ورد الشام

ورد الشام
عزيزي الزائر
هنالك فرق في التصفح كـ زائر والتصفح كــ صديق مسجل مع أننا أتحنا كل أقسام ورد الشام لكي يستفاد بها الجميع الزائرين
كثيرة المنتديات التي يسجل بها البعض ولكن قد يهمل دخولهم وتسجيلهم
هنا في ورد الشام
جرب أن تهتم وسوف نهتم


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ورد الشام

ورد الشام
عزيزي الزائر
هنالك فرق في التصفح كـ زائر والتصفح كــ صديق مسجل مع أننا أتحنا كل أقسام ورد الشام لكي يستفاد بها الجميع الزائرين
كثيرة المنتديات التي يسجل بها البعض ولكن قد يهمل دخولهم وتسجيلهم
هنا في ورد الشام
جرب أن تهتم وسوف نهتم

ورد الشام

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أجتماعي ثقافي أدبي ترفيهي


3 مشترك

    بدرية البشر / متجدد


    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    عدد الرسائل : 29434
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 9 Empty أنا والتلفزيون

    مُساهمة من طرف waell السبت 22 فبراير 2014 - 15:36

    21/02/2014 07:55:25 م


    أظنه كان عام 2003 حين أصابتني كوابيس أثناء النوم بسبب مشاهدتي للتلفزيون، حين كانت القنوات الفضائية تتسابق لعرض أسوأ أخبار الحرب على العراق، ومن ثم سقوط صدام حسين. ظننت أنني أعيش لحظة تاريخية لا تتكرر، لم أدرِ أنه بعد 10 أعوام ستصبح اللحظات التاريخية «على قفا من يشيل»، وستقوم الثورات ويسقط عمالقة ظنناهم لا يسقطون. الشاهد أني كففت من حينها عن مشاهدة التلفزيون، بحيث تمرّ أشهر وربما أعوام من دون أن أفتحه. منذ أشهر لاحظت أني أشعر بالسعادة حين أجلس بجانب أحد أفراد عائلتي وهو يشاهد التلفزيون ويمسك بالريموت ويقلبه، لكنني حين أشاهد التلفزيون وحدي أصاب بالكآبة، فاكتشفت أن السبب هو إصابتي بمتلازمة الجهل التلفزيوني، وأني فقدت لياقتي في التحكم بـ «الريموت كنترول»، فالقفز من القناة رقم (1) وحتى القناة (1000) مهارة تفقدها حالما تكف عن ممارستها، وليت الأمر توقف عند هذا الحد، بل إن أعراضاً أخرى أخذت تظهر عليّ، فما أن أدخل غرفة أو مكتباً والتلفزيون مفتوح حتى أتسمّر أمامه محدقة فيه من دون توقف، وكأنه يرسل إلى رأسي ذبذبات فيصيبني بالشلل، لهذا أجد نفسي أحياناً أدخل الغرفة لأقول لا‍بنتي شيئاً، فأحدق في التلفزيون وأنسى ما جئت لأجله!


    وحين أجلس مع أبنائي أشرب الشاي وهم يتحدثون، أجدني لا شعورياً أتابع البرامج الغريبة التي يسمونها «برامج الواقع»، مثل عائلة «كرديشيان»، فيذهب الأولاد وأبقى وحدي متسمّرة أمام التلفزيون. بالأمس شاهدت برامج أخرى بدأت تستخدم مشاهير آخرين تتابع حياتهم ومشكلاتهم، مثل تلك المذيعة التي قررت أن تنجب طفلاً، وأخذت تتدرب كيف تصبح أماً!


    قررت مواجهة الموقف بشجاعة لأفهم حالتي هذه، فما الذي يشد في هذه البرامج التي نشتُمها كل يوم، ولا نطالع فيها سوى نساء منحوتات في عيادات التجميل، يلبسن ثياباً أنيقة، ويضعن مستحضرات تجميل. لا يفعلن شيئاً طوال الوقت، بل يركبن سيارات فاخرة، ويأكلن في مطاعم باذخة، بينما كل ما في الحلقة يغزوك بأنواع الدعايات، من السيارات الفاخرة إلى البيوت والمطاعم والملاعق والسكاكين ومستحضرات التجميل، بينما هم يقنعونك أنك تتفرج على عائلة تعيش واقعها بمشكلاتها اليومية، فيما الكاميرا تتابعهم، فتحدّق مشدوداً في الأخ وهو يبكي، أو في الأم وهي تُطلَّق، أو في الأخت وهي تراجع عيادة الحمل والولادة.


    إنه برنامج واقعي بنسبة 100 في المئة، لكن يحضر فيه الأساتذة والمحللون والمدربون الذين يضعون التحليل في إطار بسيط ولكنه علمي.


    النهاية تقول إنهم نجحوا في بيعك كل شيء، ولكن بطريقة ذكية، فالواقع لم يكن واقعاً كما يبدو، بل نجحوا في تمثيله عبر حبكة وسيناريو وموضوع يهمك، مثل مشكلات المراهقين أو الأزواج، وضغوط العمل وكيفية معالجتها، ومشكلات التدبير المنزلي، والأخ الضائع والمهمِل، أو أزمة التكيّف مع زوج جديد. لقد نجحوا في صناعة موضوع اجتماعي نفسي يعيشه كل إنسان، ويصعب فهمه من دون هذه المساعدة الحديثة التي تدلّك على أسرار جديدة وتقنعك بها، لقد نجح الأميركيون في بيعك حياة الناس وما تظنه أسرارهم، مع شدّك إليهم. أنا وحدي من أجلس هنا وأحلّل، لكن الجيل الجديد وبخاصة المراهقين مشدودون، بل إن بعضهم يجد في نفسه محبة وولاء لبعض الشخصيات، ويدافعون عنهم. لقد أصبحوا جزءاً من العائلة، فهم يعرفون تفاصيل حياتهم ويعيشونها معهم بعواطفهم، ولكن في شكل جذاب يحترم ذكاءهم.


    نجح الأميركيون في بيعك كل جديد وبسعر رخيص، وأظن أن الكوابيس ستعود إليّ مرة أخرى، لا لخوفي من أن ينغمس أبناؤنا في هذا الواقع ويصدقوه، ويحاولوا محاكاته، فبعضه مفيد، بل لأننا وجدنا وسط عالم ذكي سريع ومتحرك، لكننا جامدون، نسأل بأي قدم ندخل المنزل؟ مع أننا منذ الصغر ندخل باليمين!

    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    عدد الرسائل : 29434
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 9 Empty تعرفي إيه عن المنطق يا وزارة «التربية»؟

    مُساهمة من طرف waell الإثنين 24 فبراير 2014 - 17:05

    تعرفي إيه عن المنطق يا وزارة «التربية»؟
    قررت وزارة التربية والتعليم التصدي لمظاهر الفوضى في بعض مدارسها التي تداولتها وسائل التواصل الاجتماعي، إذ صوّرت بعض المعلمين الذين عاثوا في المدارس «لعباً وسعباً» - يعني لعباً ورقصاً - فصوّرت كاميرات الهواتف الذكية مدرساً للرياضة في أحد الصفوف الأولى الابتدائية واقفاً أمام طلابه في حصة رياضة يعلّمهم أن يرددوا شعار فريق رياضي من أشهر فرق الرياضة في المملكة، وأول حرف من اسمه النصر حالفه الحظ ففاز في مباريات عدة، ما جعل جمهوره يؤلف شعاراً طريفاً يقول «متصدر لا تكلمني»، تحول في ما بعد إلى أغنية حظ سعيدة. حرص مدرس الرياضة على أن يربي النشء على حب فريقه والولاء له، فعقل الطفل كما تعرفون عجينة لينة يمكن تشكيلها كما يشاء المربون، وبهذا يشحن النشء الجديد بأن فريقه النصر هو من يستحق التشجيع والجدارة حتى الآن، تعتبر هذه «وجهة نظر» ولن يكون تطبيقها صعباً، فالطفل يحب ويسهل أن يندمج في الجماعة بلا مشكلات وسيتبع معلمه، خصوصاً إذا كان دمه خفيفاً، أما إذا رقص معهم في الحصة وغنّى، فإن الهوى سيكون حيث هوى. المشكلة ليست هنا، فالطفل نشأ في منزل مثل منازلنا يشتهر بتعصبه الرياضي، وكان الوالد يدعو الله طوال عمره ألا يبتليه بابن يشجع الفريق المنافس، فنحن كما تعرفون لا نسمح بالاختلاف، ولا يجب أن نخرج عن تقاليد العائلة، ولو اكتشف الوالد أن ابنه وقع في براثن حب الفريق المنافس فسيعرف أنه اختطفته جماعة المدرسة «النصر»، وسيصرّح للإعلام بأن وزارة التربية والتعليم مختطفة من فريق النصر، لهذا سارعت وزارة التربية والتعليم لنفي هذا الخبر، وأعلنت أنها تحقق في الموضوع، وستعاقب وتحاسب من يتصدر بأفكاره الخارجية في المدارس، كي يعرف كل مواطن ومدرس أن المدرسة ليست «بيت أبوك» تفعل فيها ما تريده أنت، وليست معسكرات تربية شخصية أو منظمات حزبية تربي فيها النشء الصغير «على كيفك»، بل هي نظام تربية وتعليم.


    المشهد الثاني الذي انتشر بين الناس أخفّ من الأول، لأن خارقي النظام التعليمي هم ثلة من المعلمين صفوا أمام الطلبة، ورقصوا رقصة تراثية شهيرة لا تقل رشاقة عن رقصة البطريق الفنلندية، لهذا ضاع اسمها بين القبائل، وقيل إنها ربما في معرض احتفال باليوم الوطني تباسط فيه المعلمون قليلاً، المشاهد التي تسرق من ردهات مدارس التربية والتعليم تنافس مسرحية «مدرسة المشاغبين»، ومثلما شفعت خفة الدم لمشاغبيها في «مدرسة المشاغبين» فتعاطفنا معهم وانحزنا لهم ضد نظام التعليم البائد الجامد، فكذلك شفعت الطرافة لهذه المشاهد المصورة، لكن وزارة التربية والتعليم اعتبرت أن ظهور نشئها ومربيهم يرقصون ويغنون ويرفعون شعار «متصدر لا تكلمني» سقوطاً لهيبتها.


    الهواتف الذكية - التي يبدو أنها أذكى منا - هي التي كشفت ووثقت «حالنا المايل»، ليس فقط مدارس التعليم المختطفة، لكنه هو ميدان حديثنا اليوم، فسقوط هيبتها وتراجع سطوتها حدث منذ زمن، ربما منذ ما قبل أحداث ١١ سبتمبر وما جاورها حين كان مدرس التاريخ في مدرسة أبنائي يقطع حصة التاريخ ليحدث الطلبة عن بطولات أسامة بن لادن في الجبال. ويطلب مدرس الرسم من طلبة الأول الابتدائي أن يرسموا طائرتين تصطدمان بالبرجين. ويكتب مدرس الرياضيات عن معادلة رياضية رموزها شهداء قتلوا فكم بقي منهم. غاب المسرح عن وزارة التربية والتعليم وتحول إلى معسكرات «لا صفية» تدرّب على الجودو وفنون القتال، وانتشرت بينهم أناشيد حماسية ذات أشواق ملتهبة عن الجهاد والمجاهدين في الجبال والكهوف، وعن أعداء الدين، ونصرة الأمة الإسلامية في كل مكان. أذكر منها نشيداً صدع به طفلي رأسي، مطلعه «أماه لا تجزعي فالحافظ الله» حتى كدت أن أخنقه أو أرسله بنفسي إلى الجهاد.


    وزارة التربية والتعليم تحتاج إلى أبلا عفت «المعلمة في مدرسة المشاغبين» التي ظنّ مدير المدرسة أنها معلم ذكر فقبلها، ليكتشف أنها أنثى جاءت تعلم الطلبة «ما هو المنطق»، والمنطق يقول صحيح أن الرقص المنفلت وتشجيع الفرق الرياضية يضران ويخلقان فوضى لا تليق بميدان التعليم، لكن تجاهلها ولا مبالاتها طوال عقود أفرغا وزارة التربية والتعليم من مناهجها، وهدما أعمدتها، وأوقفا نموها وتطويرها، فعاشت أعواماً عجافاً، بدت فيها المدارس وكأنها بيوت شخصية لسكانها يفعلون بها ما يشاؤون، ويدعون من يشاؤون لإلقاء المحاضرات الوعظية، ومكتباتها تعج بالكتب المؤدلجة، فهل تريد وزارة التربية والتعليم التي صمتت عن عملية اختطاف كاملة لنظام التربية والتعليم كله أن تقنعنا اليوم وهي تنتفض أمام مشهدين مضحكين أنها فهمت ما هو المنطق؟ تعرفي إيه عن المنطق يا وزارة التربية والتعليم؟

    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    عدد الرسائل : 29434
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 9 Empty ما العلم إلا ما علمنا

    مُساهمة من طرف waell الأربعاء 5 مارس 2014 - 9:26

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 9 Badria-Al-Besher

    الثلاثاء، ٢٥ فبراير/ شباط ٢٠١٤ (١٨:٩ - بتوقيت غرينتش)


    حين دخلت السيارة إلى السعودية في بدايات التحديث مع الملك عبدالعزيز قام أحد الرجال - وفق المرويات الاجتماعية - بتقديم العلف لها ووضعه تحت مقدمتها، ظناً أنها جمل أو شاة تحتاج إلى الغذاء، بهذا العقل القياسي البسيط فُهمت السيارة، وكان هذا الفهم البسيط يتناسب مع العزلة التي عاشها الناس في ذلك الوقت، وافتقاد المعرفة والمعلومات، وبالتالي فهمها. وهذه العزلة تسببت بارتفاع سقف الممنوعات في حياتنا واضطراب التعامل مع الجديد ورفضه، بل وجره إلى ساحة الخروج عن الدين ومحاربة أهله، ولعل أشهر معركة خاضها الملك عبدالعزيز مع جيش المعارضة في موقعة السبلة 1929 استندت إلى تكفير التعامل مع الكفار وعدم محاربتهم، ولم يكن هؤلاء الكفار سوى أهل الكويت والعراق.


    السيارة والبرق والهاتف في عهد التأسيس تسببت في صدمة ثقافية لأهل نجد في ذلك الوقت، لكنها تالياً دخلت تاريخ الطرائف، دخول التلفزيون أيضاً تسبب في معركة، ولا تزال الذاكرة الشعبية تعيش مع طرائف مثل تلك المرأة التي غطت وجهها حال خرج المذيع على شاشة التلفزيون. تؤمن الذاكرة الشعبية اليوم بأن الجهل سبب هذه الوقائع، وسببها أيضاً بساطة العقل ومحدوديته في ذلك الوقت، لكنها تقف الموقف ذاته من كل جديد يتجاوز نطاق فهمها، فإن كان الهاتف والفاكس والتلفزيون من عاديات الحياة، فإن الأمر ليس كذلك مع الشبكات الإلكترونية والفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي، الصدمة الفكرية هي ذاتها، والتحريم هو رد الفعل الاحترازي.


    ظللنا نتهرب من مواجهة الفتوى الشهيرة التي تحرم القول بدوران الأرض وكرويتها حتى مات العلماء السلفيون الذين قالوا بهذه الفتوى، وهو ما تسبب بخلق جيل من المعلمين يلجأون لتبرئة ذمتهم حين يشرحون درس دوران الأرض والتذكير بقول الشيخ الذي ينكر هذا القانون الطبيعي ويحرم قوله. اليوم لن تجد من ينكر دوران الأرض وكرويتها، لكن فتاوى التحريم لا تزال تخيط ثوبها فينقضه من يأتي بعدهم لأنهم فهموا أكثر، فهل الحرام مطلق وشمولي وأبدي أم أنه متغير وفق علم صاحبه؟


    أمس قرأت خبر مطاردة هيئة الأمر بالمعروف لما عرف بـ «أساور الطاقة»، ووصفها شيخ آخر بأنها تمائم، في هذين الموقفين خلط يشبه تقديم العلف للسيارة، أو يشبه تكفيرك إذا لبست ثوباً أو عباءة لأن من خاطها هو رجل بوذي.


    الأساور التي اختلطت على «فريق التحريم» لا تزيد على أي زي أو إكسسوار تساهم الشركات التجارية بترويجه كموضة لا يلزمها أي اعتقاد ديني، فإن كنت تركب سيارة ألمانية فهذا لا يعني أنك تتعبد على الطريقة الألمانية. في مراهقتي كانت الموضة أن نضع على جباهنا خيطاً مثل الهنود الحمر ثم اندثرت، وإذا ما ربط شاب على سبيل الموضة قطعة قماش على معصمه فإنها لا تخدش معتقداته الثابتة بالله، ولا تجعله مشركاً، أما أساور الطاقة الأخرى التي تروّجها بعض شركات الطب البديل لعلاج أمراض الروماتيزم فهي ليس ذات معتقد ديني، فلبسها لا يأتي على سبيل التبرك، بل يقوم على مسلَّمة فيزيائية لم تثبت حتى الآن صحتها، ويكفي أن تجربها حين ترهقك أعراض الروماتيزم فإن لم تفدك فيمكن تركها، وربما أن الاستعانة بخبراء الصحة والعلاج الطبيعي لشرح وظيفتها هو الحل الأمثل لإنقاذ الناس من سرقة أموالهم، بدلاً من حمل الأ‍مر إلى لجنة كبار العلماء الدينية كي يحرموا أمراً يحتاج إلى معرفة فيزيائية متخصصة.

    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    عدد الرسائل : 29434
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 9 Empty ركاب الدرجة الاقتصادية

    مُساهمة من طرف waell الأربعاء 5 مارس 2014 - 9:28

    ركاب الدرجة الاقتصادية
    بدرية البشر / متجدد - صفحة 9 Badria-Al-Besher
    السبت، ١ مارس/ آذار ٢٠١٤ (٠٠:٠ - بتوقيت غرينتش)


    عادة ما يلفت نظري الفارق الرهيب بين خدمات المضيفات حين أركب الطائرة في الدرجة الأولى أو درجة رجال الأعمال، وبينهن في الدرجة الاقتصادية. أقول في نفسي كيف يتغيّرن حالما يفتحن الستارة الفاصلة بين الدرجتين؟ لكن المرء الذي يخدم سبعة أشخاص لا يكون نفسه حين تكلِّفه بخدمة 200 شخص. الأخلاق تتغير، وأحياناً يصبح وحشاً صغيراً. الأسبوع الماضي قرر دعاة الحفلة الذين كرموني في الرياض أن يحجزوا لي على درجة رجال الأعمال في الذهاب، وما إن انتهوا مني حتى أعادوني على الدرجة الاقتصادية، لهذا وجدت نفسي أبدأ بجمع الفروقات السبعة بين الدرجتين، وأولها أ‍ن نسبة احتمال أن تجاورك عائلة معها طفل رضيع يبكي في أذنك طوال الرحلة في درجة رجال الأعمال لا تزيد على 1 في المئة، أما احتمال وجود عشرات الرضع بجانبك في الدرجة الاقتصادية فهو 170 في المئة، وهؤلاء الأطفال يبكون طوال الرحلة لأن الضغط يزعج آذانهم، بينما أمهم بعد خمس دقائق من الصياح تتعود، فيظل المسافرون يفكرون ألف مرة في طريقة لإخراس هذا الطفل. المضيفة التي كانت في الدرجة الأولى ما عادت هي نفسها في الدرجة الاقتصادية، فهي في الأولى تدلعك وتعزمك على وجبة الطعام، وحين تجدك ترفض كل عرض لدعوتها فلا تشرب شاياً ولا قهوة ولا تأكل طعاماً، فإنها تشهق بخيبة: «معقولة مش حتاكل حاجة»؟


    وفي وجبة رجال الأعمال يخيرونك بين ثلاثة أطباق من سمك أو لحم أو دجاج، والتحلية تكون إما طبق تراميسو أو كيكة بالكراميل، بينما يقدمون لك في الدرجة الاقتصادية صينية طعام من دون أن يسألك أحد ماذا تريد أن تأكل، أما التحلية فهي إصبع حلوى «مارس»، ولو فكرت في طلب كأس ماء قبل أن يأتي الطعام لأخذ حبة «بنادول» بسبب هدير الطائرة، فستنظر إليك المضيفة نظرة وكأنها تقول: «أنت ووجهك»!


    وفيما كانت الابتسامة رفيقة المضيفة في الدرجة الأولى حتى تكاد تظن أنها تتدرب على دعاية لمعجون الأسنان، فإنها في الاقتصادية عرض دائم لثبات صبغ الشفاه الأحمر الذي لن ينفرج أبداً عن ابتسامة. وإذا كان حجم السماعات في الدرجة الأولى يكاد أن يكون من جودته «طاقية» تصمّ أذنيك عن كل صوت، فإنها في الدرجة الاقتصادية بحجم إصبعين، بهما حبتا قطن تدسهما في أذنيك، تسمع من خلالها الفيلم، ومعه حديث كل الركاب. لكن من حسن الحظ أنه يمكن أن تأخذها معك إلى البيت إذا كان لديك مقعد طائرة فيه، لأنهم لا يعودون لأخذها منك، وفي الدرجة الأولى لا تسمع إلا إعلان المضيف عن المبيعات من عطور وهدايا وماكياج، أما في الاقتصادية فلا تسمع إلا «اربطوا الحزام» فيما الطائرة تهتز، وعند عرض المبيعات يمرون سريعاً، فهم - بحسب الخبرة - يعرفون أنك لا تشتري.


    وفي مقعد الدرجة الاقتصادية تضيق المسافة طبعاً فتدخل ركبتيك في بطنك، وستسمع صوت الراكب خلفك يطلب منك أن تعدل مقعدك حتى يتمكن من الذهاب إلى دورة المياه، ومهما تقدمت بمقعدك فإن هذا لن ينقذك من صوته، فتستمع لمكالمته قبل الإقلاع وهو يحجز لنفسه فندقاً في آخر لحظة، ويودع أطفاله بأسمائهم واحداً واحداً «عطني خالد.. عطني فيصل.. عطني داليا.. عطني ريما..». استغربت أن أسماء أبنائه جديدة، فيما هو ظلّ قديماً، يحجز ويودع في اللحظة الأخيرة!


    من حسنات الدرجة الاقتصادية أن تلفزيونها مثبت في ظهر المقعد الذي أمامك، فلا تضطر أن تفتش عنه كما هو في الدرجة الأولى مخبأ في جيب، لكن عليك أن تنتبه كلما تحرَّك الراكب الذي أمامك أو ضحك، فشاشتك ستهتز، وعليك أن تبعد وجهك حتى لا يرتطم به، ويجب ألا تحزن لو وقعت الطائرة، فإن الجميع سيقع بمن فيهم مضيفات الدرجة الأولى.


    حين أعلنت الخطوط السعودية أنها رفعت أسعارها فكّرت لماذا لا يرفعونها فقط على ركاب الدرجة الأولى، ويتركون الدرجة الاقتصادية طالما هذه حالهم، ويقلّلون من المضيفات، أو يحولونها إلى خدمة ذاتية، فيحضر كل قهوته معه من المنزل، فلن تفرق معهم كثيراً!

    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    عدد الرسائل : 29434
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 9 Empty نعناع» و «فوسفين»!

    مُساهمة من طرف waell الأربعاء 5 مارس 2014 - 9:30

    نعناع» و «فوسفين»!

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 9 Badria-Al-Besher

    الإثنين، ٣ مارس/ آذار ٢٠١٤ (٠٠:٠ - بتوقيت غرينتش)


    زلزل خبر نعناع المدينة أمن السعوديين وطمأنينتهم، هم الذين اعتادوا شربه مع الشاي، وبعضهم زرعه في أحواض حديقته ليقطفه طازجاً. لكن خبراً طبياً يقول بأنه يحوي مادة مسرطنة أذاعته قناة «إم بي سي» جعل مواقع التواصل الاجتماعي تسارع ببثّه بين الناس، فانتشر مثل النار في الهشيم.


    هذا الخبر سمعنا من يكذِّبه، لكن التأكيد كان أقوى من النفي، وظل الخبران متزامنين- النفي والإثبات - لا نعلم من سيحسم طالما أن وزارة الصحة صامتة، بينما نعناع المدينة المعروف لدينا باسم «الحبق» يباع على الطرقات البرية، وفي الشوارع وداخل المدن، وبأسعار زهيدة.


    القصة ليست في اكتشاف أن النعناع القادم من مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم قاتل، فغيره من المواد تباع على الطرقات، وفي عيادات الطب الشعبي، فماء زمزم مثلاً لا نعرف إن كان حقاً من بئر زمزم نفسها أم لا؟ وإن كان حقاً كذلك، فكيف يسمح لأشخاص المتاجرة به؟ وإن كان لا، فكيف سمحت المتاجرة به؟


    ليست هذه المفاجأة التي زعزعت أمن الناس النفسي وتيسَّر لقنوات الإعلام نشرها، بل أيضاً ما سجله بعض الشباب في فيلم باسم «فوسفين»، وهو وثائقي صنع بمهارة، ويتحدث عن موت ثلاثة أطفال من عائلتين مختلفتين بسبب مبيد حشري استخدمه جار لهم، صادف وجوده في العمارة نفسها، وأدى لموت الأطفال، إذ دخلت رائحة المبيد من النوافذ وقتلتهم.


    هذه المعلومات الخطرة التي تخرج من مؤسسات غير متخصصة بالصحة تشير إلى قصور المؤسسات الحكومية التي انتظرت أن يقوم بالمهمة أحد غيرها، وهي بهذا تسببت بالبلبلة، حين بقيت صامتة حتى يكشف الآخرون فداحة ما يحصل.


    مسؤولية البحث عن المعرفة، والوعي بها، ونشر التوعية، مفقودة في ثقافتنا، لهذا سيفاجئك أن تكتشف أن نعناعك مسرطن، وأن مبيداً حشرياً قادر على التسلل من نافذتك وقتل أطفالك من دون شبهة، لأنه غير خاضع للرقابة.


    نحن مصابون بقلة العلم والحد من انتشاره، وإن كنا نعرف الكثير عن الوعي الغذائي، وكم سعرة حرارية يحويها «الهمبرغر» وبعض الأغذية المستوردة، فلأن الدول الغربية هي من يخصص موازنة هائلة لدرس الدواء والغذاء، بينما نحن نهتم بفتاوى «تحريمية» ترى أن التوسع في العلم ونشر المعلومات شرّ مستطير.


    ألا تثير عجبك فرق تنتشر في صحارى «نيفادا» تفتش عن عظام الديناصورات وكأنها تفتش عن مجوهرات ثمينة، وتصطف الدراسات في مراكز البحث، وتنشرها المجلات العلمية، وتزدحم الحفريات في متاحفها، بينما أكثر ما أقلق علماء الشريعة لدينا هو توافر رحلات سفر للمريخ، سارعوا إلى إصدار فتوى تحرِّمها لأنها مؤذية!


    نتصور أن المعرفة مصدر قلق وليست مصدر تقدم وازدهار، لكننا في المقابل كلما اكتشف علماء الغرب حقيقة كونية أو معاشية، سارعنا نتباهى بأنها ذكرت في القرآن، وأنها دلالة على أنه حق من عند الله.


    طالما أن هذه الدلائل هي ما قال الله تعالى عنها: «لكل نبأ مستقر ولسوف تعلمون»، فلماذا لم تكن من جهود بحثنا نحن لا هم؟ وإن كنا نحن المسلمين من أمرنا الله أن نسير في الأرض لنعلم كيف بدأ الخلق، فلماذا لا نسير ونحفر ونجمع الدلائل العلمية؟ ولماذا يقلقنا البحث العلمي، ولا يقلقنا أن نستورد لقاحات الشلل والسلّ لأطفالنا من هذا الغرب الذي نصوّره عدواً لنا؟


    نعناع المدينة الذي خوَّفنا ليس سوى بقعة صغيرة في دائرة جهل واتكالية واعتماد على الآخر، فسامح الله من تجرّأ وخدش هدوء الناس وطمأنينتهم، فالجهل عندنا نعمة!

    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    عدد الرسائل : 29434
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 9 Empty معرض الكتاب للنكت السوداء والبيضاء

    مُساهمة من طرف waell الأربعاء 5 مارس 2014 - 9:33

    معرض الكتاب للنكت السوداء والبيضاء
    بدرية البشر / متجدد - صفحة 9 Badria-Al-Besher
    الأربعاء، ٥ مارس/ آذار ٢٠١٤ (٠٠:٠ - بتوقيت غرينتش)


    الواعظ الذي ظهر في مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة الذي اختتم أخيراً، لم يكن وحده، بل صاحبه فريق مكون من شرطي ومرافقين أحدهما تولى دور المذيع وقاطع «فرقة الباحة» التي كانت تؤدي عرضاً فولكلورياً يتلو شاعرها أهزوجة تراثية، دخل عليهم الواعظ ممثلاً دور ضيف مهذب أوقف الأهزوجة وهو يقول «لقد هيضني غناءكم»، هكذا حياهم تحية طربية. «يا سلام يا شيخ»، ثم سلّم عليهم ولم يأخذ المايكروفون بنفسه، بل أخذه المرافق المذيع وقدّم للجمهور الواعظ الفذ الذي جاء كي يلقي إليهم كلمة لم تكن ضمن البرنامج طبعاً، ولم تستطع هذه الكلمة أن تنتظر القوم حتى ينهوا فعاليتهم، فما هو هذا الكلام المهم الذي اضطر هذا الواعظ لقوله؟


    أخذ الواعظ المايكروفون وقال إنه جاء ليدعو لهم، ودعا الله «أن يجعل كل امرأة في المكان أجمل زوجة في عيني زوجها، وأن يجعل كل رجل في المكان أجمل زوج في عيني زوجته»، ثم قال: «أوصيكم بصلة الرحم، فمن يمنع زوجته أن تزور والديها يعاقبه الله، ولا تضربوا زوجاتكم ضرباً عنيفاً فتكونوا من أشرار العرب، ومن ضرب زوجته اليوم عليه أن يحضر لها هدية، ويجب أن تعاملوهن معاملة الأسير، فالزوجة كما قال ابن القيم في مقام الأسير عند زوجها، ولا تضربوا أولادكم على الوجه» فلديه بحث نتائجه مرعبة عن أضرار ضرب الوجه. لم تتجاوز العظة هذه الأفكار الساذجة التي يعرفها الجميع، ثم أنهى حديثه قائلاً إنه كان بوده أن يهزج معهم لكنه لا يعرف. «جزاك الله خيراً يا شيخ»، هذا ما ردده رجل من فرقة الباحة «كان دوره أن يطلق باروداً في الهواء» ورأى في هذه المقاطعة بياناً وسحراً، لهذا أصرّ أن يطلق أمام الواعظ طلقتين تحية له على مقاطعته ونصحه لهم، ليدخل الجمهور في وجوم. ثم ذهب الشيخ كي يمارس هوايته في مقاطعة فعاليات الجنادرية الأخرى ويدعو لهم ولزوجاتهم ويوصيهم بصلة الرحم، وبعدم ضرب الزوجات الأسيرات بعنف.


    هذا الشيخ يرى أن كلامه أهمّ من كل ما يحدث حوله من أهازيج الناس ومن برنامج المؤسسة المنظمة لهذه الفعاليات، فهو لديه بحوث عن صلة الرحم وعدم ضرب الأسيرات. وهو وحده الذي يعرف أن يقول هذه الكلام، لكنه هو وجمهوره المتحمس له سيكونان أول المعارضين للتشريعات القانونية المتعلقة بمنع العنف والتحرش بالنساء والأطفال، لأن المجتمع لا تنصلح حاله إلا بالعظات، أما القوانين فإنها تلغي دورهم.


    ليس هذا الآن هو المهم، المهم كيف استطاع هذا الواعظ مقاطعة الفعالية؟ وكيف تأتّى له أن يصطحب شرطياً ومذيعاً؟ فوجود عنصر من الأمن معه يعني أن هذا الفعل تمّ بدراية الجهة المنظمة، وإن كان الأمر كذلك فلِمَ لا تنظم له مكاناً خاصاً للعظة وتترك الفعاليات من دون مقاطعة؟


    مع بداية معرض الكتاب الذي انطلق مساء أمس وتنظمه وزارة الثقافة والإعلام، سيكون لفرق الاحتساب التي تدربت على عمليات الاحتساب المنشورة في جنبات الفضاء الإلكتروني حضور لافت للنظر، وبدايته جاءت من تحذير أولي أطلقه أحد الوعاظ المشهورين يوصي «بعدم ذهاب المرء منفرداً إلى معرض الكتاب» وأن عليه أن يأخذ معه موجهاً ناصحاً خبيراً «كي يقيه شر الوقوع في بحر الظلمات الفكرية، فكل كتاب يقرأه إما ينكت قلبه نكتاً بيضاء أو سوداء»، الجدير بالذكر أن النكتة المقصودة هنا ليست لها علاقة بالإضحاك إلا في مضمونها، فالناصح الخبير لن يكون سوى «سوبرمان» يستطيع من نظرة واحدة أن يميز الكتاب ذا النكتة السوداء من البيضاء ومن بين آلاف دور النشر وملايين الكتب.


    فكر الاحتساب هو فكر وصاية واعتقال يجعلك بالضبط كالأسير عنده يفعل بك وبعقلك ما يشاء، لكنه في الوقت نفسه لا يدرك أنه في عصر الدولة، وأن القوانين لا تجيز الاحتساب المنفلت الذي يقاطع الفعاليات والأمسيات الثقافية، وأنها وحدها من تنظمه وتقننه، وفي الوقت نفسه لا يلتزم بقول الله تعالى «لست عليهم بمسيطر». إنه لا يرى نفسه إلا وكيلاً وحارساً على كل الناس. وقانا الله وإياكم شر النكتة السوداء.

    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    عدد الرسائل : 29434
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 9 Empty والشعب أيضاً مستبد وحرامي!

    مُساهمة من طرف waell السبت 8 مارس 2014 - 6:57

    السبت، ٨ مارس/ آذار ٢٠١٤ (٠٠:٠ - بتوقيت غرينتش)


    لو أنكم شاهدتم حشود الأوكرانيين وهم يدخلون القصر الذي فرّ حاكم أوكرانيا وتركه لضحكتم، فعلى رغم كل ما قيل عن سيكولوجية الجماهير التي كتبها جوستاف لوبون، التي تقول إن الحشود تفقد صوابها وتجن بسبب عدوى الهمجية، فيتحول الفرد إلى نعجة في قطيع هائج منفلت، إلا أن الشعب الأوكراني كذّبها وجعل منها نظرية قديمة جداً. ظهر أفراد الشعب الأوكراني وكأنهم تلاميذ مهذبون في زيارة مدرسية يتفرجون ويقولون حِكماً. يعرفون أنهم فقراء وأن الحاكم غني، لكنهم تساءلوا: ما قيمة هذا المال الذي يشتري ما لا يفيد، فهو يصُفّ سيارات لا يركبها في كراج قصره، وشاهدوا بأعينهم قوارير «فودكا» تحمل اسمه، وصحوناً صنعها له المصمم فيرساتشي، لكن هذا الشعب كان يتفرج فقط، يمد يده لآنية، ثم يحملها بين يديه ويتفحصها ليعيدها إلى مكانها، والصحافي يسأل: «لِمَ لا تسرقونها، فصاحبها لص ويستحق السرقة؟»، فيجيبون: «لا. لا نريد أن نكون لصوصاً مثله».


    «اعمل بوز لو سمحت»، وانتقل إلى عشرة أعوام مضت. هل تتذكرون الحشود التي هاجمت قصر صدام حسين وترجمت حرفياً نظرية سيكولوجية الجماهير المنفلتة من عقالها، فسرقت كل شيء يمكن سرقته؟ أحدهم ظهر يحمل كرسي مكتب بدواليب، وآخر حمل مواسير، كل شيء تقريباً سُرق. هؤلاء الذين اتهموا الحاكم بسرقتهم ما إن حانت الفرصة حتى صاروا مثله وسرقوا، أما الذين لم يسرقوه، فحملوا أحذيتهم وضربوا صوره! المشهد تكرّر حين اقتحمت بعض الجماهير قصور الرؤساء الهاربين في الثورات العربية، فأما من وقع في قبضتهم فقد ضربوه وقتلوه، أي مارسوا الشيء نفسه.


    لقد أثبت بعض أفراد الشعب العربي الذين اشتكوا من اللص الكبير أنهم لصوص ما إن تحين الفرصة، وكذلك الدمويون الذين اشتكوا من الدموية، أنهم لا يقلون دموية عن الدموي الأكبر. هذا أيضاً يذكرنا بالمعارضة السياسية التي هي من نسيج الشعب نفسه، فالمعارضة العربية التي طالما ناحت وبكت، وصوّرت نفسها وهي تعيش مظلومية قاسية من حرمان المشاركة السياسية وحق التعبير والرأي، ما إن أوصلتها الثورات العربية إلى السُلطة حتى فعلت ما كانت تشتكي منه، فاختطفت النتائج ولوَت الحقائق، وصادرت الحريات، وقامت بتعيين الأقارب والموالين في المناصب، وشكّلت حكومة بحسب الولاء والطاعة لا بحسب الكفاءة، وركبت السيارات الفاخرة، واستحوذت على المال، ودخلت شريكة في كل صفقة مالية. أما الجماعات الإسلامية فمصيبتها أعظم، فهي ادعت أنها تعارض السُلطة القائمة لأنها لا تحافظ على الدين، وأقل صلاحاً وتقوى، واتهمتها بالجشع وسرقة أموال الناس وممارسة الحرام، لكنها ما إن تتحكم في سلطة سياسية أو مالية حتى تقع في الشيء نفسه، فتجد عناصر منها اتّجرت بالبلايين، وبعضهم ضبطوا مع نساء في خلوات مشبوهة، أو بتعاطي مخدرات، ومنهم من يُجري جراحة تجميل لأنفه، ويقول إنه تعرض لاعتداء وسرقة، أي حرامي وكذاب!


    الشعب العربي كله الذي اشتكى من الاستبداد والعنصرية، وحرمانه من حق التعبير، ما إن امتلك فرصة التعبير في وسائل التواصل الاجتماعي حتى صار مستبداً بالآخر، وأكثر عنصرية من سُلطته.


    توقف العرب عند حكمة شعبية تقول: «هيك شعب بدوا هيك حكومة» أو «كما تكونون يولى عليكم»، لكن هل هذا يعني أن هناك شعباً نزيهاً بطبعه، وشعباً فاسداً بطبعه؟


    المجتمعات المتقدمة التي عالجت وطورت النظرية السياسية - متخذة من أخطاء الماضي دليلاً - أقرّت أن البشر هم أنفسهم في كل مكان وزمان، لكن السُلطة المطلقة مفسدة مطلقة، لذا جعلتها لا تتجاوز الأعوام الثمانية، وهي لا تترك الصناديق تقرّر فقط، بل وضعت قضاء مستقلاً يحاكمها، وتشريعاً مستقلاً لا يخضع لمصلحة المستفيد والقوي، وتركت الأحزاب والرؤساء يتنافسون في لعبة السُلطة، لكن تحت مجهر حرّ من النقد والتقويم - وأحياناً السخرية - اسمه «الصحافة» ينكد عليهم، فلو ابتسم الرئيس أكثر من اللازم لوزيرة شقراء، فسيجد المذيع في برامج المساء يصيح به «جرى إيه يا ريس؟»، ولن تُغلق القناة، ولن يتوقف الرئيس عن الابتسام للشقراوات ولكن بأدب، وهو يقول: «الله يقطع الصحافة»!

    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    عدد الرسائل : 29434
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 9 Empty من «داعش» إلى «معرض الكتاب»

    مُساهمة من طرف waell السبت 15 مارس 2014 - 13:20

    الإثنين، ١٠ مارس/ آذار ٢٠١٤ (٠٠:٠ - بتوقيت غرينتش)


    نشرت جريدة «الشرق الأوسط» قصة «المراهق أيوب»، التي غدت مشهداً مألوفاً وحاضراً بقوة في الواقع العربي، الذي يتخبط بين شعارات المستقبل الواعدة بالحرية والعدالة والمساواة والرغبة في التخلص من الطغيان، وبين أبطال هذا المشهد وهم «داعش» و «النصرة» و «القاعدة»، الذين يقودون إلى الماضي، لكنهم استطاعوا أن يسيطروا على بعض الشبان بشعارات إسلامية براقة، فاختطفوا الأطفال والمراهقين والشبان من بين أيدي أهليهم.


    أكثر ما لفت نظري في هذه القصة التي نشرتها هانا لوسيندا سميث بعنوان: (من ليبيا إلى سورية... جيل من المراهقين تجندهم «داعش»)، هي عبارة «جيل المراهقين المتعطش للقتال». لاحظوا متعطش للقتال، بل ومعادٍ لشعارات الحرية والعدالة والمساواة والديموقراطية، التي هي شعارات الحياة. الشبان صاروا يقدسون الموت لا للحياة.


    القصة تقول إن الأخ الأكبر محمد الليبي الذي قاتل مع الثوار لأجل سقوط القذافي صار أنموذجاً فاتناً لأخيه المراهق الصغير أيوب (15 سنة)، فراح يردد: «أريد أن أصبح مثلك وأن أقاتل»، فوقع بين يدي المنظّرين للجهاد، الذي يجمعون صغار السن ويستخرجون لهم أوراقاً ثبوتية وجوازات سفر وتذاكر طيران ويرسلونهم إلى سورية.


    محمد تلقى اتصالاً من والدته في كانون الأول (ديسمبر)، وتقول إن الصغير أيوب اتصل بها وهو يركب الطائرة، معلماً إياها أنه خرج للقتال في سورية. فركب أخوه محمد الطائرة في اليوم التالي ليفتش عنه في الحدود السورية - التركية القريبة من مناطق القتال، واكتشف أنه لم ينضم إلى «الجيش الحر»، بل إلى «داعش». ضاع بين المعلومات المتضاربة والطامعين بسرقة ماله، لم يجد أيوب على الأرض، لكن وجده في العالم الافتراضي «تويتر»، «فيسبوك»، و «أنستغرام»، ووجد مقطعاً مصوراً لطفل نحيل قصير يبدو وكأن عمره 13 سنة، هو أيوب الذي ظهر في الصورة مرتدياً جلباباً كاكياً وسترة مموهة ويحمل بيده «كلاشنيكوف»، وحين حاول أخوه أن يتواصل معه لم يرد عليه إلا بكلمات من التهديد، حشتها «داعش» في دماغه «لست مسلماً صالحاً، وإن وجدتك قتلتك»!


    محمد عاد إلى ليبيا لا يلوم إلا نفسه، فهو يقول إنهم هم الثوار الذين قاموا بالثورة ولم يكملوها، فتركوا أطفالهم وعائلاتهم نهباً للجماعات والعصابات الإسلامية التي سرقت أبناءهم وحولتهم إلى بندقيات، ولن يتورعوا عن قتل إخوتهم أيضاً، لأنهم آمنوا بدين أخرج الناس كلهم من الإسلام، ولم يُبقوا سوى جماعتهم الصغيرة فيه.


    نحن اليوم نتفق على تجريم هؤلاء قانونياً ومحاربتهم، بمن فيهم هؤلاء الأطفال والشبان المختطَفون عقلاً وجسداً، لكننا في المقابل نتسامح مع الأدبيات التي زرعت في نفوسهم كما وصف التقرير «التعطش للقتال» وتصفية الخصم. كل ما قدمنا لهؤلاء الشبان اليوم أننا أفقرنا حياتهم من التعليم العصري الذي يربطهم بالمستقبل وبالتنوير، وحرمناهم من ممارسة الهوايات التي تبني عقولهم وأجسادهم، ومن الحرية التي تحترم استقلاليتهم وعقولهم وتفكيرهم، وتحثهم على البحث والإبداع، فما الذي بقي لهم؟


    حين تجف الحياة إلى هذا الحد فإنها تصبح مرعى خصباً ينمو فيه عالم افتراضي. مثال خيالي لا يوجد إلا في خطابات هذه الجماعات التي تحشو عقل الشبان بأن الحقيقة المطلقة لديها هي، وهي من يعرف كيف توصلهم إلى الجنة بأقصر الطرق وعبر شواهد من التاريخ الإسلامي الذي عاشه الأوائل، وما عليهم سوى أن ينضموا إليهم وينتقوا أسماء مشابهة لهذا التاريخ، مثل أبو طلحة أو الفاروق أو أبو بكر، وما أن يغير الشاب اسمه ويحمل سلاحاً ثم يموت سيجد الصحابة كلهم في انتظاره، وسيحصل على حصة من حوريات العين ويعيش بينهن ملكاً.


    في «معرض الكتاب» المقام حالياً في الرياض ظهر شبان متعطشون أيضاً للجهاد، اقتحموا المعرض - بحسب قولهم - كي يفتشوا عن كتب الإلحاد والانحراف العقائدي، ومنع اختلاط النساء بالرجال. «معرض الكتاب» سوق كبيرة للكتب، تنظمه وزارة كبيرة، هي وزارة الإعلام، وتحرسه عشرات الجهات الأمنية، ومقام في بلد مثل السعودية ولا أحد يشك في حرصها على الإسلام، وترتاده عائلات لم تعرف طوال حياتها سوى منهج المحافظة والتقليد، وعلى رغم هذا جاء الشبان المحتسبون يفتشون عليهم.


    هؤلاء أيضاً مُختطَفون ولا يعبّرون عن أنفسهم، بل عن آخرين حشوا أدمغتهم بأدبيات أفقرت إحساسهم بالحياة وبالحضارة وبالتمدن التي هي مفاهيم عصرهم، وحبستهم في ماضٍ متواضع ومحدود، لكنه غني بحكايات الحماسة، مثل حكايات «علي بابا» و «روبن هود»، يريدون أن يكونوا أبطالاً، يسرقون المال من الأغنياء ويوزعونه على الفقراء، في وقت لم يعد الناس فيه يعيشون في القلاع ولا يعيش اللصوص في الكهوف.

    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    عدد الرسائل : 29434
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 9 Empty أريد أن أموت

    مُساهمة من طرف waell السبت 15 مارس 2014 - 13:22

    الأربعاء، ١٢ مارس/ آذار ٢٠١٤ (٠٠:٠ - بتوقيت غرينتش)


    أنا كاتبة ولكني أيضاً أم، وكل مشهد لشاب يخرج في تسجيل ويروي تجربته المؤلمة يتحرك قلب الأم بداخلي وأشعر بالألم من أجله، أعرف أن الشباب هو عمر الحماسة والبحث عن الذات ومحاولة تأكيدها، لكنني أعرف أيضاً أن هناك فطرة سوية هي الأشد حماسة لنصرة الضعيف والوقوف بجانب المظلومين ومساعدة المحتاجين، هي التي تفور في هذه السن، وكل الشباب الذين ضلوا طريقهم أو اهتدوا حرّكتهم هذه القيم، لكن شباب الجماعات الإسلامية المنحرفة لديهم قيمة واحدة عليا تدعو إليها، ولحراكهم نتيجة صماء لا تفسر ما قبلها هي الموت.


    «أريد أن أموت، كنت أريد أن أقتل، تمنيت أن أقتل أنا وصديقي، كنت أريد أن ألحق بأخي المقتول في سورية»، هذه العبارات كانت الأشهر في حديث الشاب السعودي سليمان السبيعي الذي سجلته وبثته «العربية» بعد أن عاد من سورية ومعه رشده، يصف فيه صراعاً فكرياً وقيمياً عاشه مع «داعش» و «النصرة» وفصائل القتال هناك، نقل حقائق أتمنى لو تبثها المؤسسات التعليمية والخيرية في المدارس وفي الأسواق مثلما كانت تبث صور الحروب في الشيشان وأفغانستان أيام الحماسة والدعوة للجهاد. هذه المقابلة يجب أن تبث في مدارسنا كي يعرف مراهقونا وشبابنا أي مصير ينتظرهم لو أنهم استجابوا لهذا النوع من المغامرات.


    هل خان التعبير هؤلاء الشباب الذين تمنوا الموت، فخرجوا للقتال لا يملأ جنباتهم سوى الرغبة في الموت؟ ستقولون مصححين لي إنهم تمنوا الشهادة في سبيل الله. وأنا أقول إني أفهم، لكن الشهادة ليست عبارة مباشرة يقولها المرء وينتهي منها. والشهادة لا تقود إلى واقع وصفه السبيعي حين وجد الفصائل المدعية للإسلام تقاتل بعضها وأنه وجد السعوديين في سورية يقاتلون بعضهم، ووجد أن معظم الشباب المجند يقع بين 20 و25 عاماً.


    الإسلام هو دين الفطرة، لهذا فإن الشهادة ليست مصطلحاً منفصلاً عنها، لهذا فإننا لا نتحرك كي نموت بل كي نعيش وننصر الضعفاء، كي نوقف الطغاة، كي ننقذ الأطفال من القتل، كي نسخّر ما منحنا الله من علم وقوة لمساعدة المنكوبين. الطبيب الفرنسي المسيحي الذي دخل سورية أثناء الثورة قال إنه ذهب كي يساعد الناس الذين ظلمهم القتال في سورية ويعالج الأطفال، لقد تحدث بضمير إنساني لا يختلف معه الدين في شيء، كذلك فعل معظم الصحافيين الغربيين الذين دخلوا سورية كي ينشروا الحقائق، هذه القيم هي ما يحرص الإنسان عليه كي يرقى بوصفه إنساناً، لكن الموت حين يكون هدفاً فهذا ليس سوى عارض سوداوي منحرف يجب أن نفتش عما قبله.


    سليمان السبيعي الذي استمعت إلى قصته كان واضحاً وضوح الشمس وقالها هو بصراحة «إن مقتل أخيه الأكبر عبدالحكيم صدمه»، وهو أخ لم تربطه به علاقة حميمة كونه قضى أعواماً في السجن وحين خرج لم يبق مع عائلته سوى أشهر ليفاجأ بعد ذلك بهربه ثم مقتله في سورية. سليمان كان يعيش صدمة الموت، خصوصاً حين تكون هذه التجربة مع قريب مثل أخ. لهذا تحول سليمان من شاب هازل يروي الطرائف في برنامج «كيك» دائخاً من شهرة منحها له «كيك» إلى شاب يشغله كيف يموت ويلحق بأخيه، وبحسب وصفه فقد اتخذ قرار السفر إلى سورية فجأة وفي أقل من ساعة.


    النضال الإنساني مربوط بالتعاطف مع الناس، والأديان جاءت لتعلي من هذه القيم مثل نصرة الضعيف ووقف الظلم، لكن الفصائل المتحمسة للقتال لم تكن تعيش ولا تعلم سوى شهوة القتل، لهذا فإنها كما قال سليمان السبيعي كانت تكفّر بعضها بعضاً كي تجد حجة لتقتل، وهي أيضاً تكذب وتزوّر وتغتصب وتمثل بالجثث من مبدأ ميكافيلي «الغاية تبرر الوسيلة».


    أنا سعيدة بنجاة سليمان السبيعي الذي أنقذه الله ثم عقله اليقظ، ولعله شفي بشجاعته وبمواجهة الموت وعاد، كما أتمنى أن يعود لطرافته ولـ «كيك» كي يدافع عن الحياة وعن الشباب المغرر بهم، وعلينا مساعدته.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65528
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 9 Empty كتالوغ» الرجل

    مُساهمة من طرف waell السبت 15 مارس 2014 - 13:23

    السبت، ١٥ مارس/ آذار ٢٠١٤ (٠٠:٠ - بتوقيت غرينتش)


    الرجل في بلادنا يعاني مشكلات عدة، مثله مثل رجال في بلاد الله الواسعة، فقد اعترف مجلس الشورى منذ فترة بأن ما نسبته 70 في المئة من السعوديين بلا مساكن، وأن البطالة بلغت 11.7 في المئة بين الشباب، غير مشكلاتنا مع البيئة والمرور والإرهاب، وتزايد الضغط النفسي المسبب لأمراض السكر والضغط والقولون. إلا أن وزارة الشؤون الاجتماعية كانت الأسرع في حل مشكلات الشباب، إذ أعلنت أنها ستلزم الفتيات المرشحات للزواج بدورة تدريبية «لفهم الرجل»، ويبدو أن الوزارة وضعت هذا الاستثمار لتقلل من الخسائر التي يعانيها مشروع «مساعدات الزواج»، فهي لا تريد أن تبذل المال لمثل هذه المشاريع ليفشل الزواج بعدها، ويذهب معه المال، فما الحل إذاً لنجاحه؟


    الحل أن تفهم الفتاة الرجل، وتعرف كيف تدير أزراره بريموت كنترول «التفهم»، الذي تقدمه لها دورة تدريبية!


    يبدو أن وزارة الشؤون الاجتماعية عثرت على الشفرة السرية للرجال، وقررت أن تختبرها بتدريسها للفتيات الخاضعات للدورة، فإذا نجحت يمكن نشر نتائجها وبيعها في سوق الزواج والمتزوجين عبر كتالوغ خاص يوضع مع كل زوج يتقدم لفتاة، وسيكون أول سؤال تسأ‍ل عنه العائلة: هل ولدكم معه كتالوغ؟ وستكون الفرصة التي تميز شاباً عن آخر دائماً هي أن «معه كتالوغ»، وربما تتفاخر المتزوجات في اجتماعاتهن بقولهن: «أنا زوجي لما تقدم لي كان كتالوغه معه»، والأخرى الأكثر رومانسية ستقول: «أنا وقعت في غرام كتالوغ زوجي منذ أول حرف فيه». ولو لقي المشروع اهتماماً واسعاً، وخضع للتطوير، فربما تتقدم الدراسات الأسرية والاجتماعية لتجعل للرجل «كتالوغاً» وللمرأة «ضماناً».


    ليس اعتراضي هنا على عبقرية التخطيط فقط، والتي ترى أن علاقة الزواج من طرف واحد لا من طرفين يلزمها تأهيلهما، بل هو أننا نسرف ونضيع وقتاً ومالاً لنضع قواعد تجعل طرفاً يخدم طرفاً، وتسخِّره له، وتجعله مطواعاً، ولو حدث أن الطرف الآخر استخدم صلاحيته أو حقوقه بطريقة غير قانونية أو إدارية أو إنسانية، فإنه ليس من حق أحد - لا مؤسسة ولا قانون - أن يضبطه أو يعاقبه، وليس لنا سوى الدعاء بأن يهديه الله ويعيده إلى رشده.


    هذا النوع من الاجتهادات ليس نادراً ولا فريداً، فمؤسساتنا تحار كيف تخدم الرجل وتقدم له كل التسهيلات ليصبح مواطناً صالحاً وقليل المشكلات، فهي تطارد النساء في الأسواق والأماكن العامة لكي يضعن الغطاء على وجوههن، ويغطين أعينهن، ويكتمن ألوان الثياب التي تخرج من أطراف عباءاتهن، حتى لا تزلَّ عين رجل فيقع في فتنتهن، ويتسبب لنفسه بمشكلات! وفي المدارس والجامعات تعطى الفتيات دروساً في الفقه تشرح لهن «حكمة تشريع الزواج من أربع»، أو «أن الزوج لا يلزمه الصرف على علاج زوجته في المستشفى، أو شراء الدواء، فإن فعل فهذا من باب العرف والكرم والمنّة»، أما الزوجة فتلزمها قراءة الكتالوغ.


    وزارة التعليم العالي قامت بابتعاث الإناث كحق من حقوقهن كمواطنات، وقاربت نسبتهن الـ30 في المئة من عدد تجاوز الـ100 ألف مبتعث، لكنها تنبّهت أخيراً إلى أنهن ربما يتسببن بمشكلات «عويصة» لمواطننا المبتعث المسكين في الخارج، وتوريطه بقانون لم يألفه، فحذّرت المبتعثات من أن يلجأن للمحاكم الأميركية، ولو فعلت إحداهن ذلك فستحرم من بعثتها، فلو صفعها الزوج على خدها أو قطع أنفها - كما فعل أحدهم بزوجته منذ أيام في السعودية - أو حاول خنقها في الشارع العام، فعليها ألا تلجأ للمحاكم الأميركية، بل تركب الطائرة وتعود لترفع عليه قضية هنا في محاكمنا، حيث ستؤجل قضيتها 10 مرات ثم ينظر إليها القاضي ويقول: «..........»


    يمكنكم ملء الفراغ حتى أعود!
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65528
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 9 Empty تعليمنا: إلى الخلف در!

    مُساهمة من طرف waell الإثنين 17 مارس 2014 - 10:52

    الإثنين، ١٧ مارس/ آذار ٢٠١٤ (٠٠:٠ - بتوقيت غرينتش)


    حاولت أن أفهم وأنا أقرأ خبراً نشرته صحيفة «الحياة»، يحاول فيه مسؤول من وزارة التعليم العالي أن يعلن براءته من دم «منهج التربية البدنية للفتيات»، ثم يقذف مسؤولية فتحه والتصدي له إلى وزارة التربية والتعليم، قائلاً إنه أثناء اجتماعاتهم مع وزارة التربية لم يفتحوا هذا الملف، وأن من فتح الملف هو وزارة التربية والتعليم، وحين تلقفت الوزارة السؤال عن هذه الكرة المشتعلة بحريق المسؤولية وجسامتها، لم تجد سوى كلام كبير تدفع به الشبهة عن نفسها، قائلة إنها «تتعامل مع رياضة البنات ضمن ملف وطني شامل لتطوير التعليم». لا إله إلا الله، «ملف وطني» و«منهج تطوير التعليم»!


    هل تصدقون أنني في منتصف الثمانينات كنت ألعب ضمن فريق من الفتيات لعبة «الطائرة» في جامعة الملك سعود، وتدربنا سيدة مصرية خفيفة الظل، وتوفر لنا الجامعة ملعباً رياضياً ضخماً وبمواصفات عالمية خصص لطلاب الجامعة، بينما يخصص يوم الخميس للطالبات فقط، وتحملنا الجامعة بالحافلة من مركز الدراسات الجامعية في عليشة، حتى ملعب القبة الهوائية، وسائق الحافلة هو الرجل الوحيد الذي نختلط به ونراه، ونمضي النهار هناك نمارس الألعاب الرياضية في ملعب مغلق، لم نحتج وقتها إلى شعارات تطوير التعليم ولا إلى ملف وطني ولا إلى جبهة تحرير وطنية. ولو عدتم الى مذكرات بعض المسؤولين الذين تحدثوا عن تعليمهم في مطلع حياتهم، لقالوا لكم إنهم لعبوا الرياضة ودرسوا اللغتين الفرنسية والإنكليزية، وسافروا في رحلات طالبية إلى مصر وتركيا وزاروا متاحف ومراكز علمية. ولم تقم الدنيا ولم تقعد علينا حتى هبت عواصف الصحويين منتصف الثمانينات، فكنست تعليمنا وأفقرته ووضعت مناهج على هواها، فصارت مناقشة موضوع رياضة الفتيات وكل ما يتعلق بالنساء تعكيراً للسلم الأهلي، وصارت حصص الرياضة كرة ثقيلة يرميها كل مسؤول على الآخر، ولا يزالون يدرسون ويدرسون رياضة الفتيات ضمن ملف وطني شامل لتطوير التعليم الذي تخلف، وإلا كيف أصبحت حصة رياضة الشغل الشاغل لتطوير التعليم؟ وكيف تراجعت المناهج والحصص الرياضية والرحلات الخارجية، وصارت تلزمها شعارات براءة مثل «ملف وطني» و»تطوير» وهي من بديهيات التعليم؟


    هل تظنون أن الخوف من المواجهة هو السبب؟ فالمسؤول يظن أنه بالإمكان العمل في الخفاء والبعد عن الإعلام كشرط أساسي للنجاح، ولأن هذا مستحيل في وزارات تتعلق بنصف السكان إن لم يكن كلهم، لهذا سرعان ما يجد نفسه في مواجهة طاحنة مع من يسمون أنفسهم «الإسلاميين» الذين هم أبعد عن الإسلام من كوكب زحل، وإلا فما الذي يقلق الإسلاميين من حصة رياضة بدنية في مدرسة بنات ومدربتهن امرأة؟ من أشهر تحفظات الإسلاميين «أين تغير الفتيات ملابسهن؟»، مع أن مدارس البنات الخاصة التي تقر التربية البدنية تشترط ارتداء ملابس الرياضة تحت المريول، حتى لا يضطررن للإجابة عن هذا السؤال. أما آخر التحفظات فأنهم يريدون المحافظة على الفتاة حتى تصل البضاعة إلى الزوج «صاغ سليم» من دون خدش أو كسر.


    أظن أننا لسنا بحاجة إلى مناقشة هل تلعب الفتيات الرياضة أم لا؟ بل أن نضع حوافز وجوائز لمن لا يزال يحب لعب الرياضة؟ ففتياتنا - وفتياننا - ينشطون في أكل الحلويات والتحديق في شاشة «بلاكبيري» و«آيفون» والنوم الطويل وتراكم الدهون وهشاشة العظام، فيما لا تزال الوزارة ذات التعليم العالي مع زميلتها التربية والتعليم تتقاذفان كرة الحصة البدنية أيهما يكفلها ومن يفتح صدره لرصاص المواجهة؟ لديكم حل واحد: اتركوا شعار «تطوير التعليم» وارفعوا شعار «العودة إلى الخلف»، فالخلف ممتاز. كانت الرياضة ضمن مناهج التعليم، وكذلك كان المسرح حاضراً والموسيقى والفنون، دعونا نرجع إلى الخلف جزاكم الله عنا كل خير، إلى الخلف رحم الله والديكم.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65528
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 9 Empty الله يكفيكم شر الشهرة

    مُساهمة من طرف waell الأحد 23 مارس 2014 - 10:44

    الأربعاء، ١٩ مارس/ آذار ٢٠١٤ (٠٠:٠ - بتوقيت غرينتش)




    الشهرة هي عارض جانبي يصيب الناجحين والناشطين في المجالات العامة، والشهرة عادة لا تكون هي الهدف من ذلك النشاط، بل تلحق به، وأكثر من يعرف أضرارها هم المشاهير الذين يدفعون ثمن فقدان حياتهم الخاصة جراءها، فتعرّضهم الشهرة للتعامل مع بشر بأمزجة وطبائع مختلفة، ومهما أخطأ الناس في تعاملهم معه فإن الشهير يلزمه التعامل معهم بلباقة. هذا وأنا لم أتحدث بعد كيف يصبح الشهير طريداً للصحافة الصفراء التي تتلصص عليه محاولة اصطياده من غير «هدوم»، وإن لم تكن هذه الصحافة الصفراء مسموحاً لها في بلادنا فلدينا وسائل نشر صفراء، خصوصاً عبر «واتساب» و «آنستغرام» و «تويتر» التي تتحفز لالتقاط المشهور في أوضاع لا تسرّ الحبيب.



    اليوم وبسبب هذا الإعلام الجديد الذي لا يلزمه منتج ولا سيناريو ولا مصورون محترفون صار لدينا الكثير من المشاهير، وبالمناسبة فإن الشهرة مدوخة، فهي تنفخ فيك الشعور المفرط بأنك أصبحت معروفاً وصرت حديث الناس ولديك جمهور من المتابعين، ابنتي أمس تقول لي: هل تعرفين كم أصبح لديّ على صفحة «فايسبوك»؟ 20 طلباً! هي ترى أن 20 في معيارها رقم كبير وقد أصبحت مشهورة جداً. أحد المشاهير الذي لم يكن يمتلك غير خمسة أصدقاء وموهبة متواضعة في الإضحاك صار لديه 3 آلاف متابع في «كييك» وكل ما يقدمه لهم هو وصلة تقليد من الرقص والكلام المكسور. أما مشاهير «آنستغرام» فهم يصورون طرائف مع أحد أفراد عائلتهم وهو يقلد طريقة شعبية في الرقص أو الأهازيج. البلاد العربية صارت منزلاً واحداً يعيش جميع أفراده في «آنستغرام» أو «فايسبوك»، أحد مشاهير «كييك» ببضعة آلاف من المتابعين شعر بنفسه بطلاً فذهب للقتال في سورية، فتابعته الصحافة وصار أشهر الشباب المقاتلين أكثر مما حظي به أي مقاتل آخر. لكن كله كوم والشهيرة الكويتية كوم، فهي طريدة شهرة من نوع آخر، ظهرت للمرة الأولى في تسجيل منذ أعوام تنصح الحكومة بأن تفتح مكتباً لجلب الجواري من روسيا كي تكفي رجال الأعمال وذوي الثروات من شر الوقوع في الزنا، وتؤكد أنها استشارت أحد الشيوخ ووافقها. ثم تطورت من ناصحة اجتماعية إلى صناعية فأعلنت أنها توصلت إلى طريقة تصنيع «كحول إسلامية لا تسكر وحشيش إسلامي لا يخدر»، ولم يظهر حتى اليوم صناعي يتبنى هذين المنتجين الحلال وهي أيضاً نسيته. إلا أن أزمة اختفاء الطائرة الماليزية دفعتها للظهور منذ يومين في تطور لافت للنظر لمواهبها، زعمت فيه أنها تمتلك «مكرمة إلهية» تمكّنها من حل أزمة اختفاء الطائرة الماليزية، وقد تهكمت وشمتت بالدول الثماني التي شاركت في البحث عن الطائرة وبالحكومة الماليزية التي استخدمت حلاً غبياً وهو إرسال 30 طائرة للبحث عنها، وسر شماتتها بهم أنهم فاتهم الاتصال بها كي يسألوها المساعدة فهي قادرة على إرشادهم، وهي لن تصرح بالحل حتى يتصل بها أحد من السفارة الماليزية كي يسألها السبيل. الجدير بالذكر أن السيدة صاحبة المكرمة المنكشف لها الحجاب ظهرت منذ ثمانية أعوام في لقاء تلفزيوني تقول إنها حلمت بأنها ستتزوج حاكماً وستنجب خالد بن الوليد ثانياً، ومرت الأعوام وتجاوزت السيدة سن الزواج وسن الإنجاب ولم يخطبها حاكم ولم تنجب خالد بن الوليد.



    مشاهير وسائل الإعلام الجديد أثبتوا لنا أننا العرب ظاهرة كلامية ضخمة قد تحمل تحتها عللاً عقلية، ويعرف شبابنا السعودي هذه الظاهرة بمصطلح اسمه «المهايط» أي الكلام الضخم الذي لا ينتج عملاً.



    كلنا صرنا نجوم شاشات ستيف جوبز الشهيرة، نتمدد أمام كاميرته كي ننافس الآخرين في نفخ الكلام، ونمضي جل الوقت في الاقتراحات وإرشاد الناس كيف يعيشون حياة أفضل أو كيف يصبحون صالحين، لكن آخر هذا «المهايط» أنهم سيدعون أنهم أصحاب مكرمات يستطيعون حل ألغاز الطائرات المختفية. وفي تراثنا العربي كثير منهم.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65528
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 9 Empty شتب يور ماوس» أوباما!

    مُساهمة من طرف waell الأحد 23 مارس 2014 - 10:45

    السبت، ٢٢ مارس/ آذار ٢٠١٤ (٠٠:٠ - بتوقيت غرينتش)




    أبشركم أن أوباما قرر أن ليس من مصلحته أن يدخل حرباً في سورية، وأن يترك «القاعدة» وأخواتها تحارب حزب الله في سورية حتى يقضي أحدهما على الآخر، وبدلاً من أن تحارب أميركا عدوين، وجدت أن من مصلحتها أن توفر طاقتها، وتقتصر على دعاء شهير لدينا يقول: «اللهم اجعل حيلهم بينهم»، أي اجعلهم يقتتلان بكل طاقتهما، ففي النهاية سينتصر واحد، لكن المنتصر سيخسر نصف قوته وشجاعته وحماقته، وربما تورثه الحرب حكمة أن ينشد السلامة في المواجهات الأخرى.



    ما يهمني ليس قرار أميركا الذكي، ولا قدرتها اللعب على حبلين، فهي مرة تدخل حرباً - كما في العراق - لتزرع ورد الديموقراطية ومرة - كما في سورية - تحمي مصلحتها الشخصية، وفي كلا الحالتين يموت الشعب.



    المهم من هذا كله أن هذه الحرب المفيدة لأميركا بين حزب الله و «القاعدة» ليست حرباً صامتة، بل تحتاج دعاية وأيديولوجيا تخدمها وتقنع شبابها وميليشياتها «أن قتلاها في الجنة وقتلى الطرف الآخر في النار».



    أما الاكتشاف المذهل الذي وصلتُ إليه أخيراً هو أن هذه الحرب هي بين السنة والشيعة، وفي كل بقعة عربية هناك إما أقلية شيعية أو عربية، وربما أدركتم خلال الأعوام الماضية وبعد أن شاهدتم مسلسل الثورات أن الحكام ليسوا هم من ظلموا وقهروا فقط، بل إن الشعوب العربية أشد ظلماً وقهراً، وإن كنتم تظنون أن حدود الحرب ستكون سورية فأنتم مخطئون، فالحرب ستدخل غرف نومكم وهواتفكم ومطابخكم، وسيشارك فيها كل فرد من السنة والشيعة. ستكون في البداية على شكل حوار يظن فيه الطرف البادئ أنه قادر على إثبات - بكل بساطة - أن الحق مع جماعته، وأن الجماعة الأخرى في ضلال، وأنه يريد الخير لها وهدايتها، لكنها ستنتهي بأن يبشّر كل طرف الآخر بأنه ضال، وأن مصيره النار وبئس المصير.



    ومثلما انقرضت الديناصورات بسبب سحابة غبار كونية، فإننا نحن العرب سننقرض قريباً بسبب سحابة طائفية «ستعدمنا العافية»، لأن الإدارة الأميركية قررت أن تجعلنا نخوض حرباً عنها ومن دون مقابل، بمعنى أن المرتزقة لا يزالون أكثر عقلاً منّا، فهم على الأقل يقبضون ثمناً، وستدخل الشعوب العربية حرباً يقودها فصيلان يلعبان السياسة بشعارات دينية، ولن تدرك الحشود الغبية المنساقة وراءها حقيقة قياداتها، فهذا حسن نصرالله يرسل عبر روسيا رسائل تطم‍ئ‍ن إسرائيل أن حربه في سورية لن تطاولها، وهذه «القاعدة» التي تعادي الشيعة ترتمي في أحضان إيران متى ما ناسبتها الفرصة.



    أوباما سيزور السعودية هذه الأيام وعدداً من الدول العربية، لكنه من دون شك سمع رسالة السيدة المصرية التي حملت شجرة ملوخية فوق كتفها وهي عائدة من السوق، ووجدت تصويراً تلفزيونياً، فقررت ألا تفوّت فرصة المشاركة برأيها فتوجهت للكاميرا وقالت: «أوباما شت آب يور ماوس»، فذهب قولها بين الناس مثلاً، وصُنع منه شعار طبع على القمصان وأكواب القهوة ومقاطع «واتساب».



    الناس غاضبون منك يا أوباما على طريقة سيدة الملوخية، ويطلبون منك أن تقفل فأرك الذي يلعب بعقلك، وإن كنت تريد حرباً فادخلها أنت بدلاً من توريطنا فيها.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65528
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 9 Empty شارلي عضّ أصبعي

    مُساهمة من طرف waell الأربعاء 26 مارس 2014 - 7:15

    الإثنين، ٢٤ مارس/ آذار ٢٠١٤ (٠٠:٠ - بتوقيت غرينتش)
    بدرية البشر / متجدد - صفحة 9 Badria-Al-Besher 


    لعلكم تذكرون مقطع الفيديو الذي ظل مدة طويلة الأكثر مشاهدة للطفلين «شارلي وهاري»، الذي يظهر فيه طفلان بريطانيان، هاري وعمره ثلاثة أعوام يردف أخاه الصغير شارلي الأشهر في عربة أطفال، يقوم هاري بإدخال أصبعه في فم أخيه شارلي فيعضه، فيصرخ هاري قائلاً بلهجة بريطانية عتيقة: «شارلي بئ مي»، أي: «شارلي عضني»، ثم يعيد الكرة ويدخل أصبعه في فم أخيه فيعضه، وفي النهاية يبكي الكبير، لكن أقصى ما يقوله: «شارلي إنه يؤلم». المشهد بين الطفلين يظهر قمة البرود الإنكليزي، فالمشهد لا يتخلله رد فعل عنيف ومن دون شتيمة أيضاً، هذا المشهد حقق أكثر من 600 مليون مشاهدة، واستضيف والدا الطفلين في برامج تلفزيونية بسبب طرافتهما العفوية، وقلدهما غالب أجناس العالم، وهو ما جعل إحدى الشركات الإلكترونية تنسخ منه لعبة اسمها شارلي. صارت مشاهد الأطفال العفوية الطريفة تتكرر وتنتشر، ثم تستغل برامج التلفزيون أنجحها وتصنع منها مادة جذابة، تماماً مثل تلك البرامج الأميركية للقطات الفيديو العائلية التي كان تلفزيوننا يبثها في رمضان.


    هذه المشاهد لا تعكس فقط أطفالاً عفويين يتصرفون بعفوية وببراءة وطرافة، بل تعكس أيضاً أساليب تفكير وثقافة مجتمع وطبائع نفسية وخلقية، فشارلي الذي لم يفكر بأن يخبط أخاه على رأسه حين عضه، هو يعيد تقليد بيئة لا تعتمد الضرب عند أول هجوم أو خلاف عائلي، وذلك الطفل الصغير الذي صور وهو يبكي بشدة، لأن طفلة أخرى بعمره يبدو أنها أخته تقول له سأتزوجك عندما تكبر، لم يكن يفعل شيئاً سوى أن يبكي ويرفض قائلاً: «لا، لا أريد الزواج منك»، أيضاً يعكس طريقة تفاهم سلمية ليس العراك مألوفاً فيها، بينما ذلك الطفل الذي يقول لوالدته: «اسمعيني جيداً يا جنيفر، أنا أحاول أن أشرح لك الأمر بينما أنت لا تصغين»، هو طفل سمع والده يتحدث لوالدته بهذه الطريقة.


    نحن أيضاً حظينا بلقطات عفوية لأطفال يفكرون بطريقة مختلفة، فشاهدنا أطفالاً يشتمون بشار الأسد ويعلقون على ارتفاع الأسعار والسكن، وطفلاً ينتقد زواج الرجل من أربعة، وأطفالاً يلقون شعراً شعبياً صعب الحفظ، لكنهم يتمتعون بذكاء وملكة نادرة، كما شاهدنا أطفالاً يلبسون فانيلات نادي والدهم ويرفعون أصابع النصر، إنها بالضبط مشاهد الكبار تنعكس على صغارهم، لكن بعض الأطفال الذين صورتهم كاميرات «آيفون» وتناقلتها منصات البث الإلكتروني على افتراض أنها لقطات طريفة لا تبدو كذلك، بل ربما تدفعك للاتصال بهيئة حقوق الإنسان، أو جمعيات حماية الأطفال من العنف. شاهدت طفلة عمرها أربعة أعوام تحمل أخاها الرضيع وتؤرجحه بين يديها، وفي المرة الرابعة يسقط على رأسه، ولقطة تظهر والداً يضع بين يدي طفله ضباً - وهو من الزواحف التي كانت في الأصل تماسيح، لكن قدر الله لها أن تعيش في الصحراء فصارت تمساحاً صغيراً بلا أسنان - ظهر الطفل يلاعبه بقسوة وشجاعة، لكنها تنتهي بأن يعض الضب الطفل فيقفز ألماً.


    أما ذلك الوالد السعودي الذي يدخل إلى عائلته ووالده وإخوته وهو يحمل بقشة يقول إنها طعام الغداء، فما أن يفتحها حتى نجد فيها طفله الرضيع ويضعه في الصحن.


    للأطفال طرائف وللأهالي كذلك، لكن الطرفة ابنة بيئتها، فالبعض ربما يضحكه رجل يصطدم بشاحنة، وآخر لا يرى فيها سوى الألم والخطر.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65528
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 9 Empty منتقدو «الهيئة» أصحاب سوابق!

    مُساهمة من طرف waell الأربعاء 26 مارس 2014 - 7:17

    الأربعاء، ٢٦ مارس/ آذار ٢٠١٤ (٠٠:٠ - بتوقيت غرينتش)
    بدرية البشر / متجدد - صفحة 9 Badria-Al-Besher 


    لو قرأت الصحف السعودية المحلية ستجدها عامرة بانتقاد الأخطاء اليومية التي تقع فيها معظم الوزارات الخدمية والتنفيذية، لعل آخرها الأخطاء التي وقعت فيها أمانة عسير في نقل جسم طائرة بوينغ كبيرة عن طريق البر وتسببها في كسر أشجار وأرصفة وتعطيل الكهرباء في عشر قرى، فامتلأت الصحف بعناوين كاشفة لتعثر عمليات النقل. كما شارك كتّاب الرأي في إدانة ما حدث، ومع ذلك خرج المسؤولون في الأمانة يعتذرون ويتعهدون ببناء ما تم تخريبه، ولم نسمع أن أحد المسؤولين في الأمانة قال إن منتقديها هم من أصحاب السوابق أو الفاسدين. وكذلك يحدث مع المسؤو‍لين في الإسكان والنقل والصحة، وإن لم يخرج المسؤول لمواجهة مسؤوليته في الخطأ الذي تسببت فيه وزارته أو هيئته فإنه يصمت ويتدارى مؤملاً أن تهدأ العاصفة فيخرج بأقلّ الأضرار. لكن هذا لا يحدث مع رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي يحاول جاهداً إدانة منتقدي الهيئة والتنصل من أخطائها، ففي ظهوره الأخير في القناة السعودية وبحسب ما نقلت صحيفة «الوطن» أعلن عن «حقيقة أحد الأشخاص، الذي دأب على انتقاد رجال الهيئة، والنيل منهم، ليتم التحقق من صحة هذه الاتهامات، ومن ماهية الشخص الذي تبيّن أن لديه أكثر من 16 سابقة من بينها «محاولة خطف»، وكأنه يلمح إلى أن منتقدي الهيئة إما فاسدون أو لديهم أغراض مبيتة.


    ومع أن منتقدي الهيئة لا ينتقدون إلا الأخطاء الفادحة التي تنشرها الصحافة وتصل إلى الرأي العام وليس ما ت تناقله مصادر غير موثوقة، إلا أن رئيس الهيئة يضيق ذرعاً بهذا النقد، ففي خطئها الشهير الذي تسبب بمقتل شابين لاحقتهما ثلاث سيارات للهيئة في شارع عام مزدحم تسبب في سقوط سيارتهما من الجسر ولم يتبيّن أن الشابين تعاطيا مسكراً أو مخدراً، ولم تكن بصحبتهما فتاة في خلوة غير شرعية - وهذه عادة عناوين المطاردات - بل لأنهما كانا يفتحان مسجل السيارة على أغانٍ وطنية في اليوم الوطني. خرج رئيس الهيئة في برنامج «الثامنة» غاضباً على منتقدي الهيئة الذين ركزوا على حادث قتل الشابين متناسين دورها العظيم في ملاحقة المخدرات والسحرة، واليوم ها هو يعلن عن صيده الثمين بأن منتقد الهيئة تبيّن أنه من أصحاب السوابق وخاطف، ومع رئيس الهيئة حق، فهذا المنتقد «وسيع وجه» يخطف ثم ينتقد الهيئة، لكنه لا يقول لنا مثلاً لماذا ينتقدهم رجال دين أو بعض المسؤولين ومواطنون ليست لهم سوابق؟


    الهيئة لا تقدم الخدمات الضرورية لمواطنيها كما تفعل وزارات الصحة والنقل والبلدية والإسكان، بل تقدم لهم معروفاً وتنهى عن منكر، وعلى رغم ذلك فإن رئيسها هو أكثر المسؤولين مهاجمة لمنتقديها ولوسائل الإعلام التي تنشر أخباراً عن أخطاء جهازه. وعلى رغم أن الهيئة هي أكثر الهيئات الحكومية احتكاكاً بالناس وتدخّلاً في حرياتهم، وتفرض نفسهاً طرفاً دائماً في عمل الوزارات مثل التجارة والإعلام والعمل والنقل والبلديات، وتدخل في نشاطاتها مراقباً ووصياً ومعترضاً، ما يضطر هذه الوزارات أن تفرد لها جبهة كي تطمئن فيها على استتباب الفضيلة التي تزعم هي أنها وحدها الحارس الأمين لها، حتى أصبح وصف «حراس الفضيلة» دوراً شهيراً واحتكارياً لها، وهي كي تحرس الفضيلة تنكّد على وزارة الإعلام في معرض الكتاب، وعلى وزارة الحرس الوطني في مهرجان الجنادرية، وحين يجد أفرادها شاباً أو أباً يفتح مسجله على أغنية وطنية أو حتى أناشيد إسلامية فهي تطارده حتى لو تسببت في مقتله. فأي فضيلة أو معروف يتسببان في مقتل أو إصابة أناس أقصى ما فعلوه سماع أغنية، أو مواطن يصطحب زوجته وقد أظهرت عينيها من وراء النقاب كما في قضية مطعون العيون؟


    ليس سراً أن غالبية رجال الهيئة يتصفون بالفظاظة، فكل مرة تقابل سيدة أو شاباً يسرد لك حكايته مع أحد رجال الهيئة الذي عامله بفظاظة وسوء ظن، فهذا رجل أوقف لأنه بصحبة زوجته، وهذا شاب أهين أمام زميلته. أحد الشبان الصغار قال لي إنهم بمجرد أن يروا سيارة هيئة فإنهم يهربون ولا يعرفون لماذا. في مناسبة أصحاب السوابق فأنا لديّ سابقتان مع الهيئة، فمرة طردت أنا وأبنائي من محل بيتزا لأنني كنت منقّبة، ومرة طردت من مركز تجاري لأن عباءتي كانت على الكتف ولم تكن على الرأس. نسيت... تذكرت أنني مرة في محل أواني مطبخ كنت حاملاً وجلست على عتبة المحل، فنهرني رجل الهيئة قائلاً: هل تظنين أنك في منزلك؟ معه حق فأنا لستُ في منزلي!
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65528
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 9 Empty العائدون من سورية والذاهبون إليها!

    مُساهمة من طرف waell السبت 29 مارس 2014 - 16:38

    السبت، ٢٩ مارس/ آذار ٢٠١٤ (٠٠:٠ - بتوقيت غرينتش)


    كشف مقطع فيديو متداول قيام إحدى الجماعات الإرهابية في سورية بقتل مواطنين سعوديين باستخدام سلاحين ناريين. بلغ عمر أحدهما 21 عاماً والآخر 24 عاماً. فماذا يعرف هذان الشابان عن الحرب حتى يخرجا إليها، ومن الذي أوصلهما إلى هناك في وقت ينشغل الشباب في سنّهما بدروسهم والتطلع إلى مستقبل سعيد؟ في الخبر ما هو أسوأ من تورطهما بحثاً عن قضية يجاهدان فيها، فمن قتلهما جماعة من المتطرفين وجدوهما يقاتلان في صفوف جماعة إسلامية متطرفة أخرى. تذكر «الحياة» عدم تأكدها من صحة هذا الخبر بسبب عدم وصول الأخبار واضحة وموثوقة من مناطق النزاع، إلا أن خروج شابين آخرين في التلفزيون السعودي عائدين من مناطق الصراع في سورية، هما محمد العتيبي وسليمان الفيفي، يتحدثان عن تجربتهما، يؤكد أن شبابنا لا يزالون يفضلون الخروج إلى سورية على رغم كل المحاولات القانونية لمنعهم.


    هؤلاء الشباب في مطلع العشرينات غالباً - وكما ذكر الشابان - يجدون دائماً رجالاً مستعدين لتجنيدهم وترتيب أمر خروجهم. وصف الشابان العبث الذي يعيشه المقاتلون هناك، سواء بين فصائل ترفع شعارات إسلامية متطرفة تكفّر بعضها بعضاً، أو ضيق العيش والفوضى، أو استغلال هذه الفصائل حماسة الشباب السعودي، فهو قادم يفتش عن الشهادة لا غير، فلا يجد مكاناً أفضل سوى مقدمة الصفوف في مواجهة الرصاص.


    البرنامج الذي ظهر فيه الشابان السعوديان يبدأ بتلاوة فتوى ليست من هيئة كبار العلماء ولا من مجمع الأزهر، بل من شيخ اشتهر بأنه أحد رموز الصحوة التي سيطر نشاطها طوال ثلاثة عقود من الزمن على الشباب، هذا الشيخ ينكر مفهوم الجهاد المنتشر بين الشباب، ويؤكد أن «الجهاد بهذه الصورة - غير الواضحة - ما هو إلا زيادة في إهلاك النفوس المؤمنة، وأن الجهاد يحتاج إلى معاونة دول وليس أفراداً». وعلى رغم هذا، فإن الشباب ينقادون الى صيحات جهادية من شيوخ آخرين منذ بدأت الثورة السورية ويرونها أكثر إغراءً، هذا السيناريو مشابه لما حدث في الجهاد الأفغاني. لكن سورية هذه المرة أقرب من أفغانستان، والإعلام أكثر قرباً ونقلاً، ووسائل التواصل الاجتماعي أصبحت عاملاً مهماً في تجنيد الشباب، فليس ضرورياً أن تكون في السعودية كي تقع في هذه الأخطار، فهذا شاب فرنسي عائد من سورية ضبط يصنع متفجرات في منزله وينوي تفجيرها في أحد السواحل الفرنسية كي يقتل الكفار.


    في اللقاءات التلفزيونية للعائدين يقول الشابان إنهما لا يعرفان القيادات التي غالباً ما تكون غامضة وملثّمة، ما يدل إلى أن الشباب يستخدم وقوداً يتم حرقه سريعاً ومن دون أدنى جهد، الشباب المغرر بهم لا يفهمون أن الميدان الذي يلعبون فيه هو سياسة تؤسلم اللعبة، ما يفهمونه هو شعار الحرب ضد الكفار، لكنهم هناك يضيعون في تمييز الكافر من غيره، فالفصائل المتطرفة تكفّر جيش المعارضة، ثم يكفّرون بعضهم بعضاً.


    القوانين التي تسن لمعاقبة الخارجين إلى سورية، التي تتوعدهم بالعقوبات، لا تنتبه إلى أن هؤلاء الشباب الذين يخرجون يقصّون تذكرة ذهاب من دون إياب، وأنه جرى حشو أدمغتهم بمخدر قاتل هو الموت في سبيل الجهاد ضد الكفار، لهذا فإن التهديد لا يجدي معهم نفعاً، وتغييرهم لا يأتي بالوعيد، بل ربما أنه فات الفوت على تغييرهم، ولم يبقَ أمامنا سوى التنبه إلى جيل جديد قابل للتخدير، وحمايته بتصحيح وحماية بيئته التي انتشرت فيها أفكار التشدد والتطرف. وليس سراً أن هذه الأفكار لا تزال تحظى برعاية تيار متغلغل في مساجدنا ومدارسنا وشارعنا وجزء من الإعلام الذي تمّ توظيفه ليعبّر عن تيار التشدد، فهو يجعل كل أمر فقهي محل خلاف مبرراً لتكفير الآخر والاعتداء على كل مكان ممتلئ بالمنكرات والمحرمات من وجهة نظره. وما زلنا نتذكر مشهد الشباب المتشدد الذي قفز بالعصي فوق مسرح جامعي يقدم مسرحية ذكورية لا تظهر فيها امرأة ولا موسيقى، فقط لأنهم يرون أن المسرح منكر. وهذا ما ترونه في البيانات الأولى لكل فصيل متشدد يحتل قرية سورية، فأول برنامج لدولته الإسلامية ليس تأمين حاجات أهلها، بل فرض خمار أسود يغطي المرأة من رأسها حتى أخمص قدميها، وإطلاق اللحى للرجال، والبقية أشدّ ظلماً وظلاماً.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65528
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 9 Empty مها وأوباما

    مُساهمة من طرف waell الأربعاء 2 أبريل 2014 - 12:17

    الإثنين، ٣١ مارس/ آذار ٢٠١٤ (٠١:٠ - بتوقيت غرينتش)


    حدثتني مرة الدكتورة مها المنيف منذ ما يزيد على الأعوام العشرة بحكاية لا تزال عالقة في رأسي وقعت معها أثناء دراستها وتدريبها في أحد المستشفيات الأميركية، وهي أن طفلاً وصل إلى طوارئ المستشفى الذي تتدرب فيه مع فريق كبير من الأطباء، وبعد الكشف عليه تبيّن أنه تعرض لضرب عنيف تسبب بكسور في الجمجمة واليد ودخل في غيبوبة. تقول الدكتورة مها إنها طلبت مقابلة الوالدين، فوجدت شاباً سعودياً يلبس قميصاً بلا أكمام، وبجانبه سيدة تلبس عباءة سوداء تغطيها من رأسها حتى أخمص قدميها تنتفض بشدة، ربما رعباً أو قلقاً، ولا تجيد أي كلمة إنكليزية، وهو ما صعّب تواصل الآخرين معها، فأخذتها إلى غرفة جانبية وسألتها عما حصل، فقالت إن زوجها تعاطى الكحول وأخذ الطفل من قدميه وضرب رأسه بالحائط مرات عدة ومن دون توقف، ربما كان السبب أنه تضايق من بكائه المزعج. الأم جاءت مع زوجها لأميركا ولا تجيد أي كلمة إنكليزية وليس لها قريب في أميركا، وفي مثل هذه الحالات تستدعى الشرطة ويقبض على الأب ويحال إلى المحكمة. وتبقى مشكلة الأم، فطفلها سيبقى في العناية المركزة وزوجها أودع السجن، فتبرعت الدكتورة مها باستضافتها في بيتها حتى يحضر أحد من أهلها من السعودية للعناية بها وانتظار المحكمة للزوج، الطفل أصيب بإعاقة دماغية، وعلى رغم هذا فإن جهات العمل التي ابتعثت الأب حاولت لملمة الموضوع وإعادة الجميع للبلاد لتسقط القضية ويقفل الملف. وتابعت الدكتورة مها حال الطفل حين عادت.


    هذه القصة أتذكرها اليوم وأنا أشاهد صورة الطبيبة والمديرة التنفيذية لـ «برنامج الأمان الأسري الوطني» مها المنيف، تتسلم جائزة أشجع امرأة في العالم، التي منحتها إياها وزارة الخارجية الأميركية تقديراً لجهودها في مكافحة العنف الأسري، ولم تتمكن من السفر لأميركا لتسلمها، فحرص الرئيس الأميركي أوباما على أن يسلمها إياها في زيارته القصيرة للسعودية قبل يومين.


    وأنا أشاهد صورة الرئيس أوباما والدكتورة مها تتصدر الصحف السعودية، أدركت أن مها المنيف ظلت مسكونة منذ تلك الأعوام بالبحث عن حل لهؤلاء الأطفال الذين تعالجهم، فإن كان المرض واحداً من الظروف الشاقة التي يتعرض لها الأطفال، فما بالك إن كان المتسبب فيه هم الآباء أنفسهم، آباء وأمهات أصيبوا بعطب في إنسانيتهم وفقدوا رشدهم وتصلبت عواطفهم، فآذوا أقرب الناس إليهم، إما أطفالهم أو زوجاتهم.


    مها لم تكتف بمعالجة الأطفال بعد أن حصلت على البورد الأميركي في علاج الأطفال والحميات والعدوى وعادت إلى بلادها لتخدم في أكبر المستشفيات السعودية، بل قررت أن تتصدى لما هو أعظم، وهو حماية هؤلاء الأطفال الذين يصلون إلى طوارئ المستشفيات، بتوفير برنامج يؤسس بيئة قانونية تعاقب وتردع المعتدي، وتثقف الذين لم يصلوا بعد إلى المستشفيات، والذين لا يجيدون الشكوى أو الوصول إلى حل.


    عملت مها المنيف طوال عشرة أعوام مع طاقم من النساء والرجال كي تؤسس لعمل جبار وسط مجتمع لا يؤمن بالنشاط الأهلي، وأنا أدرك وفق ما أسمع، وأتوقع أن هذا العمل (حماية الأطفال من الأذى) لو لم تتصد له طبيبة أطفال على قدر عال من التعليم والمهنية، إضافة إلى حس عارم بالمسؤولية الاجتماعية وضمير متقد وعقل واع، لما استطاع هذا البرنامج أن ينجح.


    مها المنيف امرأة شجاعة بامتياز من بلادنا، ولن أقول إنه يندر أن نحظى بمثلها، ليس لأن ما فعلته قليل، بل لأن لدينا نساء بارعات كثيرات مثلها يحملن الحس الإنساني والمهارة العالية التي تحملها الدكتورة مها المنيف، وهذا من حظنا ومن سعدنا ومحل فخرنا. لهذا، فإن توقف أوباما وسط جدول مزدحم بالملفات السياسية الساخنة كي يسلم الجائزة لمها المنيف، يعد فرصة رائعة توقف عندها الإعلام والرأي العام، وسيتأملون أي عمل أحرزته هذه المرأة الشجاعة، وسيلفت النظر للقضية المهمة والدور الذي تتصدى له، وهو العنف الأسري وإيذاء الأطفال. وسيعترف اللامبالون بأننا في مواجهة مشكلة بلغ عدد ضحاياها في العام الماضي فوق 576 طفلاً، هذا غير الأطفال الذين لم تصل حالات إيذائهم إلى الجهات الرسمية.


    لن نقول لمها المنيف شكراً، لأن شكراً لا تكفي، بل الكثير من الامتنان لدورها، فأنا أعرف أنها أم وزوجة وطبيبة، وعلى رغم هذا وجدت وقتاً لكل هذا، ولدور مضاف هو العناية بوقف العنف ضد الأطفال، في حين تكتفي بعض السيدات بإعداد طبق واحد للأسرة من دون التفكير في عناء العالم خارج منزلها. كما أقول لأوباما هذه المرة: شكراً، لأنه وجد وقتاً يمنحه لسيدة شجاعة من أهلنا، وبقي الدور علينا نحن لنسأل بقية المسؤولين والمؤسسات: ماذا سـتقـدمون لـهذه السيدة ومؤسستها من دعم ومساعدات؟
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65528
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 9 Empty هل الحل في قطع «تويتر» و «يوتيوب»؟

    مُساهمة من طرف waell الأربعاء 2 أبريل 2014 - 12:19

    الأربعاء، ٢ أبريل/ نيسان ٢٠١٤ (٠١:٠ - بتوقيت غرينتش)


    عندما حظر أردوغان «تويتر» عن 10 ملايين من الشعب التركي، كانت حجته أن «تويتر» يروج مقاطع كاذبة عن حادثة تورطه وابنه في قضية فساد ينظرها القضاء التركي، وبغض النظر عن صحة هذه الحادثة، فإن الإقبال على «تويتر» زاد بنسبة 138 في المئة عبر منافذ تقنية بديلة استطاعت أن تكسر القرار وتقفز عليه، بل وزادت من غضبتها عليه، والتأكيد أن هناك أمراً ما يزعج أردوغان.


    فاز أردوغان في الانتخابات البلدية منذ يومين، بمعنى أن ترويج قصص فساده عبر «تويتر» لم تؤثر فيه وفي حزبه، ولم يتدخل «تويتر» ولا «يوتيوب» في تدمير شعبيته، لكنها شوشت الناس ولفتت نظر العالم واحتلت أخبار الإعلام الدولي، فهل كان أردوغان مضطراً لحظر «تويتر» كي ينتصر لنفسه ويؤكد براءته؟ وهل يحق لحاكم أن ينتصر لشخصه عبر حرمان شريحة من شعبه من وســـيلة تعبير منحها إياهم الفضاء الإلكتروني والتقدم العصري والنمو الحضاري كي يحمي نفسه وسمعته؟ وأين... في بلاد ترفع شعار العلمانية والمؤسسات الديموقراطية ويفوز عبرها رئيس الوزراء بانتخابات شعبية، فماذا بقي لدول مطلقة الحكم؟


    من المؤكد أن تعاطي الناس مع وسائل التعبير الحر ليس واحداً، فهناك من يستغل هذه الوسائل للتشويش مثلما يستغلها آخرون للتنوير وتقصي الحقائق، وهناك من يمارس فيها تواصلاً اجتماعياً حكيماً وصافياً، وهناك من يمارس حماقته وأمراضه ومزاجه الشخصي، وحين يميل هذا المزاج إلى ظواهر مرضية - من المرض - فهل يكون الحل في منع هذه الوسيلة التي هي بالنسبة إلى آخرين منفذ للتواصل الاجتماعي والمعرفي والثقافي والترفيهي؟ ومثلما يسيء شخص استخدام مرفق عام مثل حديقة فيستغلها لترويج المخدرات أو ممارسات محظورة، فهل يحق للمسؤول أن يقفل الحديقة ويمنع الناس من التمتع بأشجارها وفيئها ومرحها وملاعبها؟


    الناس مع الوقت تكتسب تجربة ومهارة في التعاطي مع الوسائل المتاحة، حتى ولو كانت الرقابة فيها ضعيفة، وبعض الناس المستهلكين لها غامضون أو فاسدون، فهي ستعرف مع الوقت أن ما يروج فيها ليس دائماً صحيحاً، وهذا في ظني مكسب ناضج لمصلحة هذه الوسائل وليس ضدها، فالناس اليوم أصبحوا أكثر حذراً مما يُتَداول، ولم يعد كل ما يسمع وكل ما يشاهد محل تصديق كامل، بل يلزمهم مزيد من البحث والتأني والتوثيق، باستثناء فئات تهجم على كل خبر غير صحيح أو مبالغ فيه، وتدفعه باتجاه تأكيد مزاعمها هي، ولتذهب الحقيقة والمصلحة العامة إلى الجحيم، وفي المقابل تبقى هذه التقنية الجديدة فضاء معرفياً واجتماعياً لا مثيل له، بل هي نافذة الناس على العالم وعلى الأخبار، وعلى الصورة الجميلة والفن، وعلى الابتكارات والثقافة.


    الكاتب اليوم الذي يكتب في اليمن أو في لبنان يقرأه قارئ عربي في لندن أو أستراليا ويتواصل معه، والسياسي أو الحقوقي وحتى البسيط يجد له متابعين من الطرف الآخر ولو من باب الفضول والتقصي. الجمهور احتاج إلى أعوام كي ينضج ويمتلك مهارة التواصل والتكيف مع العالم الذي يزداد توسعاً، فأصــبح مـــتأنياً ومتأملاً وقارئاً حذراً وشغوفاً بالمعرفة، لكن الحكومات لا تزال نفسها، بل وتزداد تصلباً، فتخرج كل يوم كي تصف مخالفيها بالإرهابيين على الإطلاق، مع أنها فرصة كي تنضج هي الأخرى، فاليوم لم يعد لها عذر بأن مستشاريها يخدعونها، أو أن بينها وبين الشعب حجاباً، أو أن الإعلام يبالغ ويزيف بحسب مالكيه وصانعيه، وأن ما يتعاطاه الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي - مهما قلنا إنه لا يعكس شرائح كبرى - إلا أنه ربما يكون شرارة تقدح، وربما تصيب هشيماً بالجحيم.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65528
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 9 Empty قتلى المرور في ذمة من؟

    مُساهمة من طرف waell السبت 5 أبريل 2014 - 16:36

    السبت، ٥ أبريل/ نيسان ٢٠١٤ (٠١:٠ - بتوقيت غرينتش)


    أثارت فاجعة مدير جامعة الجوف - عظّم الله أجره ورزقه الصبر والثبات - الذي فقد خمسة من أبنائه في حادثة مرورية آلامنا، وكأن فاجعته جاءت رمزاً يختصر الحوادث التي تقع بيننا كل يوم، وبلغت في السعودية 17 قتيلاً في اليوم، أي أن إنساناً يموت كل 40 دقيقة بسبب حادثة طريق، هذا غير المصابين الذين بلغوا أكثر من 68 ألفاً سنوياً، كما تسببت هذه الحوادث في خسائر مادية بلغت 13 بليون ريال في العام، أي أن البلاد لو تعرضت لحرب فلن تكون خسائرها كما في حوادث المرور، وكما قال العقيد زهير شرف أحد المسؤو‍لين في المرور إن عدد القتلى الـ 86 ألفاً فاق ضحايا حروب الأرجنتين، وحرب الصحراء الغربية، وحرب الهند وباكستان. وحرب الخليج، وحرب نيبال الأهلية، وحرب استقلال كرواتيا التي بلغ مجموع ضحاياها 82 ألف شخص.


    حادثة فقدان خمسة أبناء من عائلة واحدة تضعنا في مواجهة الألم المضاعف، لنتذكر كم مرة دخلنا منزل قريب أو صديق أو جار لنقدم التعازي في شاب أو شابة، والد أو والدة طفل أو طفلة، راحوا ضحية حادثة مرورية، وإن كان أبناء مدير الجامعة قتلوا في طريق بري، فإن خمسة شبان من عائلة واحدة قتلوا وسط حي، حيث خرجوا للبقالة القريبة، فاصطدم بهم مخمور، وعاش يقتله الندم.


    هؤلاء القتلى في ذمة من دمهم؟ وهل يكفي أن نسلم بأن الحوادث المرورية التي تحدث كل يوم هي أقدار ومسؤولية فردية، سببها التهور أو تجاوز السرعة؟ ألا تعد هذه المناسبات التي نفقد فيها شباباً مناسبة لإطلاق نداء وحملات لوقف هذا النزف اليومي؟


    الطرق وتأمين السلامة فيها مسؤولية ترعاها الدولة، فتعبّدها وتضع القوانين التي تنظمّها، وتضع فوقها رقيباً يحرس تمامها، لكن الطرق بفوضاها وانعدام صيانتها وتخطيطها وغياب الرقابة الصارمة عليها، ساهمت في خلق فوضى، لهذا صار كلٌ يلقي بالمسؤولية على الطرف الآخر، فالحكومة تلوم الناس، والناس تلوم الحكومة، إلا أن هذه الفوضى خلقت «وحوشاً» تضع مصالحها فوق مصالح الجميع، طالما أن من يحمي مصلحة الجميع غائب.


    لماذا في الدول المتقدمة عندما تقود سيارتك ترى الجميع يقدمك على نفسه، ويمنحك حق المرور؟ لأنه ببساطة يجد نفسه شريكاً في الطريق، لا قاطعاً له ولا ضحية، وشريكاً مع الحكومة التي قامت بواجبها، ومع السائق الآخر وعابر الطريق. في أحد شوارع أورلاندو أردت أن أخرج من طريق فرعي إلى الطريق العام، فلم تتوقف لي السيارة التي تحاذيني في الشارع العام، بل توقفت ثلاث سيارات كانت تعبر الطريق، فما الذي يتصف به هؤلاء ولا نتصف به نحن؟ نحن الذين لا نختار لأنفسنا إلا صفة المسلمين، وخير أمة أخرجت للناس، فهل من مواصفات خير أمة أخرجت للناس أن تضيق ببعضها ذرعاً، وتتسبب في قتل 17 إنساناً كل يوم؟


    هل الناس وحدهم المسؤولون عن تشكيل أخلاق المرور، أم أنها الدولة من تجعل الناس مضطرين للتعامل بأخلاق ليست من أخلاقهم، حين يجدّ الجد ويفوق الصبر الحدّ؟


    ركبت مع كثير من أقاربي في السعودية، مثقفين كانوا أم بسطاء، متعلمين تعليماً عالياً أم أميين، وبعضهم درس في دول متقدمة وعاد يتغنى بتقدمها، لكنهم حين يقودون سياراتهم يصبحون جميعاً ذات الشخص المتهور العنيف الأناني، وحين يدخل علينا قريب للتو عاد من مشوار، فهو يحتاج لوقت حتى يتخلص من ذلك الوجه الذي عاد به، وكله قرف وشكوى من هذه الفوضى، والجحيم الذي عاشه في مشوار لا يتجاوز نصف ساعة.


    نحن نعجب ونفزع حين يذهب شاب ضحية المخدرات أو الإرهاب، أو ضحية مرض، لكننا نتعامل مع ضحايا الطريق مثل عادة ألفناها، نحزن قليلاً ثم ننسى، لأنه ليس بيدنا حيالها شيء، وهذه كارثة عظمى، فلو كان الأمر بيدي لجعلت بوقاً يصفّر في كل المدينة من دون توقف، حتى يعجز الناس عن النوم ليالي طوالاً، فيخرجون إلى أبواب المسؤولين ليجدوا لهم حلاً.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65528
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 9 Empty نورك غطى الكهرباء يا جاسر

    مُساهمة من طرف waell الأربعاء 9 أبريل 2014 - 15:17

    الإثنين، ٧ أبريل/ نيسان ٢٠١٤ (٠١:٠ - بتوقيت غرينتش)


    حين علمت أن جارتي الزميلة الكاتبة ثريا الشهري ستغادر هذه الزاوية، التي اعتدنا التناوب على الكتابة فيها نظراً إلى عدم تفرغها حزنت، إذ كانت جيرتها جناحاً متوازناً، فهي توفر لقرائها شرفة رائقة متأملة على الغالب في الفنون والجمال والفلسفة، وحواراً متزناً في الشأن الاجتماعي يخفف من إزعاجي المستمر لسكان العمارة (الصحيفة)، لكن عزائي برحيلها أن جاراً جديداً سيحل محلها، هو الزميل جاسر الجاسر الكاتب والصحافي المشهور بأكثر من صفة - أعانكم الله على كلينا -، فجاسر الجاسر صحافي وكاتب عريق في الوسط الصحافي، وله مشاغبات ربما تجعلني مقارنة به قطة أليفة لا تنشد إلا السلامة، إن كان عازماً على الحضور كما عهدناه في جرأته وإقدامه.


    كما أن جاسر كاتب لاذع قادر على الجمع بين الصمة القشيري وستيف جوبز في مسرحية كوميدية ساخرة، واكتسب جاسر خبرته الصحافية الممزوجة بمهارة تخصه وحده عبر عمله الصحافي الطويل، إذ اشتغل في مطبخ الصحافة أعواماً، ثم انتقل إلى صالونها الديبلوماسي في رئاسة تحرير أكثر من صحيفة مرة بالنيابة ومرة بالأصالة. فوجئت أنه بدأ حياته ناقداً أدبياً تولى نصوص الحداثيين بالنقد والفكفكة الفكهة، ثم انتهى ناقداً في الشأن الاجتماعي، وناصر المرأة كثيراً في مواقفه ودفع الثمن غالياً.


    مرة يكتب بلغة كوفية مطلعها: «حدثني شيخي»، ومرة يكتب بلغة صحافية يكون مطلعها: «أوم أوف وأنت بتكلمني». يتمتع بمرونة القفز على الحبال الصحافية، فهو يشاغب حين يكون صحافياً وكاتباً، ثم يلبس بدلة الضابط الصارم حين يكون رئيس تحرير، فلا يستطيع أحد معارضته، وسمعت أن أشهر ما مر برؤساء التحرير حين كان كاتباً في صحيفتهم أنهم أدمنوا حبوب البندول وأحياناً الضغط، وربما لا يكفيهم هذان الدواءان حين تواجه الصحيفة إنذار الوقف أو المنع بسببه، وأحياناً هو من يطير.


    لهذا فإن خروجه اليوم من منصب رئيس تحرير وتقلده منصب «كاتب رأي»، هو مكسب كبير للصحافة، فرؤساء التحرير الذين يفرحــــون بمناصبهم الكبرى يعرفون أن «الكاتب» هو المنصب الأرقى والأجمل، والدليل أن من تنتهي سيرته المهنية الصحـــافية كرئيس تحرير، لا يجد شأواً أن يقبل بمنــــصب كاتب حــــين يخرج من منصب الرئاسة، وهذا لا ينطبق فقط على رؤساء التحرير، بل على رؤساء الدول - بنســـبة نادرة في الدول العربية ونسب أكبر في الغرب -، ولأنني عرفت هذه النظرية منذ زمن أخذت المسألة «من قاصرها»، واكتفيت بمنصب «الرئيس الكاتب» أو كاتب كمسمى مختصر.


    في نجد - وفي كثير من البلاد على ما أظن - نكرم جارنا الجديد حيـــن ينزل في جوارنا، فنبـــعث له حـــلة من الرز واللحم أو خـــروفاً حياً ومعه كـــيس من الرز، أو نقول له: «عشـــاك عندنا الليـــلة»، لذا فإنني سأبعث له بالخـــروف ومـــعه تحية مطلعها ما قال سمير غانم في مسرحيته الشهيرة:


    «يا مرحبا يا مرحبا نورك غطى الكهرباء».
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65528
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 9 Empty كوميديا جنونية!

    مُساهمة من طرف waell الأربعاء 9 أبريل 2014 - 15:18

    الأربعاء، ٩ أبريل/ نيسان ٢٠١٤ (٠١:٠ - بتوقيت غرينتش)


    تعكس معالجة مشكلاتنا صورة كوميدية سوداء، وهي من نوع يجعلك تضحك في عز الألم، فمثلاً نقرأ في الصحف أن شاباً ضبطته الشرطة على أحد الجسور ينوي الانتحار فأخذته للمركز وكتّبته تعهداً «بألا يعيدها مرة ثانية ثم أطلقته»، أما المتسللون إلى سورية والعراق وفي نيتهم المشاركة في القتال أو القيام بعمليات انتحارية فتوعدناهم بالسجن ثلاثة أعوام إن عادوا، وأكاد أرى حال الشاب في هاتين الحالتين، المنتحر والانتحاري وقد وضع أمام قدرين إما أن يموت أو يسجن، ما يدفعه إلى أن يحسّن أداءه في المرة المقبلة، فالمنتحر سيفكر جيداً كيف ينتحر قبل أن تقبض عليه الشرطة، والانتحاري سيحرص على أن تنفجر فيه القنبلة حتى لا يعود، وكأننا بجملة طارق بن زياد الشهيرة «العدو من أمامكم والبحر من ورائكم».


    السبب طبعاً في هذه الكوميديا السوداء هو أن من يعالج الحالة هو الطرف غير المعني بها، فالشرطة مثلاً ليس من مهماتها التعامل مع المنتحر بل إحالته إلى مؤسسات طبية واجتماعية ونفسيه تساعده، فهو مريض، لأن السوي لا يُقدم على رفض الحياة فحبها غريزة في الإنسان، كما أن الذاهب إلى سورية للقتال أو العراق للتفجير ليس الحل في توعده بالسجن حين يعود، بل على المؤسسات المعنية تتبع آثار الظاهرة ومعالجتها من جذورها.


    بسبب هذه المعالجات الكوميدية صرنا اليوم إلى مواجهة من نوع أسوأ، لا ينفع معها التهديد بالسجن لأن صاحبها بلا عقل أصلاً، فقد استيقظت الرياض على حادثة بشعة قد لا تكون الأولى من نوعها، لكن تصويرها بيد حاملي الهواتف الذكية ونشرها في وسائل التواصل الاجتماعي صدما الناس وروّعاهم وهددا أمنهم، وهي صورة شاب في الـ30 يطعن عاملاً هندياً «بائع بقالة» طعنات متكررة وسط الشارع أمام المارة وتركه في دمائه وأعطاه ظهره وكأنه ركل كرة، وأسفرت التحاليل بعد القبض عليه أن تعاطيه حشيشاً جعله يتصور أن أشباحاً تلاحقه. القتل تحت تأثير الحشيش قد يكون عاملاً لكنه ليس كافياً لتبرير هذه الجريمة، خصوصاً إذا عرفنا أن الحي اشتكى منه طويلاً، وأنه كان نزيل مستشفى الأمل للأمراض النفسية والإدمان، وخرج من المستشفى بعد فترة علاج، لأن المستشفى يعاني مثل معظم مستشفياتنا من قلة قدرته الاستيعابية. المؤسف أن تبريرات المستشفى - على رغم منطقيتها - غير كافية، فهي تقول إن أهالي المرضى الذين لا يتعاونون مع المستشفى بعد انتهاء فترة علاجهم لا يمكنها حل مشكلاتهم، وهذا صحيح، لكن هذا يعني أننا نصبح في مواجهة مرحلة أخرى من العلاج قد تحتاج مؤسسات أخرى تكمل العلاج والمراقبة، خصوصاً الميئوس منهم أو من لا تتوافر لهم عائلات قادرة على السيطرة على مرضهم النفسي أو إدمانهم، والنتيجة أن هؤلاء المرضى بالجنون أحياناً والخطرين أحياناً أخرى صاروا مشهداً مألوفاً في أحيائنا وشوارعنا، ويحرص بعض شبابنا على وضع صورهم في وسائل التواصل الاجتماعي لفضح الحال السيئة التي وصلت إليها مؤسساتنا. حالات تدمي القلب والضمير نشرتها الصحف، منها تلك الأم في الصحراء التي تضع ابنها المراهق في قفص وتقدم له طعاماً لأنه أصبح خطراً، ورجلاً يمشي عارياً في أحد شوارع العاصمة وليس في قراها، وها هو اليوم مجنون يطعن عامل بقالة، وغيرها حالات لم تصل إلى علمنا، لكنها بالتأكيد وقفت طويلاً أمام أبواب المؤسسات تطلب منهم المساعدة، وهذه المؤسسات تكتفي بصرف الدواء الموقت لأمراض تحتاج متابعة وربما احتجازاً طويلاً لكن السعة لا تسمح.


    نحن مجتمع معدل الولادات فيه هو الأعلى عالمياً، لكن مؤسساتنا باقية على سعتها القديمة، لهذا فإن مشهد أرملة تصرخ في مقطع تلفزيوني بأنها جائعة، أو مجنون يتجول في حي العاصمة ويهدد أمنه أو يطعن رجلاً، هو عار في وجه مسؤوليها ورجال أعمالها ومثقفيها. هل لدينا نقص في الأموال كي لا يجتمع رجال الأعمال حين تقصر المؤسسات وتعجز عن إقامة مراكز رعاية وتطبيب لمحتاجيها؟ فعجباً أن ترى رجال أعمال تتصدر أسماؤهم دوريات كرة القدم وقمصان اللاعبين، في حين لا ترى أسماء على مؤسسات العناية بالأرامل والمجانين، وهذا عار من نوع آخر أيضاً.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65528
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 9 Empty وزارة الثقافة» و«تورنت»!

    مُساهمة من طرف waell السبت 12 أبريل 2014 - 10:25

    السبت، ١٢ أبريل/ نيسان ٢٠١٤ (٠١:٠ - بتوقيت غرينتش)


    تذكرت قصة قديمة لجيران لنا كان والدهم منع دخول التلفزيون إلى منزله مطلع الثمانينات، بحجة أن هذا التلفاز بدعة أو حرام، مع أن التلفزيون في ذلك الوقت لم يكن يعرض سوى قناة محلية واحدة، إذ يبدأ بثه في الخامسة مساء بالسلام الملكي ثم القرآن الكريم، ثم نصف ساعة من أفلام الكارتون التي هي مطلب الأطفال وحصتهم من الفرجة، ينصرفون بعدها للعب في الحارة، لتبدأ برامج الكبار المملة. وحين لم يجد الأطفال التلفزيون في منزلهم، ذهبوا لمشاهدته في بيوت الجيران، واشتهروا بأنهم صاروا أكثر شغفاً بالتلفزيون، وحين أصبحوا مراهقين صاروا يتأخرون في العودة إلى منزلهم عند الجيران أو في المقاهي، بسبب عدم وجود تلفزيون في منزلهم. اليوم كبر هؤلاء الأطفال، وشهدوا العالم وهو يتمدد ويتطور، فلم يعد التلفزيون مجرد قناة محلية، بل فضائيات لا حدّ لها ولا عدد، وصاروا من عشاق السينما التي يسافرون ليحضروها خارج البلاد، ولم يفلح والدهم سوى بجعلهم في موقف مرتبك منه لا من التلفزيون!


    تذكرت هذه القصة وأنا أقرأ خبراً أثار غضب شريحة من الشباب في «تويتر»، ويحتج على حظر وزارة الثقافة والتلفزيون السعودي موقعاً شهيراً يدعى «تورنت»، والسبب كما ذكرت الوزارة يعود إلى أن الموقع مخالف لأنظمة وزارة الثقافة والإعلام، إذ يوفر مواد سينمائية وموسيقية وألعاباً مقرصنة، وهذا - وفق الوزارة - سبب كافٍ لحجبه.


    احتجاج شريحة كبيرة من الشبان والشابات جاء بشكل خاص من المهتمين بالسينما، الذين كانوا يجدون في الموقع كثيراً من الأفلام الحديثة التي لا يتمكنون من مشاهدتها بسبب غياب دور عرض السينما في السعودية، التي يلزمهم لمشاهدتها قطع 500 كيلومتر عن الرياض، وعبور جسر البحرين، أو السفر إلى دبي، أما الوزارة فتحتج بأن هذه الأفلام مقرصنة. الشباب يحتجون بأنه طالما عجزت وزارة الثقافة عن توفير سينما لهم، فلا يحق لها أن تمنعهم من مشاهدة الأفلام حتى ولو كانت مقرصنة. وفي الحين الذي لا نستطيع أن نشجع الشباب على القرصنة أو انتهاك الحقوق الفكرية والثقافية المعتمدة عالمياً، إلا أننا يمكن أن نتفهّم أسباب احتجاجهم، فهم يتساءلون: هل يحمي هذا الحظر حقوق الأفلام السينمائية التي لا وجود لها في السعودية؟ أم أنها تخاف أن يخف الإقبال على دور العرض التي لا وجود لها في السعودية؟ وأنها ربما تمتلك هذا الحق لو أنها وفّرت سوقاً سينمائية في السعودية، أو حركة ثقافية تشبع ميول الشباب وحاجتهم إليها من مسرح وسينما وموسيقى وفنون أخرى، ما يجعل الوزارة تبدو مثل ذلك الأب الذي منع أبناءه من مشاهدة التلفزيون، فاضطروا لمشاهدته عند الجيران، وما تمنعه من الدخول عبر الباب سيدخل من النافذة!


    الذي لا يعرفه المخضرمون - وأظن معظم موظفي وزارة الثقافة منهم - أن معرفتهم مهما كبرت بهذه المواقع لا تعادل شيئاً أمام معرفة هؤلاء الشـــباب بالفضاء الإلكتروني، ففي كل يوم تنبـــت مئات من المواقع الجديدة، ويعود نجاحها وشهرتها لأنها تجمع أصحاب الهوايات المتشابهة والاهتمامات المشتركة، ولن يجدي نفعاً تتبعها أو حظرها، هذا إن لم يجدوا طرقاً للقفز فوق أسوار الحجب وفضّ أقفالها. الوزارة في كل مرة تحجب وتمنع توقع نفسها في سؤال لا يسأله الشباب فقط بل الجميع: عندك بديل؟
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65528
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 9 Empty فضحوني»!

    مُساهمة من طرف waell الإثنين 14 أبريل 2014 - 14:28

    الإثنين، ١٤ أبريل/ نيسان ٢٠١٤ (٠١:٠ - بتوقيت غرينتش)


    أضحكني شيخ مصري في برنامج للفتوى، اتصلت به سيدة تسأله سؤالاً، فتصدى لها بالتشريح والتنكيل بما جاء به سؤالها الذي يقول: «إن والدها لديه عمارة، أسكن فيها أبناءه المتزوجين، ذكوراً وإناثاً، وأخذ يوزع عليهم دخلها السنوي بالتساوي، وهي تريد أن تطمئن إذا مات بعد عمر طويل، هل تبقى القسمة كما هي»؟


    الفقيه لم يرَ في سؤالها طمعاً وجشعاً في مال أبيها فقط، بل رأى فيه وقاحة، فقال إن من يسأ‍لك عن والده ويقول بعد موته بعد عمر طويل فقل له: «الله ياخذ عمرك، عسى أن يدفنك أبوك ويأخذ العزاء فيك».


    وعلى رغم أن الشيخ لم يقل خشونة عن المتصلة إلا أنه ذكرني بأسئلة كثيرة نسمعها كل يوم، تتخذ غطاءها في طلب أحكام الشريعة وادعاء التقوى ومخافة الله، في أفعال ليست من روح الشريعة ولا قيم الإسلام ولا سماحة التقوى، ولو سمعها هذا الشيخ الطريف لقام يلطم.


    فعندنا شاب سأل الشيخ: «هل يجوز له أن يقبّل رأس والده المدخن»؟ والواضح أن كل ما يحول عن تقبيل رأس والده هو فتوى، والمشكلة أن الفتوى منحته ما يريد، إذ رد الشيخ: «لا، لا يجوز أن تقبّل رأس والدك إذا كان يدخن»!


    أما المتصل الثاني فسأل الشيخ - بحسب زعمه -: «هل يقتل ابنه الذي التحق ببرنامج الابتعاث العلمي في أميركا، لأنه ارتكب معصية - لا نعلم ما هي-»؟


    ويبدو أن قلب الشيخ كان رحيماً هذه المرة، فقال له لا تقتل ابنك، لأن المخطئ ليس هو، بل أنت الذي سمحت له بالذهاب. جيد أنه لم يقل «اقتل نفسك أنت»!


    أما الشيخ الثالث فيقول في حديث له - كي يثبت لنا سماحته - إنه جاءه من يسأله: «هل يجوز أن يقتل أديباً سعودياً لأنه ليبرالي كافر»؟ فقال له الشيخ: «لا، لا يجوز». قال لا يجوز، ولم يقل حرام!


    هذا طبعاً غير اتصالات تكفير الحكومات وجواز محاربتها وتفجير مؤسساتها وقتل جنودها.


    ترى، أين نقع نحن بالضبط من الزمن الذي نعيشه؟ وهل نعيش في صحراء قاحلة بعيدة عن الإسلام والعلم ومسارات الحضارة، حتى إننا لم نستطع إلى اليوم أن نتسق مع أحكام الشريعة التي جاءت كي تجعلنا أفضل وأكثر اتساقاً مع الخلق والرحمة وطلب العلم والمعرفة ولو في الصين؟ فلم نعد نطلب إلا هاتفاً يرشدنا كم هي حصتنا من أموال والدنا قبل أن يموت وليس بعد، وما حكم الشريعة في علاقتنا مع والد يدخن أو أن نقتل ابننا؟


    كيف بقي هذا العقل الذي طوال قرون في خانة «عقل القطيع» يفتش عمن يرشده؟ ثم ها هو يكشف أن هناك من يغطي أمراضه وجهله وأحقاده وقلة ذوقه وعدم تسامحه بغطاء من يفتش فقط عن التقوى ويتلمس أحكام الشريعة ويريد أن يصبح مسلماً صالحاً.


    هل هذه حبكة تكشف أن الشيوخ هم الذين يديرون عقول الناس عن بُعد، أم أنها لعبة أخطر تريد أن تقول إن إبقاء الناس منقطعين عن مسيرة الحضارة والمعرفة تجعلهم محتاجين في كل حركة لهم وسكنة إلى أن يسألوا الشيخ «يا شيخ ماذا أفعل»؟


    لكني لم أجد أكثر طرافة من تلك النكتة التي تصوّر إلى أي حد أسرفت هذه الجماعات التي تظن نفسها تطبق الإسلام بطريقة ابتعدت عن روح الإسلام وأخلاقه، والتي تقول إن شاباً سكيراً وحشّاشاً وعاصياً تاب إلى الله والتحق بجماعة إسلامية، فصارت هذه الجماعة كلما أخذته لتلقي درساً في مسجد تقول له: «قم يا سليمان واحكِ قصتك»، فيحكيها. وذات يوم صلى معهم في مسجد مليء بالناس، فطلب منه شيخ الجماعة - مثل العادة - أن يقوم ويحكي قصته، فقال: «كنت سكيراً وحشّاشاً وعاصياً، وستر الله عليّ حتى تبت وانضممت إلى هذه الجماعة، ففضحتْني الله يفضحها»!
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65528
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 9 Empty بلا رياضة بلا تعليم‏

    مُساهمة من طرف waell السبت 26 أبريل 2014 - 11:29

    الأربعاء، ١٦ أبريل/ نيسان ٢٠١٤ (٠١:٠ - بتوقيت غرينتش)


    في مقالة الأمس كتبت عن بعض الفتاوى الغريبة فاتهمني بعض القراء بأنني أؤلف كذباً وطالبوني بأدلة وإثباتات، وفي معرض بحثي عن الأدلة المصورة لهذه الفتاوى بالصوت والصورة، وقعت على ما هو أسوأ منها. نحن نعرف منذ فترة أن هناك وجهات نظر يرددها بعض المنتسبين إلى التيار المتشدد حول برنامج الملك عبدالله للابتعاث العلمي الذي هو واحد من أهم مشاريع الإصلاح التي تصدى لها، ونتج منه ابتعاث ما يزيد على 150 ألف طالب وطالبة يدرسون في الجامعات الأجنبية في مختلف أنحاء العالم، وقد حرضت هذه الحركة التعليمية رغبة بعض الأهالي الذين لم يستطع أبناؤهم الالتحاق بالبرنامج على حساب الحكومة، في بعثهم للدراسة على حسابهم الخاص.


    لكن بعض الشيوخ الذين شعروا أنهم فقدوا أهم ميادين السيطرة على هذه القوة، قوة الشباب، الذين اعتادوا السيطرة عليهم وتوجيههم، لم تعجبهم القصة، فهاجموا برنامج الابتعاث وشنعوا عليه وصوروه بأنه مدخل لتخريب الشباب وتهديد دينهم، متغاضين عن الأخبار الرائعة لنجاح هؤلاء الشباب الذين عادت دفعات منهم ناجحين متفوقين، وبعضهم حاز جوائز علمية وتفوقاً بحثياً أو تقنياً. اعتراض هؤلاء الشيوخ على قرار ما يزيد على 150 ألف عائلة قبلت أن ترسل أبناءها للدراسة بالخارج يجده البعض مجرد وجهة نظر من حقها أن تحلّق في الفضاء وتعبّر عنها نفسها، ولا يحق لأحد أن يعترضها وإلا صار من المفترين الدجالين.


    لكن ما وقعت عليه هذه المرة أن شيخاً اشتهر بالتشنيع على برنامج الابتعاث العلمي في برامج تلفزيونية وفي حسابه في «تويتر» الذي يديره مريدوه، وجدت هذا الشيخ في مشهد مصور يلقي خطبة في أكبر جامع في الرياض يتسع لـ 20 ألف مصلٍّ وهو مسجد الراجحي يشنّع فيها على ابتعاث الطلبة والطالبات، ومجمل اعتراضه أنهم يختلطون بالغرب ويتعرضون لأفكار الإلحاد وضياع الشرف والقيم. هل هذه مجرد وجهة نظر؟ وهل منح هذا الشيخ مايكرفوناً من صنع الغرب الكافر، والذي يركب سيارة صنعها الكفار، ولبس ثوباً صنعه وخاطه الغرب الكافر هو من باب الديموقراطية؟ هل من الديموقراطية أن يمنح رجل منبراً في مسجد يؤمه البسطاء كي يؤثر في تفكيرهم ويخوّفهم ويهدد مستقبل أبنائهم؟ وأن يهاجم مشروعاً تنويرياً تعليمياً تتبناه الدولة ويؤمن به أكثر من الـ 150 ألف عائلة وترى أنه من حقها؟ وطالما أن هذا الفعل هو ديموقراطي فلماذا لا تتبنى الدولة الرأي وضده فتمنح آخرين لهم رأي معارض مساجد أخرى كي يدافعوا عن حق أبنائهم في الابتعاث؟ وهكذا نحول مساجدنا إلى منصات حزبية تدافع عن برامجها، وبدلاً من أن ينشغل الناس بعبادة الله والصلاة في بيئة تعمها السكينة تصبح المساجد منابر حزبية للرأي والرأي المخالف. ولا أنسى فأذكركم بأن هناك قضايا وحقوقاً نسائية تحتاج النساء إلى منصاتها الخاصة بها أيضاً، لهذا يستحسن أن تُفتح المساجد للنساء أيضاً كي يمارسن برنامجهن الحزبي فيها.


    الشيخ نفسه الذي هاجم برنامج الابتعاث عاد في محاضرة أخرى في المسجد نفسه وهاجم وزير التربية والتعليم السابق في وقت سابق لأنه فكّر -مجرد تفكير- بأن يوافق على رغبة بعض الأهالي في إدخال مادة التربية البدنية للبنات، فاتهمه بأنه يتعامل مع «مدارس بناتنا كحظائر»، ولا أدري ما هي علاقة الحظائر بالتربية البدنية إلا إذا كانت فعلاً منحطاً، ولهذا فلا غرابة بعد هذا الشحن والتهييج للناس أن يخرج عدد من المحتسبين ويحاصروا مجلس الشورى كي يعترضوا على التوصية التي ناقشها وأقرها مجلس الشورى الأسبوع الماضي بأهمية إدراج مادة التربية البدنية للبنات، وكأن هذه المادة قرار كبير جداً يحتاج إلى تشريع من مجلس الشورى، هل تقللون من قدرها؟ سترون أي معركة ستخوضها الوزارة كي تطبّقها، فجماعتنا المتشددون برنامجهم «بلا رياضة بلا تعليم».
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65528
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 9 Empty التطنيش» ... أفضل جواب

    مُساهمة من طرف waell السبت 26 أبريل 2014 - 11:32

    السبت، ١٩ أبريل/ نيسان ٢٠١٤ (٠١:٠ - بتوقيت غرينتش)


    انفتح حوار عظيم بين السعوديين بعد شيوع قرار صدر عن الشؤون الاجتماعية يغرّم الزوج الذي يضرب زوجته 50 ألف ريال، أي ما يعادل 10 آلاف دولار، وذكرني بذلك الحوار الذي شاع في مصر حينما أقرّ نظام «الخلع»، فراح بعض المصريين يغنون: «خلعوني خلعوني». وحتى الذي لن تفكر زوجته بخلعه سيتباكى على الدم المسفوح بعد القرار.


    معظم الذين شاركوا في الحوار حول «الغرامة» لم يرفع أحدهم يده على امرأة، لكن القرار أزعجه، فهو يحرك حقوقاً مدفونة في باطن لاوعيه، تحفظ له هذا الحق في ما لو فكر يوماً أن يستخدمه، لهذا شعر أن العصا - وإن لم يكن بحاجتها - سحبت من يده. الباطن أو «اللاوعي» حرّك الاعتراضات في «هاشتاق» اشتهر في «تويتر» باسم «ضرب الزوجة بـ50 ألفاً»، أطلق الرجال عبره النكات، واستخدمه بعض الضعفاء من باب الانتقام لكرامتهم المسلوبة. أما الذين ظنوا أن لديهم من الحيل ما يمكّنهم من أن يستعيدوا الغرامة من الزوجة في اليوم الثاني، فأصيبوا بخيبة أمل كبيرة بعد أن عرفوا أن الغرامة ستذهب للحكومة وليس للزوجة المضروبة، أي أنها أصبحت حقاً عاماً لا خاصاً، مثلها مثل غرامة قطع الإشارة، لهذا اقترح بعض الشباب أن يلجأ أصحاب النفوس الضاربة ممن تحدّثه نفسه بضرب زوجته أكثر من مرة، أن يقتلها فذلك أوفر له، ففي الشرع المرأة تحصل على نصف دية الرجل، أي 120 ألف ريال. لهذا فقتلها أرخص من كلفة ضربها ثلاث مرات.


    فيما نبّه الحكماء منهم إلى أن الـ50 ألفاً «الغرامة» تعادل مهر زوجة جديدة، لهذا على الأزواج ضبط النفس والتروي، وبدلاً من ضرب زوجة قديمة عليهم الزواج بجديدة بالثمن نفسه، وهذا يذكرني بنكتة تقول إن زوجة كان زوجها يضربها، فتدخّل أحد الجيران قائلاً: «لماذا تضربها حرام عليك»! فتوقفت الزوجة المضروبة تنظر بعين الامتنان لهذا الشفيع، لكنها ما إن سمعته يقول: «يا أخي ألا تدري أن الضرب الذي يؤدب الزوجة هو الضرة»، حتى قالت لزوجها: «أكمل أكمل... ما عليك منه»!


    بعض المعترضين وصف ضرب الزوجة بحق منحته إياه الطبيعة، والآخر اعتبره حقاً منحه إياه الشرع، وكأنهم لا يدرون أن رسول الله لم يضرب واحدة من زوجاته، بل وصف من يضربون زوجاتهم بالأشرار، لكن وزارة الشؤون الاجتماعية ما إن سمعت هذا الكلام حتى سارعت إلى نفي هذا الخبر خوفاً من تكدير «السلم الأهلي للرجال»، وهكذا بقي ضرب المرأة واقعاً، بل إنها خرجت من هذه الحادثة بالكثير من الضرب بخاصة في هذا «الهاشتاق»، وهو ضرب من نوع يكشف إلى أي حد توفّر الثقافة للرجال حقوقاً حتى ولو أنكروها، ولو استخدموها فإنه يهددهم ويرعبهم أن تتدخل الدولة لتحول بينهم وبينها.


    المعترض لا يفكر إلا بحق الزوج في ضرب زوجته، لكنك لو وضعت له خيار أن من تضرب هي ابنته من زوجها، أو أمه من والده، لساءه الفعل وأنكره، وكأن كرامة الإنسان تختلف بحسب موقعه لا بوصفه إنساناً.


    لكننا نقول - بعد كل هذا الجهد الجهيد الذي كشف لنا عن قريحة دمها خفيف وعقلها أخف - سامح الله وزارة الشؤون الاجتماعية التي أثبتت أنها بلا قلب، فلو أنها تركت الخبر بوصفه إشاعة تدور، فقد يرتدع بعض الناس ولو كذباً، لكنها حرصت على طمأنة الرجال حتى يتمكنوا من الاستمتاع بمباراة «برشلونة ومدريد»، ولسان حالهم يقول: «الله يعز الإسلام والمسلمين»!
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65528
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 9 Empty وزارة» بلا قلب!

    مُساهمة من طرف waell السبت 26 أبريل 2014 - 11:40

    السبت، ١٩ أبريل/ نيسان ٢٠١٤ (٠١:٠ - بتوقيت غرينتش)


    انفتح حوار عظيم بين السعوديين بعد شيوع قرار صدر عن الشؤون الاجتماعية يغرّم الزوج الذي يضرب زوجته 50 ألف ريال، أي ما يعادل 10 آلاف دولار، وذكرني بذلك الحوار الذي شاع في مصر حينما أقرّ نظام «الخلع»، فراح بعض المصريين يغنون: «خلعوني خلعوني». وحتى الذي لن تفكر زوجته بخلعه سيتباكى على الدم المسفوح بعد القرار.


    معظم الذين شاركوا في الحوار حول «الغرامة» لم يرفع أحدهم يده على امرأة، لكن القرار أزعجه، فهو يحرك حقوقاً مدفونة في باطن لاوعيه، تحفظ له هذا الحق في ما لو فكر يوماً أن يستخدمه، لهذا شعر أن العصا - وإن لم يكن بحاجتها - سحبت من يده. الباطن أو «اللاوعي» حرّك الاعتراضات في «هاشتاق» اشتهر في «تويتر» باسم «ضرب الزوجة بـ50 ألفاً»، أطلق الرجال عبره النكات، واستخدمه بعض الضعفاء من باب الانتقام لكرامتهم المسلوبة. أما الذين ظنوا أن لديهم من الحيل ما يمكّنهم من أن يستعيدوا الغرامة من الزوجة في اليوم الثاني، فأصيبوا بخيبة أمل كبيرة بعد أن عرفوا أن الغرامة ستذهب للحكومة وليس للزوجة المضروبة، أي أنها أصبحت حقاً عاماً لا خاصاً، مثلها مثل غرامة قطع الإشارة، لهذا اقترح بعض الشباب أن يلجأ أصحاب النفوس الضاربة ممن تحدّثه نفسه بضرب زوجته أكثر من مرة، أن يقتلها فذلك أوفر له، ففي الشرع المرأة تحصل على نصف دية الرجل، أي 120 ألف ريال. لهذا فقتلها أرخص من كلفة ضربها ثلاث مرات.


    فيما نبّه الحكماء منهم إلى أن الـ50 ألفاً «الغرامة» تعادل مهر زوجة جديدة، لهذا على الأزواج ضبط النفس والتروي، وبدلاً من ضرب زوجة قديمة عليهم الزواج بجديدة بالثمن نفسه، وهذا يذكرني بنكتة تقول إن زوجة كان زوجها يضربها، فتدخّل أحد الجيران قائلاً: «لماذا تضربها حرام عليك»! فتوقفت الزوجة المضروبة تنظر بعين الامتنان لهذا الشفيع، لكنها ما إن سمعته يقول: «يا أخي ألا تدري أن الضرب الذي يؤدب الزوجة هو الضرة»، حتى قالت لزوجها: «أكمل أكمل... ما عليك منه»!


    بعض المعترضين وصف ضرب الزوجة بحق منحته إياه الطبيعة، والآخر اعتبره حقاً منحه إياه الشرع، وكأنهم لا يدرون أن رسول الله لم يضرب واحدة من زوجاته، بل وصف من يضربون زوجاتهم بالأشرار، لكن وزارة الشؤون الاجتماعية ما إن سمعت هذا الكلام حتى سارعت إلى نفي هذا الخبر خوفاً من تكدير «السلم الأهلي للرجال»، وهكذا بقي ضرب المرأة واقعاً، بل إنها خرجت من هذه الحادثة بالكثير من الضرب بخاصة في هذا «الهاشتاق»، وهو ضرب من نوع يكشف إلى أي حد توفّر الثقافة للرجال حقوقاً حتى ولو أنكروها، ولو استخدموها فإنه يهددهم ويرعبهم أن تتدخل الدولة لتحول بينهم وبينها.


    المعترض لا يفكر إلا بحق الزوج في ضرب زوجته، لكنك لو وضعت له خيار أن من تضرب هي ابنته من زوجها، أو أمه من والده، لساءه الفعل وأنكره، وكأن كرامة الإنسان تختلف بحسب موقعه لا بوصفه إنساناً.


    لكننا نقول - بعد كل هذا الجهد الجهيد الذي كشف لنا عن قريحة دمها خفيف وعقلها أخف - سامح الله وزارة الشؤون الاجتماعية التي أثبتت أنها بلا قلب، فلو أنها تركت الخبر بوصفه إشاعة تدور، فقد يرتدع بعض الناس ولو كذباً، لكنها حرصت على طمأنة الرجال حتى يتمكنوا من الاستمتاع بمباراة «برشلونة ومدريد»، ولسان حالهم يقول: «الله يعز الإسلام والمسلمين»!
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65528
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 9 Empty مجرد أخبار!

    مُساهمة من طرف waell السبت 26 أبريل 2014 - 11:42

    الأربعاء، ٢٣ أبريل/ نيسان ٢٠١٤ (٠١:٠ - بتوقيت غرينتش)


    نشر أحد المواقع الإماراتية نقلاً عن صحيفة سعودية أن «هيئة الفصل في المخالفات المرورية غرّمت سعودياً مبلغ 900 ريال مع حجز مركبته مدة أسبوع، وذلك بعد أن مكَّن زوجته من قيادة سيارته في الكورنيش». قال الخبر إن الزوجة «ضُبطت» أثناء قيادتها سيارة زوجها مساء الخميس الماضي، وتم إطلاق سراحها بكفالة، بعد أخذ التعهد عليها وعلى زوجها بعدم تكرار ذلك. لا بد من أن هذا الموقع تعامل مع الخبر على أساس أنه من الأخبار الطريفة التي تدخل في باب منع النساء في السعودية من قيادة السيارة، لكن الموضوع عندنا لا يقف عند هذا الحد فقط من الطرافة، خصوصاً إذا عرفنا أن وزارة الشؤون الاجتماعية قبل يومين أعلنت وأقسمت بأغلظ أيمان أنها لم تجرؤ على استحداث أي نظام أو قانون بشأن من يضرب زوجته، وأن كل ما شاع في الأجواء وكدرها وجعلها «علكاً في كل لسان»، هو مجرد خبر أنها «تدرس ثم تدرس ثم تدرس» وضع نظام من هذا النوع، أي فرض غرامة على ضارب زوجته. ثم قالت إن القاضي هو الذي يحكم بشأن ضارب زوجته. وهنا نصل إلى معادلة تقول إن الزوج إذا مكّن زوجته من حقها في قيادة سيارة يغرّم ويجرّم، أما إذا ضربها فلا شيء عليه.


    وإمعاناً في الطرافة، فقد نشرت صحيفة «مكة» خبراً منذ يومين يقول إن سيدة كبيرة ذهبت تشكو إلى الشرطة من ولدها لأ‍نه ضربها، لكن الشرطة رفضت التعامل معها إن لم يكن معها محرم، ولو سمعت هذه السيدة نصيحتي لكانت قادت سيارة حتى يغرّموا ولدها أو يسجنوه. زميلتي التي شاركت في إحدى حملات «سوقي سيارتك بنفسك» لم تجد الشرطة معها غير السائق، فطلبت منه أن يوقّع تعهداً بعدم السماح لها بقيادة السيارة.


    مثل هذه الأحداث الطريفة التي تضحكنا كل يوم وتتغذى عليها بعض الصحف كطرائف تؤكد أن المرأة بالنسبة إلى الدولة كائن بولي أمرها إن صلح أمره صلح أمرها هي أيضاً، وإن فسد أمره فلها مثله، ولأن المرأة لا تزال وفق قاعدة المجتمع حمولة في شاحنة العائلة يقودها رجل أياً كان عمره وأهليته وصلاحيته، ولم تنزل بعد منها لتكون مواطناً كائناً بنفسه لا بولي أمره، وهذا يدل على أن مفهوم مؤسسات الدولة الجديد لا يتسع لأن يجدد ويوسّع دائرة المحرم بحيث يصبح المحرم هو المؤسسة أو القانون الذي يضم تحته المواطنين كافة ويعاملها على قدم من المساواة، وعلى رغم كل المشاريع التي سخّرت لها ضمن مشروع التنمية وموازنة تعليمها التي تكلف الدولة البلايين، إلا أن وصولها إلى هذا الحق مرهون بموافقة ولي أمرها عليه، وعلى رغم أن حاجة البلاد الى عملها ومشاركتها في بنائه تعادل حاجة الرجل في التعليم والطب والتطبيقات الأخرى، إلا أن عملها أيضاً مرهون بسكوته أو موافقة منه، وكذلك أمر زواجها وسفرها وتطببها.


    أغرب ما سمعته في هذا المجال هو ما قالته سيدة ظهرت في برنامج تلفزيوني تقول: «سكنت مع أمي بعد طلاقي ورفضت السكن مع والدي فهو متزوج من أخرى، فاشتكاني والدي للقاضي فحبسني القاضي بتهمة العقوق»، هذا هو مفهوم القاضي عن العقوق الذي تقول وزارة الشؤون الاجتماعية إن القاضي هو من يحدد العقوبة «وأزيدكم من الشعر بيتاً» برواية سيدة تعمل في رعاية الأيتام تزوجت عندهم يتيمة وعادت إليهم تشتكي زوجها الذي ضربها فكسر يدها، تقول السيدة حين ذهبنا إلى القاضي وقلنا له «كسر يدها» قال: «زوج يؤدب زوجته».


    الحل كما قلت لكم سابقاً قدن سيارات واجعلن المرور يغرّم من يضربكن، أو هددن أزواجكن بأنكن ستقدن السيارة وتقلن للمرور إنه هو من حرضني على قيادتها... هذه هي الطريقة الوحيدة لمنع العنف ضد النساء.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65528
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 9 Empty أعيدوا للفرد ضميره

    مُساهمة من طرف waell السبت 26 أبريل 2014 - 11:45

    السبت، ٢٦ أبريل/ نيسان ٢٠١٤ (٠١:٠ - بتوقيت غرينتش)


    في حادثة ليست الأولى من نوعها، ضبط جمهور «تويتر» سيدة توقّع باسمها الصريح، وبلقب علمي وهو «الدكتورة»، حينما كانت تمارس موقفين متناقضين، فهي من جهة كانت تغرّد دعماً لمناهضي برنامج الابتعاث الحكومي الذي يرسل الشبان والشابات إلى جامعات العالم المتقدم على حساب الحكومة، ومن جهة تدعو بالتوفيق للمشايخ الذين يحتسبون ضد هذا البرنامج، وإذا بها في تغريدة تالية تنسى ما كانت عليه، فتنشر خبراً عن ذهاب ابنها المبتعث لدراسة الماجستير، وتطلب من الناس الدعاء له، فهي فخورة بما آل إليه، فثار بعضهم ضدها قائلاً: «يعني أولاد الناس حرام يروحون يدرسون برا وولدك معليش»؟ لكن ضميرها لم يسعفها سوى بالتملص قائلة: «إن الحكومة هي من ابتعثته»، فما كان من جمهور المدرجات «التويتري» إلا أن حملوا عليها بالمطالبة بإعادة ابنها لها.


    ليس عجيباً ولا غريباً أن يضبط الكثيرون منّا في مواقف تناقض خالية من الضمير الحي، فأنا منذ يومين ضبطت شاباً سمّى نفسه «ولد نوف»، هاجمني لأنني انتقدت موقف أحد المشايخ المتشددين، ووصفني بأقذر الألفاظ، واتهمني بالعهر، وحين فتحت حسابه وجدت أن غالبية ما يتابعه حسابات جنسية، ويطلب من أصحابها أن يحدثوه على الخاص.


    هذه الظاهرة في مجتمعاتنا ليست غريبة، والجميع يمارسها من دون قلق، فقد أخبرني طالب كيف كان شيخهم في المعسكرات الطالبية يحدثهم عن الزهد والتقشف، وتركِ الحياة الدنيا والذهاب للجهاد، ويحدثهم عن الصحابة الذين ينامون على الجوع والحصير، وما إن ينهي خطبته حتى يجلس إلى سفرة طعام فوقها خروف مطبوخ، يأكله أمامهم بنهم وبلا تقشف ولا زهد، وهذا الشيخ نفسه حين كبروا وجدوه يعيش في قصر كبير، ولديه أربع سيارات فارهة. أيضاً المشايخ الذين يحاربون العمل والابتعاث يتوسطون لأقاربهم ليبتعثوا ويعملوا، وهم يركبون الطائرات المتجهة كل صيف إلى تركيا وماليزيا.


    بعضنا يقول إنه أصبح هكذا من باب «التقيا» وكسب الاحترام، وبعضهم يقول إنه يفعل ذلك من باب السلامة، لكن ما يحدث بيننا هو النفاق والرياء بعينه، وهذه الظواهر ربما يكون مردها أن الفرد إما أنه لا يعرف ما يريد، أو أنه يخاف أن يكون ما يريد، فهو في المدرسة لا يدرّس التفكير والمنطق والاستنتاج، بل يُملى عليه ما هو الحق والصواب، ويؤخذ عليه إن خرج عن الصورة النمطية الشائعة، فهو يدرّس مثلاً أن الأغاني حرام، والمسرح حرام، والمحادثات مع النساء والاختلاط بهن حرام، لهذا يفهم أن الحياة هكذا، ولو أراد ممارسة ما ليس صحيحاً من وجهة نظر المجتمع، فيجب عليه أن يمارسه سراً، ولو أتيحت له فرصة التعبير في المنابر العامة مثل المنصات الإلكترونية، فعليه أن يكون ضد نفسه تماماً ليكون مصيباً أو فاضلاً.


    التيار المتشدد فرض على الناس الفضيلة - كما يتصورها - بالإكراه، لكنه لم ينجح في جعلهم فضلاء قولاً وفعلاً، ولم يسمح للناس أن تفهم أن هناك مواقف خلافية في الدين تسمح بالشيء في مذهب، وتمنعه في آخر، وأن من حقه اتباع ما يمليه عليه ضميره وعقله، لهذا وجد الناس أنفسهم في التناقضات، ومن السلامة أن تأخذ موقف الغالبية العظمى التي تكذب، ولا تكون نفسك!


    ليس الأفراد وحدهم من وجدوا أنفسهم تحت منهج الإكراه والخوف من المواجهة، فيمارسون الشيء ونقيضه، بل حتى المسؤولون لدينا يفعلون الشيء ذاته، فهم حين يسافرون إلى الخارج يتحدثون بخطاب يدعم التحديث والتطوير والديموقراطية، وحين يعودون إلى الداخل يختلف الخطاب، فيصبح لا تغيير ولا تحديث ولا محاورة.


    هكذا أصبحنا مجتمعاً من طابقين تماماً مثلما نفعل في بيوتنا، طابق للضيوف يكذب وينافق، بينما نحن في الغرف الخلفية نفعل ما نشاء بلا حسيب ولا رقيب!


    كيف نصبح مجتمعاً حقيقياً إذا كانت العلاقات بين أفراده قائ‍مة على الخداع؟ وكيف يصبح الضمير ضميراً إن كان لا يتمرن على حدوده بين الناس؟ فهو دائماً في إجازة طالما أن هناك من يقرّر عنه!
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65528
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 9 Empty هل تعادي «وزارة التربية» الفرح في مدارس البنات؟

    مُساهمة من طرف waell الإثنين 28 أبريل 2014 - 15:44

    الإثنين، ٢٨ أبريل/ نيسان ٢٠١٤ (٠١:٠ - بتوقيت غرينتش)


    أنا متأكدة من أن الذي سيقرأ قرار وزارة التربية والتعليم - الذي يقضي بمنع مدارس البنات (بل ويتوعد بالعقوبة) من إقامة حفلة تخرج لهن - سيصاب بصدمة تربوية وحضارية، لأنه سيكتشف أن وزارة التربية والتعليم عالقة في أزمة تربوية حضارية.


    فهي مع الوقت نسيت أنها تسير في ركب من التطور التقني والحضاري والعلمي، بينما لا تلتفت إلا إلى كيف تصبح مؤسسة ضبط وحراسة ورقابة جافة وفقيرة، حتى صارت أشبه برقابة السجون وضبطها منها إلى ضبط تربوي يجيد الوصول إلى أهدافه العليا، التي تتماشى مع تطور الزمن ومعاصرته. وإن كانت السجون ملأى بالخطائين فإن المدارس ليست كذلك، بل هي ملأى بالطاقات الشابة النقية المنفتحة على عصرها، ما أرسلها أهلها إلى المدارس إلا كي تحصد العلم والمعرفة، مع إصرارها على الفرح بالحياة والنجاح، فما بال هذه الوزارة تجعل من نفسها عدوة للفرح؟ وإن أحسنا الظن فلن نقول عدوة للمعرفة التي لا نراها إلا شحيحة في الكتب واقفة عند زمن مضى.


    وزارة التربية والتعليم شحت وفقرت حتى صار طلابها الذكور لا يجيدون فنون الرياضة إلا خارجها، فصارت أجيالنا الحديثة مجرد جمهور كروي متعصب لفريقه، لا يجيد لعب الكرة في الملاعب، ويكتفي بالفرجة عليها في التلفزيون، وإن لعبها فإن ذلك لا يكون إلا في ملاعب بعيدة من ملاعب وزارة التربية والتعليم، وها هي اليوم تتحفنا بقرار يمنع طالباتها من أن يفرحن إذا ما نجحن في دروسهن في احتفال داخل المدرسة، تحت نظر المديرة والمشرفة وبين الصديقات والطالبات.


    وحيثيات قرارها المنشور في «الحياة» يقول إن ذلك المنع جاء كي يوقف حداً لمصاحبة الموسيقى في هذه الحفلات، والملابس العارية والشفافة التي ستلبسها الفتيات في احتفالهن الخاص والأ‍نثوي خلف أسوارها العالية، ولا ندري ما مأخذ الوزارة على احتفال تلبس فيه الفتيات ثياباً قصيرة أو شفافة بين إناث مثلهن، إن كانت العورة في الإسلام بين المرأة والمرأة مثل العورة بين الرجل والرجل من السرة إلى الركبة. أما هلع الوزارة من الموسيقى فهلع لا نفهمه، فهي تعرف جيداً أن هذه الموسيقى تصاحب احتفالاتنا الوطنية مثلما في «الجنادرية» واليوم الوطني، وتجدها في إذاعاتنا المحلية وعلى شاشات التلفزيون في بيوتنا، إذ يتفرج الشباب يومياً على برامج المواهب، مثل «أراب آيدول» و«ذا فويس»، وغيرهما من البرامج.


    وزارة التربية والتعليم عالقة في آيديولوجيا تؤكد أنها تعيش في عصر قديم نقي وطاهر، لكنها مثل من يدس رأسه في الرمل. فهي تعادي نفسها وتعادي طلابها وطالباتها، وتقع في ورطة كبرى، إذ لا تفهم أيضاً أن وزيرها الحالي من فرسان الشعر، ويغني له أشهر المطربين، وتشتهر قصائده الرقيقة بالغزل والحب.


    في كتاب «ماضي مفرد مذكر» للكاتبة أميمة الخميس، تسرد الكاتبة التي عملت معلمة في مدارس التربية مأساة تراجيدية للكيفية التي تطمس فيها المدارس هوية الطالبات، وأكثر الصور التي أوجعتني في رمزيتها لهذا الضبط المسرف في قسوته، حرصُ مدارس البنات على نزع المرايا في دورات المياه، كي لا تنشغل البنات بتأمل وجوههن فيها، فتجدهن يقفن أمام لوح براد الماء المعدني يفتشن عن ملامحهن فيه، وحين تنزع المرايا من دورات المياه ستفتش الطالبات حتماً عن بديل، لأنك تعادي غريزة لن يطمسها المنع.


    ليس لديّ في الأخير إلا طلب واحد، أن يسهر الوزير ليلة واحدة على كتاب «ماضي مفرد مذكر»، فهو تقرير تربوي مهم، وحصيلة جهد معلمة صادف أنها أديبة حرصت على أن تقول شهادتها بأمانة قبل أن تتقاعد، كي تروي مأساة تربية وقعت على مدار 25 عاماً في مدارس البنات. تقول فيه إن تعليم البنات خاضع لتربية تنطلق مع الماضي الأحادي الذي صاغه الذكور، واستمر ذلك النهج في حاضر يقتضي المعاصرة والشراكة والتعددية.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65528
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 9 Empty لعن الله «الواسطة»!

    مُساهمة من طرف waell الأربعاء 7 مايو 2014 - 6:48

    الأربعاء، ٣٠ أبريل/ نيسان ٢٠١٤ (٠١:٠ - بتوقيت غرينتش)


    سمعت قصصاً عدة هذه الأيام لفت نظري أن صاحبها ينهيها بجملة واحدة «لعن الله الواسطة»، والذي استوقفني فيها أن صاحب القصة لم يكن الخاسر فيها بل كان المستفيد، لكنه على رغم ذلك يتحسّر، فائز لكنه غير راضٍ، وهذا وجه غرابة جديد، يبدو أننا في معرض تغيّر حقيقي لفهم هؤلاء المواطنين الشباب، فهم لا يريدون أن تنتهي بلادهم إلى حال مثل هذه. قريبي الأول شاب عائد من أميركا منهياً الماجستير في الإدارة، أي تعلم أموراً عميقة في الإدارة الجيدة، قال إن والد زوجته اتصل به وكلفه بالذهاب إلى مؤسسة حكومية كي يتسلّم أوراق تعيين زوجته في وظيفة جديدة، يقول حين تسلمت الأوراق قال لي المسؤول: «لا تخبر أحداً بهذه الوظيفة لأنها وظائف سرية». يقول قريبي: خرجت فرحاً بالتأكيد أن زوجتي حصلت على وظيفة، لكني حزين أن الأمر جاء بهذه الطريقة غير الأمينة، ثم ارتكب الخطأ الأكبر وأخبرني. «قال سرية قال»!


    أما قريبي الثاني، فوقعته أوقع معي، إذ قصّ عليّ أن زوجته التي أمل ألا تقرأ هذه المقالة حثته على الذهاب إلى قريبها الطبيب في مستشفى حكومي كي يحلوا مشكلة الأطفال، يقول احتاج الأمر دقائق، مشيت في ممرات مكتظة بالمرضى الذين ينتظرون دورهم، بعضهم منذ ساعات، وبعضهم منذ أشهر، تجاوزتهم جميعاً بضمير موجوع كي يفحص الطبيب أبنائي الثلاثة، احتاجوا أشعة قد تقتضي الانتظار أشهراً، لكن الطبيب قال «امش معي»، دخلنا قسم الأشعة مثل جنرالات حرب لا يجرؤ أحد على التصدي لهم، صوّرهم، حدد المشكلة ثم صرف لنا العلاج، ثم قال لي الطبيب «في أمان الله». يقول قريبي خرجت أردد «لعن الله الواسطة».


    سألتهم واحداً واحداً لماذا وأنتم الذين فزتم؟ قالوا ليس طـــيباً مذاق أن تحصل على حقك وأنت تشعر بأنك تتجاوز آخـــرين، ضميرنا أوقعنا في صراع، ففي الوقت نفسه الذي نشــعر فيه بأن من حقنا أن نحصل على علاج في مستشفى حكومي أو وظيفة تتطابق شروطها مع المتقدم إليها، إلا أننا نعرف أننا قفزنا على آخرين، تماماً مثلما تكون واقفاً في طابور جوازات طويل فيأتيك قريبك الذي يعمل في الجوازات ويقول لك تقدم، ويختم جوازك وتخرج، والجميع «يخزّك» بعيونه وتشعر بعيونهم في ظهرك وهم يقولون لعن الله الواسطة.


    مؤشر طيب أن تصبح الواسطة محل قلق الضمير الحي، وفائدة الضمير أنه يسأل عن حقوق الآخرين ولا يكتفي بنيل حقه فقط، لكن هناك بيننا من يشرّع الواسطة ويسميها «الشفاعة الحلال» كي ينام الضمير في حظوة الخدمات الخاصة به وحده، وهذا سيجعل الأمر أسوأ بالتأكيد، فالمؤسسات الحكومية ليست حيازة أو ملكية خاصة يقسمها المسؤول بين أهله وعشيرته ومن يعز عليه، وكذلك خدمات المستشفيات والمرافق العامة، وهذه الواسطة لا تجدها في القطاع الخاص.


    تشريع الواسطة هو تشريع للفساد، مثلها مثل الرشوة، لكن الطرف الأضعف فيها يصيح «لكنه حقي»، وكذلك في الرشوة فالمسؤول يقف بينك وبين حقك ويطلب رشوة.


    السعودية وبحسب مؤشر معهد كاتو الأميركي وُضعت في المرتبة الـ40 في مؤشر البؤس في عام 2013 من بين 90 دولة، ونسبت السبب إلى معدل البطالة فيها، فماذا لو زدنا عليها هذه الأيام و «كورونا» يحاصرنا، أزمة المستشفيات التي لا يجد فيها المريض سريراً شاغراً؟ هكذا سيجتمع البؤسان، بؤس الصحة والعمل. و «لعن الله الواسطة».
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65528
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 9 Empty لا تسافر إلى بلاد الكفار

    مُساهمة من طرف waell الأربعاء 7 مايو 2014 - 6:51

    الإثنين، ٥ مايو/ أيار ٢٠١٤ (٠١:٠ - بتوقيت غرينتش)


    كنت استيقظت هذا الصباح وأنا عازمة على تجنب الحديث عن بكتيريا التشدد والتزمّت التي تنشرها بعض الأخبار، ولو من باب الاستراحة والكتابة عن موضوع خفيف ظريف، لكنني للأسف وجدت نفسي امتلأت أسى وأنا أطالع خبرين، أحلاهما مر.


    فالأول يقول إن إمام وخطيب مسجد خالد بن سعود في الرياض، وهو أيضاً عضو في لجنة المناصحة التابعة لوزارة الداخلية - كما ذكرت الصحيفة - يحذّر في خطبته من السفر إلى بلاد الكفار، لأنه حرام، وأن من يموت فيها سيدخل النار. فالإسلام يدعو إلى الهجرة منها، فكيف نسافر إليها؟


    يُذكر أن أعداد المسافرين من السعوديين السياح يبلغ ملايين كل عام، منهم من يقضي إجازته في لندن وفي إسبانيا وأستراليا وكوريا، مثلما يسافر المسؤولون والمشايخ إليها سائحين وفي مهمات عمل، وصورهم تملأ الصحف، ولا تنفك إعلانات المكاتب السياحية تعرض رحلات مخفضة لبقاع الدنيا تملأ الصحف، فما الداعي إلى هذا الكلام الذي تزايد منذ عامين تقريباً؟


    إنه بكل اختصار هجوم ممنهج على برنامج الملك عبدالله للابتعاث، الذي ينتسب إليه 150 ألف مبتعث ومبتعثة، بعضهم ذهب مع عائلاته، وتزامنه برامج ابتعاث أخرى لقطاعات مثل النفط والهندسة، هذا غير المبتعثين على حسابهم الخاص، يدرسون الطب والهندسة والملاحة والطب التطبيقي وإدارة الأعمال والمحاسبة والقانون في جامعات متطورة، تقدم المنهج العلمي في أحدث تطبيقاته، ليس هذا فحسب، بل يتعاملون مع مؤسسات تخلصت من البيروقراطية وتحترم القانون، ويسوقون سياراتهم أو يركبون المواصلات العامة في عيش وتجربة لصيقة بتجارب أمم متقدمة، فما بال هذا البرنامج المتطور الذي دعا إليه إسلامنا الرحب، بحثّه على طلب العلم ولو في الصين، صار يقض مضاجعهم ويلهب حناجرهم غضباً؟


    الإجابة ستجدونها في خبر تفجره مقالة للدكتور سعد الموسى، وعرفت أنه ناصح أمين لوزير التربية والتعليم خالد الفيصل، فعساه أن يكون شريكاً معنا في هذه المقالة، ليقف على ما حواه.


    عنوان المقالة المنشورة في صحيفة «الوطن»: «وثيقة سياسة التعليم: جاهلية القرن العشرين».


    يذكر فيه أنه راجع وثيقة التعليم في بلادنا، فوجد «أن هذه الوثيقة تتماثل، لغة ووصفاً وهدفاً، مع لغة ومتن الكتاب الشهير «جاهلية القرن العشرين» لمحمد قطب». ثم يقول: «ثم اكتشفت حين فرغت بعد أربع ساعات من قراءة هذا الكتاب مكتملاً أننا سحبنا الكتاب من الأرفف، ولكننا نطبق توصياته بحذافيرها المكتملة أيضاً، وتوصياته وكل أسطر ورقه في حياة كل طفل سعودي يذهب كل صباح لتطبيق «وثيقة سياسة التعليم في وطنه».


    ثم ينتهي بالقول إن: «هذه الوثيقة الفضيحة تتحدث عن تدريب طلابنا بصراحة مطلقة على «فك الجهاد»، التي وردت أربع مرات في تأطير الأربع مراحل من التعليم: من الابتدائية حتى الجامعة. بكل اختصار وعلى مسؤوليتي واستعدادي للمكاشفة والمواجهة: الذي كتب وثيقة سياسة التعليم في وطني أفراد لا علاقة لهم أبداً بهذا الوطن، ولا يعرفون علمه، ولا يعترفون بوجوده كوطن مستقل على رأس ريادة عوالمه المختلفة من حوله: نحن في هذه الوثيقة بالضبط صورة لجاهلية القرن العشرين بكل الأهداف والتوصيات».


    هل عرفتم الآن لماذا يقض برنامج الابتعاث مضاجع بعض المشايخ والمحتسبين، لأن خططهم جاء ما يفسدها ويخربها، فهذه الأجيال التي تم تجنيدها بحسب وثيقة التعليم طوال أجيال فرّت من قبضتهم وتحررت منها.


    كان بالإمكان أن أتجنب الحديث عن هؤلاء لو كانت هذه الأفكار معتقدات شخصية لأصحابها، يتعاطونها في بيوتهم وبين أصدقائهم، لكنها استوطنت مثل بكتيريا، تتنامى من خلال وثيقة التعليم والحرب على برنامجنا الوطني التعليمي في مساجدنا، وليس في قناة تبث أفكارها من خلف البحار.
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65528
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 9 Empty سبب الطلاق هو الزواج!

    مُساهمة من طرف waell الأربعاء 7 مايو 2014 - 6:55

    الأربعاء، ٧ مايو/ أيار ٢٠١٤ (٠١:٠ - بتوقيت غرينتش)


    كان هذا هو السبب الوحيد الذي وجده أحد الظرفاء حين سئل عن أسباب الطلاق قائلاً: «لأن هناك زواجاً هناك طلاق»!


    ربما أراد أن يقول إن الفراق هو نتيجة أو احتمال لعلاقة بين اثنين. لكن ما لا يعرفه صاحبنا هذا هو أن نسبة الطلاق المرتفعة هذه الأيام هي ظاهرة حضرية بامتياز، أي مرتبطة بالمدينة، والسبب أن هناك عدداً من المتغيرات التي تواجهها الأسر في المجتمعات الحضرية، إذ ترتفع نسبة التعليم وتنال المرأة نسبة وفيرة من الحقوق والمسؤوليات تكاد تعادل الرجل، مع مفاهيم ثقافية تختلف عن المفاهيم التقليدية التي تعلي من شأن الذكر وتقلل من شأن الأنثى.


    السعودية اليوم تواجه أزمة حقيقية في معدلات الطلاق والعنوسة مجتمعين، بمعنى أن هناك نساء يمتنعن عن الزواج أو يتعذر عليهن العثور على شريك يوافق معاييرهن الجديدة فتصبح فرص زواجهن أقل، أما النوع الآخر فهن اللاتي توفرت لديهن فرصة الزواج لكنهن رفضن الاستمرار في هذه العلاقة التي لم يجدن فيها الرضا الكافي فحدث الطلاق. المرأة غالباً هي التي تطلب الطلاق، أقول غالباً لأن الزوج يستطيع أن يملأ فراغ متطلباته ببدائل أخرى.


    أظهرت إحصاءات وزارة العدل لحالات الزواج والطلاق المسجلة في المحاكم السعودية خلال نصف العام الهجري الحالي تسجيل 4 حالات طلاق في مقابل كل 10 حالات زواج، إذ بلغت حالات الزواج 35.662 في مقابل 15.126 حالة طلاق، وتتركز أكبر نسب الطلاق في الرياض حيث تحتل 30 في المئة، تليها مكة بنسبة 10 في المئة، ثم بقية المناطق بنسب أقل، فلماذا تحدث هذه النسب المرتفعة؟ هل سببها الزواج فقط؟


    لن أكون منحازة إن قلت إن أضرار الطلاق ولو ظاهرياً تدفعها المرأة في مجتمعات محافظة وتقليدية، فكل ما حولي يقول إن التي تتكبد الخسائر غالباً هي المرأة، فمن حولي أجد المطلقات يربين أطفالهن وحدهن من دون نفقة أو بنفقة زهيدة، ليس هذا فقط، ففي حالتي طلاق شهدتهما وجدت أن المطلقة تنال حكماً أبدياً بعدم الزواج بسبب كونها بضاعة مستهلكة لمستها يد من قبل، وبالتالي ينصرف عنها الخطّاب، فيما وجدت المطلّق تزوج ليس بواحدة بل باثنتين، وفي الحالة الأخرى وجدت رجلاً طلّق مرتين وأسفر زواجه عن طفل لكنه حظي بقبول وترحيب حالما طرق باب إحدى الأسر الكريمة ليتزوج بفتاة فارق العمر بينها وبينه 17سنة، ولم يقلق أهلها من أنه طلّق مرتين، فالعثور على زوج للفتاة هذه الأيام ليس بالأمر السهل.


    ما تجهله مجتمعاتنا المنحازة إلى الرجل وتقليل أضرار الطلاق عليه، أن أضرار الطلاق النفسية لا تدمّر المرأة فقط، بل تدمر الرجل وتقلل من ثقته بقدرته على إدارة حياته، ولولا إلحاح أمه بأنها ستزوجه من أحسن البنات وعليه فقط أن «يطب ويتخير» لكان الرجل انزوى في ركن بعيد وظل يشتكي من أ‍ن الحياة ظلمته، لكن الثقافة التي تحتكر المكاسب للرجل تساعده في تخطي الأمر ولو خارجياً، فهي تمنحه فرصاً لا نهائية للتجربة سواء كان مطلّقاً أم عقيماً أم غير مسؤول، بينما المرأة المطلقة لا يمكن الوثوق بها مرة أخرى.


    كل هذا ولم نصل بعد لأسباب الطلاق، لكن الإشارات تقول إن أجيال النساء تتغير بينما يبقى معظم الذكور على خطوط الثقافة القديمة، الزوجة تصبح شريكاً اقتصادياً في العائلة، فترتقي لمرتبة رفيق وشريك يتقاسم المسؤوليات والواجبات، وبالتالي تتقاسم الحقوق، لكن الخطوط القديمة لا تسمح بذلك، بل وتقول إن هناك من هن أفضل منها لأنهن يقبلن بأقل من هذا، فإن أرادت وإلا عليها أن تذهب لأهلها. لا أريد أن أنحاز إلى النساء ضد الرجال، فبعض النساء يتنصلن من مسؤوليتهن أيضاً، فقد وجدت بعض الفتيات يردن أن يصبحن نجمات في المجالس والأعراس وحتى في مكاتب العمل بتكاليف اقتصادية مرهقة لها وللزوج من دون أي اعتبار للالتزام بالمعايير الواقعية، وللأسف هذا يحدث بسبب غسيل الدماغ اليومي من إعلام الجمال والزينة، وأصبح «آنستغرام» الخليج اليوم مليئاً بصور الحقائب والعباءات والجلابيات وأطباق الحلوى الباهظة التكاليف. وهي تريد أن تصبح مثل نجمات هوليوود تلبس وتأكل وتتزيّن علي حساب الزوج. سألت شاباً لماذا يكثر الطلاق هذه الأيام؟ فقال لي لأن بنات اليوم يجدن أبواب أهاليهن مفتوحة لهن حين يعدن، لا أحد اليوم يقول «ما عندنا بنات يتطلقن»، لكني لا أجد أن ترحيب الأهل بعودة ابنتهن مطلّقة بدلاً من الصبر على حياة لا تريدها عيب، لكن غياب إرشادها إلى حياة متوازنة هو العيب الذي يلحق بكل مؤسساتنا والأسرة أولها، وهذا يشمل كلا الطرفين ذكوراً وإناثاً. شباننا اليوم وشاباتنا لديهم شعارات سلبية عن الحياة الزوجية، أهمها عدم الوثوق بالطرف الآخر، فكيف يمكن أن تبدأ حياتك في شكل جيد إن كنت لا تتوقع الجيد؟
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65528
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 9 Empty هل من الصعب أن نفهم أن هذا ليس إسلاماً؟

    مُساهمة من طرف waell السبت 10 مايو 2014 - 6:56

    السبت، ١٠ مايو/ أيار ٢٠١٤ (٠١:٠ - بتوقيت غرينتش)


    «خطفتهن... وسأبيعهن في السوق وفق شرع الله». هذا ما قاله أبوبكر شيكاو زعيم «بوكو حرام» في شريط فيديو، بعد أن قامت جماعته بخطف 300 من طالبات المدارس في نيجيريا. أما المطالب التي تزعمها «بوكو حرام» بعد قتل المدنيين وخطف الفتيات وبيعهن - وفق شرع الله - فهي إقامة خلافة إسلامية!


    يكفي أن تستخدم هاتين الكلمتين «شرع الله» و«الإسلام» حتى تشق صفوف المسلمين، فهناك العاقل الذي يفكر في ما خلف هذه الجملة، وهناك الأعمى الذي يصدق كل ما تقوله هذه الجماعة، فطالما أنها تستخدم كلمة «إسلام» و«شرع الله» كجزء منها، فسيبقى محتاراً يفتش لها عن تبرير.


    أنا أعرف أن عقول «العوام» التي احتكر تربيتها شيوخ ودعاة أسرف بعضهم في تفسيرات شخصية نفسية واجتماعية، باتت اليوم عقولاً بلا حركة، منساقة وراءهم، تدافع عنهم باحثة عن تبريرات تطم‍ئنهم حتى ولو كانت تخرق الشرع والإسلام والقيم الإنسانية التي تطورت وتهذبت وتحضرت. لكن ما الذي يمكن أن يحمي هذا الفعل في عقول العوام من الناس، وهي ترى جماعة في نيجيريا تطلق على نفسها «إسلامية»، تخطف طالبات مدرسة وتبيعهن مثل السبايا، وتقول وفق شرع الله؟


    ربما يكون من السهل إدانة هذه الجماعة البعيدة عنّا جغرافياً، لكن الأمر يرتبك ويهتز حين نقترب أكثر من الخبر الذي أذاعته وكالة الأنباء السعودية عن القبض على جماعات إرهابية في بلادنا، تجمع السلاح، وتخطط لتفجيرات تنتمي وتتصل بـ «داعش» و«القاعدة»، وربما تجد من يدافع عنها ولو بالقول إنهم «فئة ضلّت الطريق»، بمعنى أنها خامة جيدة فكرياً، لكن تعبيرهم وقع في الشطط، فلا بأس أن تعتقد أن من حولك كفار، وأن نساءهن سبايا، وأن أموال المصارف تستحق السرقة، وأن الدولة كافرة، لكن لو قمت بترجمة هذه الأفكار فإنك تضل الطريق، مع أن إرشادات الطريق تقول لك هذا الكلام!


    هؤلاء الذين ينتصرون للعنف والطائفية والتمزق الاجتماعي ليس لديهم وطن، بل هم حريصون على بيعة لخلافة إسلامية مثل جماعة «بوكو» و«داعش».


    المشكلة - في الحقيقة - لا تبدأ من حيث انتهى هؤلاء، بل من حيث ابتدأوا، فهؤلاء الذين جمعوا السلاح في بلادنا أو خطفوا طالبات المدارس في نيجيريا، لم ينتهوا إلى هذا الفعل إلا بسبب خطاب تمدد على أساس أنه الإسلام الطاهر النقي، والعودة إلى مفاهيم العصر الذهبي في الإسلام، لا بقيمه الحميدة بل بشروطه السياسية، ومنهج حروبه آنذاك بين بلاد الكفر والإسلام، ووفق قانون أن الحق للغلبة والقوة، وحين تمتلك خطاباً يظن نفسه الحق الكامل، فعليك أن تنتصر له بالقوة، وحين تملك السلاح فعليك أن تترجمه بالقتل والخطف، مطمئناً إلى أن ذلك هو شرع الله.


    أين كنا عن هؤلاء الشباب حين كانوا يخدرون بهذه الحكايات والمسرحيات؟ وحين كانوا ينومون مغناطيسياً كما كان يفعل قائد فرقة الحشاشين، وهو يخدر أحد مريديه من الشباب بنبتة الحشيش، ويجعله يفيق بين فتيات في «حرملك»، ويعيش معهن ليلة ظناً منه أنهن حور عين، ثم يصحو في اليوم الثاني مؤمناً بأن ما عاشه هو الحق، فيذهب في الصباح حاملاً خنجره بجسارة مذهلة، ويقوم بعمل انتحاري في العلن، فيقتل نائباً أو حاكماً عادى أمير فرقة الحشاشين؟


    هؤلاء ليسوا مرتزقة، بل هم - للأسف - أصحاب عقيدة جامدة تراكمت أخطاؤها حتى سدت منافذ الحياة، فصارت تطلب الموت لنا ولهم.


    الخطاب كان هو الأخطر من حمل السلاح، والدليل أن أي محاولة اليوم لتفكيكه تقابل بذعر ومقاومة أحياناً، وبغضب في أحيان أخرى، لأن من ينتقد هذه الجماعات عدو للإسلام، وكأن المسلمين لا يخطئون، ولهذا فمن يهاجم هؤلاء المتدينين يهاجم الدين.


    كيف يمكن أن نفصل الإسلام كشريعة سمحاء سامية القيم رفيعة الأخلاق، عن المسلمين الذين ورثوا هذا الدين العظيم لكنهم أخطأوا في تفسيره، وعن فئة تظن أنها كلما غالت وتنطعت وتطرفت، أصبحت على حق أكثر؟ وليت هذا صحيح، فدعاة الزهد منهم هم أكثر الناس جشعاً وحباً في الدنيا، وجمعاً للمال والسلطة!


    هل من الصعب أن نقول عن «بوكو حرام» و«داعش الغبراء» التي كشفت الصحف السعودية مؤامراتها في بلادنا أنهما ليسا من الإسلام في شيء؟ وهل من الصعب أن يفهم بعض الناس أن الدين ليس هؤلاء المتدينين الذين يشهرون السلاح، ويخطفون الفتيات لبيعهن كسبايا؟ ربما يظل هذا الشرح صعباً لبعض جيلنا ممن انتهى أمره وحسم قناعاته، ولكن «بوكو حرام» و«داعش» بالنسبة إلى جيل اليوم والغد، لن تكونا سوى فرقتي حشاشين جدد، حتى لو من دون حشيش!
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65528
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    بدرية البشر / متجدد - صفحة 9 Empty «بوكو حريم»

    مُساهمة من طرف waell الأربعاء 21 مايو 2014 - 10:06

    الأربعاء، ١٤ مايو/ أيار ٢٠١٤ (٠١:٠ - بتوقيت غرينتش)


    منذ انطلقت قضية خطف «بوكو حرام» للفتيات والغضب العالمي يملأ البيانات والصحف. أعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا إرسال فرق خبراء إلى نيجيريا، كما وعدت الصين بتوفير «أي معلومات مفيدة ترصدها أقمارها الاصطناعية وأجهزتها الاستخبارية» لنيجيريا. وعرضت الشرطة النيجيرية 300 ألف دولار أميركي في مقابل أي معلومات تؤدي إلى إنقاذ الفتيات، في المقابل لا تجد من الغضب الإسلامي ما يعادل شروى نقير، ليس لأن المسألة حدثت بعيداً عنا، بل لأنهم يرتبكون أمام هذه الأحداث، فما حدث خطأ، لكن إدانة المخطئين ليست بالأمر السهل، فوجدانهم شحن بأن هؤلاء أصحاب جهاد ومقاصد إسلامية. لا يحرك هذا الأمر الرأي العام في ميادين الحرب الكلامية في «تويتر» مثلما حركته حادثة وقعت قبل يومين حين قادت سيدة سيارة فاصطدمت بجدار وماتت، فصاح غاضبون: «حسبنا الله، حاكموا من يحرّض على قيادة المرأة السيارة».


    الذي يؤكد هذا هو حادثة مصغرة شبيهة بما فعلته «بوكو حرام»، لكن الجناة هن «حريم» من وجهة نظر المجتمع، فمنذ أسبوع تقريباً ضبط رجال الأمن سيدتين تسللتا للحدود اليمنية - السعودية بالترتيب مع مهربين من الحوثيين بغرض الهرب إلى اليمن مع ستة من الأطفال من أقارب السيدتين، «اثنان منهم طفلا الأولى ويعيشان مع زوجها السابق وابن أخت لها، والأخرى أخذت طفليها وأخاً لها»، فصار المجموع ستة أطفال تم خداعهم وخداع أهلهم المشتركين بأنهم ينوون الذهاب في نزهة.


    بعد القبض على السيدتين كانت الصدمة التي اتفق عليها المجموع الكبير من الغاضبين أنهما خرقتا العرف والتقاليد أكثر من أنهما عنصران في مجموعة إرهابية، كان السؤال الذي طرح لإدانة ما فعلته هاتان السيدتان أمام الرأي العام كي يجرمهما «كيف تسافران من دون محرم؟»، أو «لو دخل عليكما ضابط من دون سجانة لقلتما إنه انتهاك للعرض، فكيف تسافران وتتصلان برجال أغراب؟»، كأن هذه هي الأدلة الدامغة على خطئهما، فضح مخالفة صغيرة في حين كانت جريمة كبيرة واضحة أمام العيان لكنها غير كافية.


    زوج إحدى السيدتين يحارب مع «داعش» سورية، وزوج الأخرى في السجن بتهمة إرهابية، وعلى رغم هذا فإن السيدتين مارستا نشاطاً دعوياً وجمعتا أموالاً، ولو أن سيدة مجتمع أرادت فتح جمعية خيرية أو جمعية ذات مسؤولية اجتماعية لوجدت أمامها من القيود والبيروقراطية ما يجعلها تتوقف وتحجم عن القيام بحلمها، في حين يكفيك أن تدخل أي منزل يقام فيه عزاء كي تجد داعية تتوسط مجلس النساء، تقوم ظاهرياً بأداء عظة ساذجة جدتي تحسن أفضل منها، لكنها تنتهي بأن تفرش بساطاً تلقي فيه النساء نقوداً أو مصاغاً إن لم يتوافر لهن المال، فتأخذه الداعية وتذهب به إلى مكان غير معلوم من دون أن يعتبر هذا نشاطاً مريباً أو مقلقاً.


    ميكافللي يقول إن الغاية تبرر الوسيلة، لكنه قالها في سياق العمل السياسي وعلى رغم هذا كره الناس كذب السياسيين، فما بالك لو قيلت في سياق عمل ديني؟ ها هي «القاعدة» و«داعش» اللتان كانتا ترفعان شعار جلوس النساء في بيوتهن وتفرغهن لخدمة البيت وجدتا في النساء غرضاً مفيداً في ميدان القتال فنادتاهن، لكن النساء اللاتي استجبن هذه الدعوة غير الكريمة لم يقمن بدور أكثر من النكاح، فأخذن يهدين أجسادهن كما فعلت إحداهن مع الزرقاوي في العراق، وعندما مات أهدت نفسها إلى ثانٍ ثم ثالث حتى قتلت هناك، ووصف هذا الفعل بأنه «جهاد النكاح». هذا ما تراه «داعش» و«القاعدة» كدور جدير بأن تلعبه النساء، هل ظننتم أنهم سيعيّنون امرأة «أمير جماعة» مثلاً أو عضواً في مجلس شورى «داعش»؟

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 19 أبريل 2024 - 12:20