوع أكبر من القصير ومن سورية نفسها.

    > هل تتوقع نجاح مؤتمر «جنيف-2»؟

    - الموضوع الجوهري ليس مدرجاً على جدول أعماله.

    > لكن مجريات القتال في سورية مهمة ومعبرة؟

    - لا ترتكب خطأ الغرق في اليوميات السورية. إنسَ سورية. لم تعد مهمة بحد ذاتها. إنها مسرح مواجهة أكبر منها. ستتخبط طويلاً في دمها. سورية السابقة التي تشكل عقدة في ملفات الإقليم انتهت. كانت قوتها في الأوراق التي تمتلكها داخل حدود الآخرين. خسرت تلك الأوراق وانقلبت اللعبة. صارت ملعباً بعدما كانت لاعباً. الدول القريبة والبعيدة تمتلك اليوم أوراقاً على الملعب السوري.

    > في هذه المقاربة شيء من المبالغة؟

    - لا. يمكنك القول إن النظام السوري قد سقط فعلاً ما بقي منه لا يشبه أبداً ما كان. انظر على أرض سورية اليوم معارضة مسلحة تحاول إسقاط النظام الذي يحتفظ بسيطرته على جزء من الأرض. على أرض سورية أيضاً مقاتلون سنة وفدوا من ليبيا وتونس ومصر ودول الخليج والشيشان لإسقاط النظام الذي يتكئ على مقاتلين شيعة لبنانيين وعراقيين وإيرانيين. وعلى رغم كل ذلك أقول لك إن الموضوع الجوهري ليس سورية.

    > ما هو الموضوع الجوهري؟

    - إنه الاندفاعة الإيرانية التي بلغت المتوسط ورابطت على شواطئه وعلى حدود إسرائيل وتقاوم الآن محاولة قطع الشريان الذي يضمن ديمومة إقامتها. هذه الاندفاعة ثمرة استثمار عمره ثلاثة عقود وكلفته بلايين الدولارات.

    > هل تعتقد أن ايران تريد طرد أميركا من الشرق الأوسط؟

    - لا. لكن إيران تريد الموقع الأول في الإقليم وتريد من أميركا أن تسلم لها بهذا الموقع وتبعاته وامتيازاته.

    > هل تتوقع وصول الطرفين إلى صفقة؟

    - لا. المشكلة تتعلق بموضوع إسرائيل. ورثة الخميني يريدون تحجيم دور إسرائيل وتطويقها وهز صورتها واستقرارها لتكون لهم الكلمة الأولى في الإقليم. حرب تموز (يوليو) في لبنان تندرج في هذا السياق.

    > ما هي أسباب قوة إيران؟

    - قوة كبيرة ومتماسكة ومستقرة لديها برنامج يومي للمنطقة تسخر له كل إمكاناتها وحتى على حساب التنمية الداخلية. قوتها أيضاً أنها صارت قوة داخلية في عدد من البلدان. لديها جيش سلّحته وموّلته في لبنان. وجيش مشابه في سورية. وثالث في العراق. وأنا لا أقصد الجيوش الرسمية. يجب أيضاً عدم التقليل من التقدم الذي أحرزته نظرية ولاية الفقيه لدى الشيعة العرب. عملياً لم يتمكن خصوم نوري المالكي من إسقاطه، لأن طهران عارضت. الأمر نفسه بالنسبة إلى بشار الأسد. طردت إيران سعد الحريري من رئاسة الحكومة ولا يمكن تشكيل حكومة في لبنان من دون موافقتها. عملياً ورثت إيران «البعثين» العراقي والسوري وورثت الدور السوري في لبنان وتجذرت في البلدان الثلاثة. تستطيع إيران إرجاء موعد امتلاك القدرة على صنع القنبلة لكنها لا تستطيع القبول بقطع الخط الممتد من طهران إلى بيروت عبر بغداد ودمشق.

    > وما هي نقاط ضعف إيران؟

    - قلق الغرب من اندفاعتها. اصطدامها بجدار سني يرفض هيمنتها. العقوبات الحالية ألحقت أذى شديداً باقتصادها. قد تسقط ذات يوم تحت وطأة التزاماتها الخارجية الكثيرة على غرار ما أصاب الاتحاد السوفياتي. بالمناسبة أنا لا أتجاهل دور روسيا لكنها في النهاية قوة خارجية لا تستطيع التسلل إلى بنية هذه المجتمعات، وهو ما استطاعته إيران.

    > كيف تقرأ الخطاب الأخير للسيد حسن نصر الله؟

    - في سياق معركة الدفاع عن الاندفاعة الإيرانية والتي أتمنى ألاّ تصل إلى حرب سنية - شيعية مفتوحة في الإقليم أو إلى تقسيم سورية. لهذا السبب قلت لك إنسَ سورية واقرأ المنطقة بدءاً من الملف الكبير فيها. يمكنني أن أقول لك أيضاً إنسَ لبنان حتى ولو تخبط في دمه.
    مآآآري
    مآآآري
    المشرفة العامة
    المشرفة العامة


    البلد : سوريا
    انثى
    العمر : 41
    عدد الرسائل : 8386
    العمل/الهواية : مهندسه زراعيه
    تاريخ التسجيل : 22/11/2012
    مستوى النشاط : 23832
    تم شكره : 33
    الاسد

    غسان شربل/ متجدد - صفحة 2 Empty رد: غسان شربل/ متجدد

    مُساهمة من طرف مآآآري الأربعاء 29 مايو 2013 - 17:15

    لا ترتكب خطأ الغرق في اليوميات السورية. إنسَ سورية. لم تعد مهمة بحد ذاتها. إنها مسرح مواجهة أكبر منها. ستتخبط طويلاً في دمها. سورية السابقة التي تشكل عقدة في ملفات الإقليم انتهت. كانت قوتها في الأوراق التي تمتلكها داخل حدود الآخرين. خسرت تلك الأوراق وانقلبت اللعبة. صارت ملعباً بعدما كانت لاعباً. الدول القريبة والبعيدة تمتلك اليوم أوراقاً على الملعب السوري.


    عليك يا غسان شربل ان لا تتكلم اصلا عن سوريا
    لانك لا تعرف عمن تتكلم
    نقول سوريا لااااااااااااااااالبنان
    وعندما تعرف من هي سوريا يمكنك ان تكتب
    سوريا لا تنتهي سوريا طائر الفينيق تتجدد دائما بعد كل احتراق
    سوريا تقاوم العالم باسره عربيا وغربيا لامرين لا ثالث لهما
    اما هي الوحيده التي على خطأ وهذا مشكوك فيه ؟؟؟؟وانت تعلم جيدا لماااااااااااااااذا
    اوهي الوحيده التي على الصواب وهو الاقرب سينتصر الحق شئت ام ابيت انها مسالة وقت لا اكثر
    سندفع من دماء احباءنا سنخسر اموالنا ستتهدم منازلنا ولكن سنبقى كما كنا شوكه في حلق الجميع
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65484
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    غسان شربل/ متجدد - صفحة 2 Empty خائفة ومخيفة

    مُساهمة من طرف waell الإثنين 10 يونيو 2013 - 12:55

    خائفة ومخيفة
    غسان شربل
    الإثنين ٣ يونيو ٢٠١٣
    أموت حنيناً إلى الأيام التي كان باستطاعة المرء أن يقول فيها إنه عربي. ومن دون أن يسأله سامعه عن طائفته ومذهبه أو يحاول فضح منابعه انطلاقاً من اسمه. لم أكن معجباً بمن استغلوا العروبة وتسلقوا إلى السلطة على حبالها. ولا بمن وظفوا العروبة لسلب الناس حرياتهم وكرامتهم. لم أكن معجباً بـ «المنقذين» الذين وفدوا على ظهر دبابة واحتقروا الدساتير والمواطنين. ولا بالمستبدين الذين توكأوا على العروبة وتذرعوا بـ «القضية المركزية» لفتح معاهد الاغتيالات والتعذيب والتضليل. ولم أكن أصدق بيانات الحزب. ولا الصحف الرسمية. وكنت أعرف أن نتائج خطط التنمية الحكومية مرت على مدير المخابرات وتلاعب بأرقامها. كنت أعرف كل ذلك بحكم المهنة وهي جهاز لكشف الأكاذيب. لكنني كنت أعتبر العروبة وسادة تحمي من الكوابيس البديلة. من الهويات الضيقة الانتحارية في منطقة يصعب اتهامها بالتسامح. وكنت أراهن على الوقت علنا نبحر في اتجاه عروبة حضارية تصالحنا مع العصر وتجنبنا قواميس الخناجر والمقابر وعفونة الظلمات.
    كان شعور المرء أنه عربي يعفيه من السقوط في الحدائق الصغيرة المسمومة. ومن الوقوع تحت سحر عرافي الطوائف وجاذبية جيوشها الضريرة. ومن العصبيات التي لا تجيد إلا فتح المقابر وتنظيم الجنازات الموتورة. وكان العربي يشعر أن خيطاً يربطه بعواصم كثيرة. وأنه يستطيع النوم في بغداد ودمشق والقاهرة وغيرها من دون أن يسأل عن هوية جيرانه في الفندق.
    أكتب عن الرداء الذي تمزق من فرط خوفي من الأيام الآتية. من الملامح الجديدة الرهيبة لمنطقتنا. لقد نكأوا جروح التاريخ وها هي تتصبب على الشاشات. وفي الشوارع. وفي المقالات. تشاهد فتشعر بثيابك مبللة بالدم. تقرأ فيقفز طعم الدم إلى عينيك وحلقك. تستمع إلى برامج الحوار السياسي فتسمع صهيل السكاكين وعويل العظام.
    لا تغضب عزيزي القارئ. لم يعد باستطاعتك القول إنك عربي. سيسخرون منك. تمزقت تلك العباءة وتهرأت. ولا تستطيع القول إنك عراقي. يجب أن توضح إن كنت سنياً أم شيعياً أم كردياً. لا تستطيع القول إنك سوري. يجب أن توضح إن كنت علوياً أم سنياً. ولا تستطيع القول إنك لبناني. يجب أن توضح من أي جزيرة أنت وما هو موقفك من «المشروع الأرثوذكسي» ومعركة القصير.
    أنا المقيم في مكتب هادئ في مدينة هادئة وبعيدة أشعر بخوف فظيع. لقد فتحوا أبواب الجحيم وأيقظوا آبار السموم النائمة. إنها منطقة أخرى هذه التي تولد على أيدي المتشددين والمتعصبين والمجازفين والمتهورين. انفجرت الدول تحت وطأة الظلم والسياسات المغامرة. انفجر الإقليم تحت وطأة برامج تفوق قدرته على الاحتمال. تصدعت الدول والحكومات المركزية. تمزقت هيبة الحدود. تشلعت الجيوش وانغمست في مواسم الفتك بمن ادعت حمايتهم. غازات سامة تنبعث من جثة التعايش. أفسدت قراءة الروايات مخيلتي. أكاد أرى شعوباً في الخيام وشعوباً من الأرامل والأيتام وجبالاً من الدم وأهرامات من النعوش.
    مهنتي الأخبار وأنا متفرغ لمهمتي. أتابع تدفق المسلحين الوافدين إلى «الساحة السورية» لنصرة الثورة أو قمعها. أدقق في الدعوات إلى «الجهاد» وفي الوعود بانتصارات. ثم أواكب النعوش العائدة من سورية وأصنف قاطنيها وفق انتماءاتهم الحقيقية والعميقة. هذا إلى البصرة وذاك إلى النبطية. هذا إلى معان الأردنية وذاك إلى طرابلس اللبنانية. هذا كان يقاتل لمنع سقوط القصير وذاك كان يقاتل لإسقاطها. وأصعب من عودة النعوش عودة المحاربين مفخخين بانتصارات وأحقاد ومرارات. عودتهم لينفجروا ببلدانهم وجيرانهم.
    على دوي المقتلة المفتوحة في سورية يولد الشرق الأوسط الرهيب. دول خائفة ومخيفة. جيوش خائفة ومخيفة. طوائف خائفة ومخيفة. أكثريات قلقة وأقليات مذعورة. حروب أهلية وتدخلات. مسلحون يتسللون ونعوش ترجع. هويات مسنونة وترسانات عدوانية واجتياحات واستباحات. صواريخ وعبوات ومحاكم ميدانية وطوائف ومخاوف.
    إنس عزيزي القارئ العروبة والقضية المركزية والتعايش والتسامح والاعتراف بالآخر والحدود الدولية. استعد لمرارات الانخراط في الشرق الأوسط الرهيب.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65484
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    غسان شربل/ متجدد - صفحة 2 Empty أمطار التاريخ

    مُساهمة من طرف waell الإثنين 10 يونيو 2013 - 12:56

    أمطار التاريخ
    غسان شربل
    الإثنين ١٠ يونيو ٢٠١٣
    ها هو التاريخ يهاجمنا. نهض من قبره وأطلق محاربيه. انقضوا على المدن وامسكوا برؤوس الجبال. أنهار طويلة من الحراب والفؤوس والعيون المسنونة. أنهار من الخناجر والأحقاد. تاريخنا وحش كاسر. لم نقرأه جيدًا لنؤكد موته. لم نتعلم منه لننجح في اعتقاله. توهمنا أننا غادرناه لكنه بقي مرابطاً في أوردة الرأس وتحت الأظافر.
    سيل من خيول الظلام يطبق على ما كنا نسميها أوطاننا. وها نحن نكتشف أننا عراة أمام صيحات الثأر الوافدة من الكهوف. هذه ليست أوطاناً إنها مكائد لعاثري الحظ. إنها مقابر جائعة تلتهم الأجداد ثم تلتهم الأحفاد.
    إننا عراة. هذه ليست دولاً. إنها ستائر واهية مطرزة بالأكاذيب. قصور كرتونية تنتظر مواعيد اشتعالها. هذه ليست مؤسسات. فاشلة في السلم وفاشلة في الحرب. لا تقنع ولا تجمع ولا تقي ولا ترشد. هذه ليست جيوشاً. إنها جماعات مسلحة تنتظر انفراط عقدها لتنطلق في مواسم الفتك. هذه ليست أحزاباً. إنها طوائف أو جهات كمنت تحت لافتة مستعارة. هذه الحكومة لبعض الشعب وبعض الأرض. والجيش يشبهها. ومهمتها الأولى رصد البعض الآخر لتأديبه أو شطبه.
    ها هو التاريخ يتدفق. أمطار من الوحل والدم. ونحن لا جدار ولا مظلة. لقد كذبنا طويلاً على شعوبنا والآخرين. كذبنا حين تحدثنا عن دولة المؤسسات. وحكم القانون. والمساواة أمام القضاء. وشرعية صناديق الاقتراع. واحترام إرادة الناخبين. وكرامة المواطنين. وكذبنا حين تحدثنا عن احترام الحدود الدولية. ومعاهدات الأخوة. وحسن الجوار. والموثيق الدولية. وقرارات الأمم المتحدة. وبكائيات الجامعة العربية.
    ها هي بلداننا التي كانت بلداننا. جيوش حاقدة. ميليشيات موتورة. حكومات معطلة. برلمانات فاشلة. موازنات منهوبة. وها نحن نحتفل على الخرائط الممزقة بسقوط الحدود. وسقوط التعايش. ونسلم أبناءنا للمجازفين.
    وها نحن عراة. أين قيم التعايش والتسامح؟ أين كلامنا المتكرر عن التنوع وثروته وقبول الآخر واحترام حقه في الاختلاف؟ أين الجامعات ومن مروا فيها؟ أين الكتاب والشعراء؟ أين الأصوات التي تفتح النوافذ وتؤسس لأحلام جامعة؟.
    كنا نخشى أن تنفجر المنطقة تحت وطأة الظلم والفقر والتهميش. ها هي تنفجر تحت وطأة برامج تفوق قدرتها على الاحتمال. اللافت هو أن ملاعب القتل محصورة في الحي العربي من القرية الأقليمية. هذه بدايات الحريق. هذا أول الفتنة.
    ماذا سيبقى من سورية إذا استمرت هذه المقتلة على أرضها؟ ومن سيدفع الثمن إذا أصاب الوهن من يفرط اليوم في استخدام قوته؟ وماذا سيبقى من لبنان إذا واصل «حزب الله» مجازفته الدامية على أرض سورية؟ وهل كان العراق يندفع نحو الهاوية لو كان المكون السني يتمتع بحضور طبيعي في المؤسسات والقرار ولو كان مسعود بارزاني مقيماً في بغداد وشريكاً كاملاً فيها؟.
    نرفض دفع أثمان التفاهم والتسويات واللقاء في منتصف الطريق. نفضل المغامرة والمقامرة والانزلاق إلى الهاوية. ها هو التاريخ يهاجمنا ويعيدنا إلى كهوفه.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65484
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    غسان شربل/ متجدد - صفحة 2 Empty روحاني والمرشد والمفتاح

    مُساهمة من طرف waell الإثنين 17 يونيو 2013 - 11:17

    روحاني والمرشد والمفتاح
    غسان شربل
    الإثنين ١٧ يونيو ٢٠١٣
    حسناً فعل المرشح حسن روحاني حين اختار المفتاح رمزاً لحملته. فالأبواب موصدة والأفق مسدود. ولعله أراد من الرمز إعادة إضاءة قناديل الأمل لدى الجيل الشاب من الإيرانيين الذين لم يعد يكفي لإقناعهم النفخ في جمر الثورة والتنديد بـ «الشيطان الأكبر».
    في الكتابة عن إيران لا بد من الحذر. ولا بد من الإكثار منه. سجادة الديموقراطية الإيرانية محبوكة بعناية تحت عباءة الولي الفقيه. سجادة منسوجة بإحكام ولا تسمح للخيوط الغريبة والمسمومة بالتسلل. مؤسسات الجمهورية الإسلامية تسمح بالاختلاف في التفاصيل لا في الجوهر. قمع «الثورة الخضراء» كان قاطعاً. أجهضت إيران ربيعها قبل هبوب رياح الربيع التي اقتلعت آخرين.
    حسن روحاني ابن شرعي للثورة الإيرانية. انضم إلى الخميني الذي كان يستعد للعودة إلى بلاده واقتلاع نظام الشاه. جال في أروقة الجمهورية الإسلامية. في البرلمان والمجالس وملفات الجيش والإعلام والأمن القومي. نسج علاقة قوية مع هاشمي رفسنجاني وحاز ثقة محمد خاتمي الذي اختاره لقيادة التفاوض مع الغرب في الملف النووي.
    كانت إقامة محمود أحمدي نجاد طويلة ومكلفة. صحيح أنها حققت «فتوحات» في العراق وسورية ولبنان. لكن الصحيح ايضاً أنها انتهت بما انتهت إليه. عقوبات تنهك الاقتصاد الإيراني. العملة تراجعت والبطالة ازدادت. المواجهات تصاعدت والعزلة تفاقمت. ولأن روحاني ابن النظام فإنه يعرف أن الرئيس ليس صانع سياسات خصوصاً حين يتعلق الأمر بالملف النووي والسياسة الخارجية. في الملفات الكبرى الأمر شديد الوضوح: ان المفتاح ينام في أدراج المرشد.
    لا يحتاج الوضع الاقتصادي الى شرح. أرقام الخسائر منشورة على حبال الإنترنت. التوتر مع الغرب واضح للعيان. التورط في سورية باهظ التكاليف. لا بد لإيران من ضخ مبالغ هائلة لتمكين النظام الحليف في دمشق من متابعة الحرب. انخراط «حزب الله» في المعركة يرفع بدوره الأثمان السياسية والاقتصادية. تبدو إيران في صورة من اندفع الى معركة حياة أو موت. كأنها تقامر بكل رصيدها. لا مبالغة في هذا الكلام. عزلتها في الإقليم واضحة. تفاقم النزاع السني - الشيعي ينذر بقيام أسوار وأسوار حولها. ثمة من يعتقد أنها توسعت أكثر من قدرة اقتصادها على الاحتمال. وأنها ترتكب حالياً ما ارتكبه الاتحاد السوفياتي ذات يوم.
    فوز رئيس يوصف بالتعقل والواقعية والاعتدال يساهم بلا شك في تحسين صورة نظام لحقت به أضرار فادحة بفعل انخراطه في الحرب الدائرة في سورية. يعرف روحاني ذلك. ويعرف ما فعله النظام بخاتمي. وما فعله ايضاً برفسنجاني. لكن الوضع اليوم أصعب وأخطر. لم يحدث لإيران أن عانت من العزلة التي تعانيها اليوم. مواصلتها السير في نهجها الحالي مفتوحة على أخطار أمنية وسياسية واقتصادية. استقالتها من تعهداتها السابقة ستشبه فعلاً تجرع كأس السم أو أكثر.
    في ظل هذه الصورة القاتمة رفع حسن روحاني المفتاح رمزاً. خاض المعركة وفاز. تفوق اللون البنفسجي من الدورة الأولى. تصريحاته للتلفزيون الإيراني تؤكد نياته. اعتبر فوزه «انتصاراً للحكمة وانتصاراً للاعتدال وانتصاراً للنمو والوعي على التطرف والعصبية». تحدث عن أمل وعن فرص جديدة. لكن الامتحان لن يتأخر. هل صحيح أن من حق الرئيس الإيراني أن يشهر المفتاح أم أن الرئيس هو كبير الموظفين في مكتب المرشد؟ هل سلم المرشد بأن النظام يحتاج الى فتح نافذة أم أن المتشددين سيسارعون الى تذكير روحاني بأن الأبواب لا تفتح إلا بمفتاح المرشد؟
    لا بد من الانتظار للتعرف إلى أسلوب روحاني وحكاية المفتاح وخطوط التماس الجديدة بين الإصلاحيين والمعتدلين من جهة والمتشددين وحراس الهيكل من جهة أخرى. لكن الغيوم التي تتلبد في أجواء الإقليم قد لا توفر لروحاني رفاهية البحث الهادئ عن المفتاح وفرص استخدام التفويض الممنوح له، فقد نستيقظ ذات يوم على لهيب حريق كبير.
    مآآآري
    مآآآري
    المشرفة العامة
    المشرفة العامة


    البلد : سوريا
    انثى
    العمر : 41
    عدد الرسائل : 8386
    العمل/الهواية : مهندسه زراعيه
    تاريخ التسجيل : 22/11/2012
    مستوى النشاط : 23832
    تم شكره : 33
    الاسد

    غسان شربل/ متجدد - صفحة 2 Empty رد: غسان شربل/ متجدد

    مُساهمة من طرف مآآآري الإثنين 17 يونيو 2013 - 22:14

    غسان شربل/ متجدد - صفحة 2 Images?q=tbn:ANd9GcSta4D5UakMyKqM9jU2NjW6jYkVpaPywPznIwQpB1K-xHT1bohh
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65484
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    غسان شربل/ متجدد - صفحة 2 Empty أو لن تكون لأحد»

    مُساهمة من طرف waell الإثنين 24 يونيو 2013 - 11:49

    ...«أو لن تكون لأحد»
    غسان شربل
    الإثنين ٢٤ يونيو ٢٠١٣
    لم تكن سورية غرقت في دمها. كانت تشهد احتجاجات سلمية توحي أن رياح «الربيع العربي» لفحتها. استقبل المرشد الإيراني علي خامنئي زائراً عربياً وكان الحديث عن سورية. جملة قاطعة اختصرت الموقف. قال المرشد: «الخيار واضح في سورية. تكون كما كانت أو لن تكون لأحد».
    كان الحديث في القاهرة. وكان غرض الرجل الذي أخبرني أن يفسر لي لماذا عبر «حزب الله» الحدود إلى سورية وانخرط في النزاع الدائر هناك. وأضاف: «كشف الجميع أوراقهم. لم يعد هناك مجال للتجميل والمساحيق. إننا في خضم نزاع سني - شيعي. إن الصراع الحالي في سورية وعليها سيحدد مستقبل التوازنات في الإقليم».
    قبل ساعات فقط كنت في مكتب شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب. لمست قلقاً ظاهراً لديه من اتخاذ النزاع في سورية طابعاً مذهبياً. لمست مرارة لديه من انخراط «حزب الله» فيه مبدداً رصيداً واسعاً حصل عليه يوم كانت صورته صورة حزب يقتصر همه على مواجهة إسرائيل. العتب لا يقتصر على الحزب وحده. لم يحصل شيخ الأزهر على جواب مقنع من زائر اسمه محمود أحمدي نجاد. كان الحوار صريحاً وشفافاً. سأل شيخ الأزهر الزائر عن موقف إيران من البحرين والجزر الإماراتية الثلاث. سأله أيضاً عن الدور الإيراني في العراق وسورية ولبنان واليمن. ولم يتردد أيضاً في سؤاله عن أحوال السنة في إيران نفسها. رد أحمدي نجاد على الأسئلة الصعبة بجواب مبسط يضع السلوك الإيراني برمته في خانة «مقاومة الكيان الصهيوني الغاصب». وكان من الصعب إخفاء سوء التفاهم.
    أرغمت خطورة النزاع في سورية كل الدول المعنية على تخطي العبارات الديبلوماسية واضطرتها إلى كشف أوراقها. الرئيس محمد مرسي الذي اعتقد لبعض الوقت أن مصر قادرة على نسج خيوط مع روسيا وإيران للاضطلاع بدور في إيجاد حل في سورية اكتشف صعوبة ذلك بعد تدخل «حزب الله». صعد موقفه من النظام وذهب بعيداً.
    غيرت المذبحة الجارية في سورية صور الدول والأدوار وكشفت عمق المشاعر المتناقضة والسياسات المتحاربة والمخاوف القديمة والمستجدة. تغيرت صورة إيران التي كانت تتقدم في الإقليم تحت راية المقاومة والممانعة. إنها تصطدم اليوم بالمشاعر السنية على مستوى المنطقة. حرمها تورطها في الأزمة السورية من هالة وصورة. خسر محور الممانعة حلقته السنية الوحيدة وهي حركة «حماس». أدى هذا التطور أيضاً إلى تغيير صورة «حماس» نفسها ودفعها إلى التموضع في «معسكرها الطبيعي».
    التدخل العلني في سورية أدخل تغييراً هائلاً على وضع «حزب الله». وضعه على خط الاشتباك مع السنة في سورية ولبنان والمنطقة. تصرف الحزب على أساس أن المعركة في سورية هي معركة حياة أو موت. تصرف بمنطق «أن سورية تكون كما كانت أو لا تكون لأحد». عززت هذه المجازفة التصدع المتسارع في المؤسسات اللبنانية. ألحقت «الساحة اللبنانية» بـ «الساحة السورية». أضيفت جروح جديدة إلى جروح التاريخ. ثمة من يعتقد أن لبنان نفسه سيعاني من منطق «يكون لنا أو لا يكون لأحد». وهذا يعني تدمير المسرح إذا تعذر الاستئثار به.
    أدخلت معركة القصير المنطقة في مرحلة كشف الأوراق. صار على الحكومات أن تتطابق مع المشاعر الملتهبة في الشارع. قرارات التسليح التي اتخذها اجتماع الدوحة تعبر بدورها عن بلوغ النزاع مرحلة اللاعودة. إجراءات دول مجلس التعاون الخليجي ضد داعمي «حزب الله» ومموليه كانت مؤشراً صريحاً. تحولت المعركة في سورية معركة إقليمية ودولية. تتصرف روسيا بمنطق «تكون سورية كما كانت أو لا تكون لأحد». أميركا المترددة الخائفة من «جبهة النصرة» وأخواتها اضطرت في النهاية إلى قبول خيار تسليح المعارضة.
    النظام السوري بكر في اعتماد خيار «تكون سورية كما كانت أو لا تكون لأحد». المتشددون في المعارضة يعتمدون خيار تكون سورية كما نريدها أو لا تكون لأحد. معركة بهذه الحدة الداخلية والإقليمية والدولية تنذر بتدمير سورية وتصدير الدمار إلى الحلقات الضعيفة المجاورة. لا يستطيع بلد واحد احتمال هذا القدر من المجازفات وهذا العدد من المجازفين.
    مآآآري
    مآآآري
    المشرفة العامة
    المشرفة العامة


    البلد : سوريا
    انثى
    العمر : 41
    عدد الرسائل : 8386
    العمل/الهواية : مهندسه زراعيه
    تاريخ التسجيل : 22/11/2012
    مستوى النشاط : 23832
    تم شكره : 33
    الاسد

    غسان شربل/ متجدد - صفحة 2 Empty رد: غسان شربل/ متجدد

    مُساهمة من طرف مآآآري الإثنين 24 يونيو 2013 - 19:16

    كل منهم يغني على ليلاه
    العجب والله ليش اتخوزق العالم كله من تدخل حزب الله بالقصير
    مع انه القصير على الحدود اللبنانيه وتشكل خطر على لبنان مثلما سوريا ان لم يكن اكتر 
    لان ((لبنان قووووووته بضعفه هيك بيقولو ))


    يا ترى هذا العالم الاعمى ما شاف تدخل اسرائيل بالارهاب بسوريا
    ولا تمويل الدول عربيه او غربيه بخراب سوريا


    ام انهم نسوا كم جندي سوري استشهد لحمايه اللبنانيين
    ولا مفكرين الجنود السوريين ما لهم ثمن
    جنودنا اغلى ما في الكون عندنا كل شهيد بالف 


    لا يسعني ان اقول الا كلام تشرشل
    عندما تموتون ايها الغربان ستموت معكم الخيانه
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65484
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    غسان شربل/ متجدد - صفحة 2 Empty مرسي وساعة السيسي

    مُساهمة من طرف waell الخميس 4 يوليو 2013 - 13:04

    مرسي وساعة السيسي
    غسان شربل
    الأربعاء ٣ يوليو ٢٠١٣
    ما اصعب الخريف حين يهب على الحاكم. ما أقساه حين يأتي عاصفاً ومبكراً. تتلاعب الريح بستائر القصر وعيون الحراس. تتكلخ أوراق الهيبة. يتساقط وزراء ومستشارون ومتحدثون. يقفزون من السفينة. يتناسون انحناءاتهم ومدائحهم ويبتعدون.
    ما أصعب أن يتجمع أبناء الأحياء استجابة لنداء «تمرد». وأن تلقي كل هذه الانهار بنفسها في ميدان التحرير. وأن تهدر الأصوات متعالية «ارحل... ارحل». وأن تفوق مليونيات الغاضبين مليونيات الموالين. وأن تنذر السيول باقتراب الطوفان. وما أصعب أن يلوحوا بالعلم مع الهتاف. كأن الرئيس ضد العلم. كأن الاعلام تقترع ضد الرئيس.
    لم يكن يتوقع أن تأتيه الطعنة من ذلك الميدان. من الميدان الذي أرغم حسني مبارك على الرحيل. الميدان الذي أصر على الذهاب إليه بعد فوزه في الانتخابات. كأنه كان يريد القول إنه يؤدي اليمين الدستورية أمام الثورة وفي ملعبها الأول. يتصاعد غضب الرئيس. لا يعقل أن يسجل التاريخ أن أول رئيس مدني منتخب لمصر ذهب بالأسلوب نفسه الذي ذهب به مبارك.
    يغادر المستشارون ويبقى الرئيس وحيداً مع الرئيس. يعرف أنه ليس رئيساً معزولاً. وأن مصير الجماعة التي جاء منها غير منفصل عن مصيره. وأنها لا تملك ترف التضحية به. وأن هزيمته تعني هزيمتها. وخريفه يعني خريفها. وربما يعني ايضاً خريف كل الإسلاميين الذين أخرجهم «الربيع العربي» من السجون والملاحقات وفتح لهم صناديق الاقتراع ومعها أرائك الحكم.
    يسمع الأصوات الوافدة من الميادين. «ارحل...ارحل». من أفسد علاقة الرئيس بكل هؤلاء الناس؟ هل صدقوا باسم يوسف وإبراهيم عيسى ووائل الابراشي ومحمود سعد ويسري فودة وعمرو أديب ولميس الحديدي وسائر جنرالات الشاشات؟ وهل يجوز ترك مصر في عهدة هؤلاء ومحاكماتهم اليومية التي لا تنتهي؟ وهل يجوز أن يتقرر مصير مصر العظيمة على يد «مراهقين» اتقنوا التجوال على صفحات «الفايسبوك» و «تويتر»؟ لا يمكن تركها في عهدة هؤلاء.
    سخر الرئيس حين قرأ قبل شهور كلاماً لأحمد شفيق يجزم فيه «أن مرسي لن يكمل ولايته». سخر ايضاً حين قرأ ما قاله محمد البرادعي: «التقيت الرئيس وحاورته ويئست منه ... والحل انتخابات رئاسية مبكرة». لم يصدق حمدين صباحي حين قال: «ان 30 حزيران (يونيو) هو موجة ثورية جديدة وأن مرسي تحول عائقاً أمام استكمال الثورة». لم يتوقف طويلاً عند قول عمرو موسى انه خائف على روح مصر وهويتها التي تصنع ثقلها واستقرارها ودورها. ابتهج حين قرأ كلام عصام العريان عن أن الرئيس لن يكمل ولايته فقط بل قد يترشح لولاية ثانية.
    العريان ايضاً لم يتوقع ان تغرق ساحات مصر بالمحتجين. لم يقرأ مقدمات الخريف. يقول الرئيس في سره. ويتابع. وهي مقدمات كان يمكن التشاطر عليها لو لم يفعلها السيسي. فعلها السيسي. إنذار الجيش أعلن بوضوح أن الخريف هب فعلاً على عهد مرسي. ها هو الجيش يتحالف مع الميادين والملايين. كأنه يثأر من «يسقط يسقط حكم العسكر».
    فعلها السيسي. وببراعة. دبج إنذاراً إنقاذياً. أبعد تدخله عن صيغة الانقلاب. لم يترك للرئيس والجماعة غير خيارات مؤلمة أو انتحارية. الاصطدام بالجيش. أو الاصطدام بالمتظاهرين. أو إغراق البلد في مقدمات حرب أهلية ستسهل للسيسي تنفيذ إنذاره بذريعة منع الانزلاق.
    يتمشى مرسي في مكتبه. المهلة التي أعطاها السيسي تقترب من النفاد. الساعات تهرب وأوراق شجرة العهد تتساقط. الانحناء أمام الإنذار مرير. سيحتفل كثيرون بـ «خريف الإخوان». المجازفة بمواجهة في الشارع قرار انتحاري يفوق في خطورته قرار خوض الانتخابات ووضع قصر الرئاسة تحت عباءة «الإخوان». يشعر الرئيس بشيء من سوء الحظ. يقول في سره ليت الرئاسة كانت من نصيب خيرت الشاطر. يتعب الرئيس يذهب الى النوم بعد أن يلتفت مجدداً الى ساعته. في هذا الوقت كان رجل آخر يتفقد ساعته. اسم الرجل الفريق عبد الفتاح السيسي. في المبارزة مجازفة. والوقت يدهم. واللعبة بلا رحمة. اذا نجا الرئيس سيهجم الخريف على السيسي.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65484
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    غسان شربل/ متجدد - صفحة 2 Empty رد: غسان شربل/ متجدد

    مُساهمة من طرف waell الخميس 4 يوليو 2013 - 13:06

    «الإخوان» والساعة والبركان
    غسان شربل
    الإثنين ١ يوليو ٢٠١٣
    من حق الرئيس محمد مرسي أن يقول إنه أول رئيس مدني منتخب في مصر، وإنه دخل القصر بتفويض من الناخبين لا على ظهر دبابة، وإن زعماء المعارضة باستثناء منافسه احمد شفيق، اعترفوا بشرعيته ونزاهة الانتخابات، وإن محمد البرادعي وعمرو موسى وحمدين صباحي زاروه في قصر الاتحادية، وإن العالم اعترف بشرعيته واستقبله رئيساً، ومن حقه أن يقول إن المصريين فوَّضوه لولاية كاملة لا يصح اختصارها تحت ضغط الشارع... من حقه أن يقول كل ذلك لكن من واجبه الالتفات إلى ساعته.
    يستطيع محمد مرسي أن يقول إنه ليس رئيساً معزولاً، وإن الجماعة التي وَفَدَ منها عميقة الجذور في المجتمع المصري، وإن الإسلاميين لن يقبلوا بخلع أول رئيس إسلامي في مصر، وإنه قادر على تنظيم مليونيات موالية في مواجهة المليونيات المعارضة، وإنه قادر على تكليف شباب «الإخوان» حماية القصر إذا تردد الجيش في حمايته... وعلى رغم ذلك، من واجب الرئيس الالتفات إلى ساعته.
    في المقابل، لا يستطيع الرئيس اتهام من احتشدوا امس في ميدان التحرير وأمام قصره بأنهم مجرد فلول وبلطجية يحنّون إلى العهد البائد. استُهلكت هذه اللعبة من فرط ما استخدمت. ولا يستطيع القول إن ملايين الموقِّعين على عريضة «تمرد» هم من الليبراليين الضالعين في مؤامرة صهيو - أميركية لإحباط مشروع النهضة الذي حمله معه إلى القصر. لا يستطيع الرئيس إنكار أن السنة الأولى من عهده تميزت باضطراب مريع وعمقت الانقسام في الشارع وخيبت من اقترعوا له من خارج تياره خوفاً من أن يؤدي فوز شفيق إلى ترميم النظام البائد. لا يستطيع الرئيس أيضاً إنكار ما تقوله الأرقام عن تدهور الاقتصاد وتزايد البطالة والفقر وتدهور الخدمات والأمن. لا يستطيع أيضاً إنكار تزايد الاعتقاد أن السنة الأولى من عهد الجماعة في الحكم كشفت الافتقار إلى الخبرة والكادرات المؤهلة والقدرة على إدارة الدولة بمنطق الدولة.
    قبل أسبوعين دفعتني الحشرية الصحافية إلى زيارة مصر، خفت أن أكتب عن المعركة الكبرى الدائرة فيها من بعيد، وهي معركة تعني «الإخوان» في مصر وفي كل مكان، وتعني الإسلام السياسي ونتائج «الربيع العربي». التقيت قادة من المعارضة و «الإخوان»، والتقيت إعلاميين ومواطنين عاديين توهموا أن الثورة ستفتح أبواب الأمل، وستجعل الخبز أقل صعوبة، وستعيد إلى مصر رسوخها في هويتها وروحها ودورها.
    عشية مغادرتي القاهرة انتابني خوف شديد من الأيام الآتية، شعرت أن ملايين المصريين يعيشون خوفاً عميقاً وقلقاً غير مسبوق وغضباً يتحفز للتعبير عن نفسه، هذا خائف من إفلاس مصر، وهذا خائف من التلاعب بروح مصر، وثالث يقول إن نظام «الإخوان» هو نفسه «نظام مبارك لكن بسحنة إسلامية»، ورابع يقول إن الدولة تتآكل، وإن عمليات «الأخونة» ستقود إلى صدام في الشارع «لاسترجاع الثورة من الذين سرقوها»، وخامس يقول إن على الجيش أن يتحرك قبل انفجار البركان.
    شعرت أيضاً أن حسني مبارك فاجأ المصريين بسقوطه السريع، وأن القوى السياسية لم تتوقع ذلك ولم تستعد، وأن المجلس العسكري تصرف كمن يقلب الجمر بين يديه ويرغب في التخلص منه، لهذا تسرع وأخطأ، وأن «الإخوان» ارتكبوا بخوضهم انتخابات الرئاسة مجازفة كبرى لا «تضحية كبرى». وعلمت أن غلبة الراغبين في الانقضاض على الوليمة تمت بحفنة أصوات يتبين اليوم أنها أدت إلى مجازفة «الإخوان» برصيدهم وبمصر أيضاً.
    أخطأ مرسي في قراءة رسائل الثورة، وفي حدود التفويض. تراكمت الأخطاء بفعل أسلوب التعامل مع الدستور والقضاء وإدارة الدولة والتعامل مع روح مصر ومكونات هويتها. تراكم الأخطاء أيقظ جمر الثورة، وأنهار الجمر تنذر بتحرك البركان. بكَّرَ «الإخوان» في دخول القصر، وساهم تسرُّعهم في استدعاء البركان. يصعب توقع انحناء «الإخوان» أمام احتجاجات «تمرد»، لكن الأكيد أن إقامة مرسي في القصر ستكون مضنية للجماعة والبلاد، فلا شيء أسوأ من الإقامة على أطراف البركان.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65484
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    غسان شربل/ متجدد - صفحة 2 Empty ظل المرشد وظل الجنرال

    مُساهمة من طرف waell السبت 6 يوليو 2013 - 15:37

    ظل المرشد وظل الجنرال
    غسان شربل
    السبت ٦ يوليو ٢٠١٣
    ذهب الدكتور محمد البرادعي إلى قصر الاتحادية للقاء رئيس مصر محمد مرسي بناء على اقتراح الأخير. كان الاجتماع ثنائياً لكن الزائر استشعر وجود آخرين. رأى وراء الرئيس ظل المرشد محمد بديع وظل نائبه خيرت الشاطر. وهذا النوع من الظلال مثير للشكوك. خاف الزائر أن يكون المرجع الفعلي للرئيس مرشد الجماعة لا الدستور. ولهذا قال البرادعي لصحيفتنا «التقيت الرئيس وحاورته ويئست منه».
    ذهب حمدين صباحي إلى قصر الاتحادية. إصرار الظلال على حضور الاجتماع ذكره بما دار بينه وبين مرسي المرشح قبل الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية. كان حمدين نال ما يقرب من خمسة ملايين صوت في الدورة الأولى لكنه خرج من السباق. وكان مرسي يأمل في اجتذاب هذه الكتلة لضمان فوزه في مواجهة الفريق أحمد شفيق. طرح حمدين على مرسي سؤالاً صعباً: «هل ستكون في حال فوزك رئيساً مستقلاً عن إرادة جماعة الإخوان؟». لم يستطع مرسي الإجابة ورد مقترحاً على حمدين منصب نائب الرئيس لكن الأخير اعتذر.
    ذهب عمرو موسى إلى قصر الاتحادية والتقى الرئيس والظلين. لم يخف بعد اللقاء ومتابعته أداء الرئيس خوفه على مصر التي انجبت طه حسين ونجيب محفوظ ولعبت دوراً تنويرياً في حياة أمتها. خاف على روح مصر.
    كان ذلك قبل أيام من 30 يونيو (حزيران) الذي اتفق الثلاثة في اعتباره يوماً مفصلياً. اعتبروا أن لا بد من انتخابات رئاسية مبكرة لإنقاذ البلاد من عهد مرسي وبدا واضحاً أنهم يستهدفون إنقاذها من الظل الكبير المخيم على العهد ظل المرشد.
    تقضي المهنة أن لا يقع الصحافي تحت جاذبية المعارضين. لذلك كان لا بد من الذهاب إلى مقر «حزب الحرية والعدالة» الذراع السياسية لـ «الإخوان». سألت نائب رئيس الحزب الدكتور عصام العريان إن كان توقع سقوط الرئيس حسني مبارك وأن تنتقل مصر إلى العيش في ظل رئيس من «الإخوان». أعجبني جوابه: «أجزم بأن هذا الحلم لم يخطر على بال أي مصري. يكذب عليك أي مصري يقول لك إنه كان يتوقع نجاح الثورة أو سقوط حسني مبارك أو أن يصبح محمد مرسي رئيساً. لولا أن عصر المعجزات انتهى لقلت لك إننا نعيش هذا العصر».
    لم يكن العريان قلقاً من «30 يونيو». طمأنينته دفعته إلى القول إن مرسي لن يكمل ولايته فقط بل قد يفوز بولاية ثانية. كان واثقاً ومطمئناً ودعانا بعد انتهاء الحديث، زميلي محمد صلاح وأنا، إلى مكتب رئيس الحزب سعد الكتاتني حيث لم نشم أيضاً رائحة قلق.
    فاجأت «ثورة يناير 2011» مرشد الجماعة كما فاجأت كبير الجنرالات يومها المشير حسين طنطاوي. تصرف الرجلان تحت وقع المفاجأة. حرص الناخبين على إبعاد ظل الجنرال مبارك وجنرالاته أوقعهم في عهد مرسي وظل المرشد. لم يستطع مرسي تبديد الانطباع «أن مكتب الإرشاد هو رئيس الرئيس». تراكمت أخطاؤه ولم يرحمه الإعلام.
    خوف ملايين المصريين من «الأخونة» حول «30 يونيو» إلى انتفاضة واسعة ضد الرئيس والظل المرابط في القصر. في يناير 2011 شعر طنطاوي أن على الجيش الالتحاق بالميادين. في يونيو 2013 شعر الفريق أول عبد الفتاح السيسي أن على الجيش أن يتصالح معها ويرعاها. انتفاضة واسعة كاملة وشبه انقلاب. رفض «الإخوان» الاعتراف بكامل المشهد. رفضوا التوقف عند الأسباب التي دفعت الملايين إلى الميادين للهتاف ضدهم. ورفضوا التوقف عند الملايين التي وقعت على عريضة «تمرد». فضلوا التوقف عند ظل الجنرال السيسي لتقديم الجماعة في صورة الضحية وصورة المظلوم. وحين أدى رئيس المحكمة الدستورية العليا المستشار عدلي منصور اليمين القانونية رئيساً للبلاد فضلوا الاكتفاء برؤية ظل الجنرال السيسي وراءه.
    ما شهدته مصر أمس مقلق فعلاً. دفع البلاد إلى نفق الاقتتال بين ظل المرشد وظل الجنرال وخيم العواقب. جازف «الإخوان» بإدخال ظل المرشد إلى قصر الرئاسة. إزاحة رئيس منتخب في شبه ثورة وشبه انقلاب تتضمن أيضاً مجازفة. لا حل غير الإسراع في الخروج من هذا النفق. الخروج إلى مصر تعيش في ظل دستور منسجم مع روحها وفي ظل رئيس منتخب لا يكبله في القصر ظل المرشد أو ظل الجنرال.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65484
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    غسان شربل/ متجدد - صفحة 2 Empty مرسي وساعة السيسي

    مُساهمة من طرف waell السبت 6 يوليو 2013 - 15:41

    مرسي وساعة السيسي
    غسان شربل
    الأربعاء ٣ يوليو ٢٠١٣
    ما اصعب الخريف حين يهب على الحاكم. ما أقساه حين يأتي عاصفاً ومبكراً. تتلاعب الريح بستائر القصر وعيون الحراس. تتكلخ أوراق الهيبة. يتساقط وزراء ومستشارون ومتحدثون. يقفزون من السفينة. يتناسون انحناءاتهم ومدائحهم ويبتعدون.
    ما أصعب أن يتجمع أبناء الأحياء استجابة لنداء «تمرد». وأن تلقي كل هذه الانهار بنفسها في ميدان التحرير. وأن تهدر الأصوات متعالية «ارحل... ارحل». وأن تفوق مليونيات الغاضبين مليونيات الموالين. وأن تنذر السيول باقتراب الطوفان. وما أصعب أن يلوحوا بالعلم مع الهتاف. كأن الرئيس ضد العلم. كأن الاعلام تقترع ضد الرئيس.
    لم يكن يتوقع أن تأتيه الطعنة من ذلك الميدان. من الميدان الذي أرغم حسني مبارك على الرحيل. الميدان الذي أصر على الذهاب إليه بعد فوزه في الانتخابات. كأنه كان يريد القول إنه يؤدي اليمين الدستورية أمام الثورة وفي ملعبها الأول. يتصاعد غضب الرئيس. لا يعقل أن يسجل التاريخ أن أول رئيس مدني منتخب لمصر ذهب بالأسلوب نفسه الذي ذهب به مبارك.
    يغادر المستشارون ويبقى الرئيس وحيداً مع الرئيس. يعرف أنه ليس رئيساً معزولاً. وأن مصير الجماعة التي جاء منها غير منفصل عن مصيره. وأنها لا تملك ترف التضحية به. وأن هزيمته تعني هزيمتها. وخريفه يعني خريفها. وربما يعني ايضاً خريف كل الإسلاميين الذين أخرجهم «الربيع العربي» من السجون والملاحقات وفتح لهم صناديق الاقتراع ومعها أرائك الحكم.
    يسمع الأصوات الوافدة من الميادين. «ارحل...ارحل». من أفسد علاقة الرئيس بكل هؤلاء الناس؟ هل صدقوا باسم يوسف وإبراهيم عيسى ووائل الابراشي ومحمود سعد ويسري فودة وعمرو أديب ولميس الحديدي وسائر جنرالات الشاشات؟ وهل يجوز ترك مصر في عهدة هؤلاء ومحاكماتهم اليومية التي لا تنتهي؟ وهل يجوز أن يتقرر مصير مصر العظيمة على يد «مراهقين» اتقنوا التجوال على صفحات «الفايسبوك» و «تويتر»؟ لا يمكن تركها في عهدة هؤلاء.
    سخر الرئيس حين قرأ قبل شهور كلاماً لأحمد شفيق يجزم فيه «أن مرسي لن يكمل ولايته». سخر ايضاً حين قرأ ما قاله محمد البرادعي: «التقيت الرئيس وحاورته ويئست منه ... والحل انتخابات رئاسية مبكرة». لم يصدق حمدين صباحي حين قال: «ان 30 حزيران (يونيو) هو موجة ثورية جديدة وأن مرسي تحول عائقاً أمام استكمال الثورة». لم يتوقف طويلاً عند قول عمرو موسى انه خائف على روح مصر وهويتها التي تصنع ثقلها واستقرارها ودورها. ابتهج حين قرأ كلام عصام العريان عن أن الرئيس لن يكمل ولايته فقط بل قد يترشح لولاية ثانية.
    العريان ايضاً لم يتوقع ان تغرق ساحات مصر بالمحتجين. لم يقرأ مقدمات الخريف. يقول الرئيس في سره. ويتابع. وهي مقدمات كان يمكن التشاطر عليها لو لم يفعلها السيسي. فعلها السيسي. إنذار الجيش أعلن بوضوح أن الخريف هب فعلاً على عهد مرسي. ها هو الجيش يتحالف مع الميادين والملايين. كأنه يثأر من «يسقط يسقط حكم العسكر».
    فعلها السيسي. وببراعة. دبج إنذاراً إنقاذياً. أبعد تدخله عن صيغة الانقلاب. لم يترك للرئيس والجماعة غير خيارات مؤلمة أو انتحارية. الاصطدام بالجيش. أو الاصطدام بالمتظاهرين. أو إغراق البلد في مقدمات حرب أهلية ستسهل للسيسي تنفيذ إنذاره بذريعة منع الانزلاق.
    يتمشى مرسي في مكتبه. المهلة التي أعطاها السيسي تقترب من النفاد. الساعات تهرب وأوراق شجرة العهد تتساقط. الانحناء أمام الإنذار مرير. سيحتفل كثيرون بـ «خريف الإخوان». المجازفة بمواجهة في الشارع قرار انتحاري يفوق في خطورته قرار خوض الانتخابات ووضع قصر الرئاسة تحت عباءة «الإخوان». يشعر الرئيس بشيء من سوء الحظ. يقول في سره ليت الرئاسة كانت من نصيب خيرت الشاطر. يتعب الرئيس يذهب الى النوم بعد أن يلتفت مجدداً الى ساعته. في هذا الوقت كان رجل آخر يتفقد ساعته. اسم الرجل الفريق عبد الفتاح السيسي. في المبارزة مجازفة. والوقت يدهم. واللعبة بلا رحمة. اذا نجا الرئيس سيهجم الخريف على السيسي.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس 28 مارس 2024 - 14:58