عكفت وزارة الاقتصاد والتجارة على متابعة تسجيل وحماية عدة منتجات وطنية شهيرة كمؤشرات جغرافية منتجات وسلع معينة تنتج ضمن منطقة أو اقليم ما وبمواصفات محددة ومشهورة على المستوى الوطني ومن ثم العالمي.
وبين رئيس قسم المؤشرات الجغرافية في مديرية حماية الملكية في الوزارة جمال اليوسف أن تسجيل حرير الدامسكو والسيف الدمشقي الشهير ونسيج البروكار والموزاييك الذائعين الصيت كمؤشرات جغرافية يسهم في حمايتها في الأسواق الخارجية والتعريف بخصائصها وارتباطها بالموروث الثقافي والحضاري للسوريين حيث يساعد انتشارها على توفير فرص الاستثمار في هذا القطاع الذي يحمل امكانات نمو كبيرة.
واعتبر أن سورية تمتلك العديد من السلع التي يمكن أن تحمي كمؤشرات جغرافية كقمر الدين الذي قدمته سورية للعالم منذ العصر الأموي والبروكار والدامسكو وهما نوعان من المنسوجات اشتهرت بهما دمشق دون غيرها.
وكذلك الأمر بالنسبة للسيف الدمشقي وصابون الغار الحلبي والحلاوة الحمصية والبندورة الحورانية والثوم الكسواني والجبنة الحلوم والشنكليش وهو نوع من المقبلات يدخل اللبن في صناعته بشكل رئيس وغير ذلك الكثير من هذه المؤشرات.
كما أن الحاجة أصبحت ملحة لحماية مثل هذه المؤشرات بسبب كثرة التعديلات على هذه المنتجات حيث يقوم بعض المنتجين بطرح منتجات رديئة ويسوقونها على أنها منتجة في سورية كانتاج صابون رديء وبيعه على أنه مصنوع من اوراق الغار مايعتبر غشا وتغريرا بالمستهلك لذا اخذت الدول تحمى موءشراتها في السنوات الأخيرة بشكل واضح فهناك الحرير الكشميرى والسجاد الاصفهاني والجلد الايطالي وتبغ هافانا والزجاج الفرنسي والساعات السويسرية وهكذا.
وسمي الدامسكو بهذا الاسم تيمنا بمدنية دمشق حيث اخترع في القرن الحادي عشر وهو نوع من المنسوجات الذي له العديد من النقوش والرسوم.
وكان السيف الدمشقي ولا يزال رمزا للشجاعة ينتقل ويتوارث عبر الاجيال ويحمل العديد من الأسماء مثل المهند/الحسام/الفيصل حيث لا يمكن للمرء أن يأتي على ذكر السيوف دون ان يذكر السيف الدمشقي فدمشق هي عاصمة الحضارات ومرت بعهود كثيرة من السلم والحرب الذي كان للسيف الدمشقي الفضل الكبير في تحقيق العديد من الانتصارات فضلا عن ان فن صناعة السيوف تطور مع مرور الزمن فأصبح فنا مبدعا وخلاقا ما جعل من هذا السيف تحفة فنية تتميز بأقسامها الأربعة: النصل.. المقبض.. الغمدوالحامل.
كما يعتبر الموازييك نوع من الفن الخشبي الذي يعتمد على تنزيل قطع من الصدف في الخشب مشكلة العديد من المنتجات المفيدة مثل: المفروشات وعلب المجوهرات وله العديد من النقشات والرسوم المليئة بالأصداف حيث كانت دمشق ولاتزال تعتز بفنونها الحرفية والموازييك واحدة من الحرف الدمشقية الفنية المميزة.
أما البروكار فهو نوع من المنسوجات يحتوي على عدة رسومات منها ما يعنى بالحيوانات ومنها ما يعنى بالنباتات ولكن أجمل أنواع البروكار هو ذلك الذي يحتوي على خليط من الألوان العشوائية التي تنتج عنها لوحات فنية وأشكال فريدة وهو أحدى الصناعات الدمشقية القديمة التي تلاشت لفترة وعادة مرة أخرى للحياة في الخمسينات.
وتعرف المنظمة العالمية للملكية الفكرية (وايبو) المؤشر الجغرافي بإنه اشارة توضع على سلع ذات منشأ جغرافي محدد أو صفات أو شهرة أو خصائص يمكن ان ترتبط اساسا بذلك المنشأ ومن المألوف ان يضم البيان الجغرافي اسم ومنشأ السلعة وتسمية المنشأ هي نوع خاص من البيان الجغرافي يوضع على سلع ذات خصائص أو صفات معينة تعزى إلى البيئة الجغرافية التي أنتجت فيها ويشمل هذا البيان تسميات المنشأ مثل الكنافة النابلسية.. الراحة الدرعاوية.. السمنة الديرية.. صابون غار كسب.
وتأتي أهمية هذه المؤشرات من كونها تنتج في مكان محدد وتشمل أنواعا مختلفة فقد تكون هذه المؤشرات سلعا طبيعية أو زراعية أو صناعية وتعتبر من الأصول الاقتصادية غير الملموسة للشركات ما يجعلها محل افادة لكل من البائع والمستهلك والمنتجين والحكومات.
ويعرف المجمع العربي للملكية الفكرية المؤشرات الجغرافية بأنها الحق في منع الأشخاص غير المصرح لهم من استعمالها سواء للمنتجات التي لا تنشأ من المكان الجغرافي المشار إليه أو تلك التي لاتمتثل لمعايير الجودة المفروضة لحماية المؤشرات الجغرافية لكي لاتصبح تعبيرات عامة.
أحمد العمار